قصص الحيوان قصة النسناس ووحش البحيرة قصة مصورة و PDF
نقدم لكم قصة جديدة من قصص الحيوان وقصة اليوم بعنوان النسناس ووحش البحيرة القصة مكتوبه و مصورة و PDF
قصة النسناس ووحش البحيرة مكتوبة
في غابة من الغابات الكبيرة ، كانت تعيش زمرة من النسانيس . كان زعيم هذه الزمرة نسناسا ضخما جدا اسمه فكرام . وكان فكرام ، إلى جانب قوته وضخامته ، نسناسا ذكيا جدا .
كان فكرام يعرف أن في الغابة أنواعا عديدة من النباتات السامة ، وأن مياه بعض البحيرات لا تصلح للشرب . لذا كان يحذر نسانيس زمرته قائلا : "لا تأكلوا من ثمار شجرة لم تأكلوا منها من قبل ، ولا تشربوا من مياه بحيرة لم تشربوا منها من قبل !"
نسانيس الزمرة كلهم سمعوا كلامه وأخذوا بنصيحته ، فلم يتأذ أي منهم .
في أحد الأيام ، كان فكرام ونسانيس زمرته يتجولون في الغابة . كان النهار حارا ، وكان قد مضى على تجوالهم ساعات . أحس فكرام وأصحابه بالعطش وضايقهم العرق الذي كان يتصبب على وجوههم وأجسامهم . كانوا قد وصلوا إلى جانب من الغابة لم يكن أحد منهم قد وصل إليه من قبل ، فلم يعرفوا أين يمكن أن يجدوا ماء آمنا .
فجأة ، وصلوا إلى بحيرة صغيرة صافية . فصاحوا ابتهاجا واندفعوا نحو شاطئها ليشربوا من مائها البارد المنعش .
صاح فكرام بصوت عظيم : "إنتظروا ! لا يشرب أحد من هذه البحيرة قبل أن أتأكد من سلامة مياهها ."
برطم أصحابه النسانيس وهمهموا ، لكن للحظة فقط ، فإنهم كانوا يعلمون أن زعيمهم على حق .
وضع فكرام يديه وراء ظهره ، وخفض رأسه ، وفتح عينيه ، وراح يدور حول البحيرة . وجد على الأرض آثار أقدام حيوانات وطيور تتجه إلى البحيرة . لكنه لم يجد أي أثر لأقدام عائدة منها .
أسرع فكرام عائدا إلى حيث كان أصحابه النسانيس ينتظرون .
قال لهم : "من حسن الحق أننا لم تنزل البحيرة لنشرب . لا يترك البحيرة أحد ممن ينزل فيها . أعتقد أن وحش ماء يعيش في هذه البحيرة ."
أخذ نسناس صغير يبكي ويقول : "أنا عطشان ، أريد أن أشرب ."
فجأة ، أخذت المياه تدور وتفور وتزبد . ووقف النسانيس يراقبون مذعورين .
شيئا فشيئا ، أخذ يخرج من الماء وحش مخيف قبيح . كان ضخما أشبه بتل صغير ، وكان له جسم يملؤه الشعر وعينان يطل منهما الشر . قال الوحش محاولا أن يجعل صوته لطيفا خفيفا : "تعالوا اشربوا . هذا ماء بارد منعش !"
لم يتحرك أي من النسانيس .
عندئذ قال الوحش بصوت عال : "ألا تريدون أن تشربوا ؟"
قال فكرام بصوت عال هو أيضا : "نعم ، نريد أن نشرب . لكن إذا شربنا أكلتنا ."
ضحك وحش الماء ضحكة خبيثة وقال : "وإذا لم تشربوا متم من العطش ."
وقف زعيم النسانيس لحظة صامتا . ثم أشعت عيناه بضوء بهيج ، وقال : "بل ستشرب من الماء البارد المنعش ، لكن لن تكون قادرا على أن تأكلنا ."
ابتسم الوحش ابتسامة ساخرة وقال : "ها ! قل لي ، من فضلك ، كيف ستفعل ذلك ؟"
قال فكرام : "انتظر وانظر !"
قال فكرام لنسانيس زمرته : "تعالوا ! عندي فكرة . أترون عيدان الخيزران السمينة النابتة هناك ؟ اقتلعوها وهاتوها لي ."
اندفع أصحابه النسانيس يقومون بما طلبه منهم زعيمهم . وسرعان ما كانوا قد عادوا بعيدان كثيرة كوموها أمام قدميه .
كان وحش الماء في هذه الأثناء يجأر ويبرطم ويهمهم ، لكن لم يكن يفهم مما يرى شيئا .
التقط فكرام قصبة وقضم طرفيها . ثم وضع أحد الطرفين في فمه ونفخ بقوة شديدة . تطاير اللب من داخل القصبة ووقع في ماء البحيرة محدثا طرطشة قوية .
حملق وحش الماء غاضبا ، أما فكرام فقد وضع قصبة الخيزران على الأرض مبتسما ابتسامة عريضة . ثم التقط قصبة ثانية . قضم طرفيها ونفخ فيها ، ومرة أخرى تطاير اللب وأحدث طرطشة قوية .
عندما تجوفت قصبات الخيزران كلها ، أدخل فكرام طرف كل منها في طرف القصبة التالية ، مشكلا أنبوبا طويلا من الخيزران ، ثم وضع أحد طرفي الأنبوب في البحيرة وشفط الهواء من الطرف الآخر بأقصى ما يستطيع من قوة . إذ فعل ذلك ، الدفع الماء إلى الأنبوب وتدفق خارجا ، وبلل جسمه كله .
هتف أصحابه النسانيس مبتهجين إذ رأوا الماء يتدقق من الأنبوب .
قال زعيمهم فكرام : "تعالوا الآن واشربوا أطفئوا عطشكم ، لا خوف عليكم !"
عبس وحش الماء وجار ونخر وتهدد وتوعد ، وقال : "أنتم يا نسانيس ! انتظروا حتى تقعوا بين يدي !"
لكن فكرام وأصحابه كانوا ، وهم على شاطئ البحيرة ، يضحكون آمنين ، قالوا له : "شربنا الماء ولن تستطيع أكلنا ."
قال الوحش وهو يغوص في الماء : "كنت أكلتكم كلكم لولا زعيمكم هذا . يوما ما سيقع بين يدي !"
عاد أصحاب فكرام إلى بيوتهم ، وحكوا بفخر السكان الغابة كيف أن زعيمهم كان أشد ذكاء ودهاء من وحش البحيرة . وصار سكان الغابة كلهم فخورين بشجاعة فكرام وذكائه .