اليوم مع حكاية اطفال جديدة بعنوان الصبي الراعي تحكي للطفل قبل النوم وتهدف القصة إلى بيان عاقبة الكذب القصة مكتوبه و مصورة و pdf
قصة الصبى الراعى مكتوبة
كان رامي يشعر بالضجر . أخوه الأكبر جلال ، الذي يرعى الغنم عادة ، سافر إلى المدينة لقضاء بضعة أيام فيها . لذا كان على رامي أن يقوم بعد المدرسة بأخذ الأغنام لترعى في التل المجاور للقرية . وكان ذلك هو يومه الثالث .
رعي الأغنام عمل مضجر . لا شغل لها إلا أكل العشب طوال النهار .
عدها بصوت عال : "واحد ، اثنان ، ثلاثة ..."
وعدها رجوعا : "سبعة عشر ، ستة عشر، خمسة عشر ..." ثم عدها بأعداد زوجية : "إثنان ، أربعة ، ستة ..."
وعدها بأعداد فردية : "واحد ، ثلاثة ، خمسة ..."
ثم صار رامي فعلا ، فعلا ضجرا ( قلقا ) .
فجأة ، سمع صوتا آتيا من وراء بعض الشجيرات . نهض بسرعة . هل ذلك ذئب ؟
كان أخوه جلال قد حذره من الذئاب . "كن متنبها ، يا رامي ! إذا رأيت ذئبا ، اصرح مناديا أهل القرية . سيأتون لمساعدتك في طرده ."
لكن ذلك لم يكن ذئبا . كان أرنبا يركض بين الشجيرات . تساءل رامي في نفسه : ترى لو صاح ، هل كان أهل القرية فعلا يأتون ؟
وقرر أن يجرب ذلك . صاح بأعلى صوته : "الذئب ! الذئب ! الذئب !"
في مزرعة مجاورة كانت سميرة منهمكة في خبز رقائق اللحم .
سمعت صوتا يقول : "الذئب ! الذئب !"
فتركت كل شيء والتقطت مكنستها وأسرعت تركض ناحية التل .
وفي بيت الدجاج ، كان جابر زوج سميرة يطعم دجاجاته شعيرا .
سمع صوتا يقول : "الذنب ! الذئب !"
فرمى كيس الشعير ، والتقط فأسا وأسرع يركض ناحية التل .
وعند مفترق الطرق ، كان الشرطي صابر يوجه حركة السير .
سمع صوتا يقول : "الذنب ! الذئب !"
فرمى صفارته ، والتقط عصاه وأسرع يركض ناحية التل .
وفي المستوصف ، كانت الطبيبة صالحة تفحص حلق مريض .
سمعت صوتا يقول : "الذئب ! الذئب !"
فتركت المريض والتقطت صندوق الإسعاف الأولي وركضت ناحية التل .
ركضوا كلهم ، سميرة وجابر وصابر وصالحة ، ركضوا يلهثون ويصيحون ، يحملون معهم مكنسة وفأسا وعصا وصندوق إسعاف أولي .
عندما وصلوا التل ، وجدوا رامي يجلس على صخرة وهو يضحك ، والخراف من حوله ترعى بأمان .
سألوه : "أين الذئب ؟"
قال رامي : "كنت فقط أتمرن . أخذتم وقتا طويلا لتصلوا إلى هنا . عليكم أن تركضوا أسرع ."
هكذا انصرفوا عائدين .
لكن سميرة وجدت أن الكلب أكل رقائق اللحم كلها .
وكان على جابر أن يطارد دجاجاته الشاردة ساعات .
وظل صابر يعمل ساعتين ليعيد حركة السير إلى طبيعتها .
أما مريض الطبيبة صالحة ، فلم يكن قادرا على أن يطبق فمه ، بعد أن أبقاه مفتوحا طوال الوقت ، وكان على الطبيبة أن تحقنه بإبرتين لتفك عقدة فمه .
في اليوم التالي ، خرج رامي بقطيعه مجددا إلى التل .
حاول أن يقرأ في كتاب ، لكن القراءة تنعسه . حاول أن ينفخ بالونات ملونة ، لكن ذلك جعله يشعر بالعطش ، ثم تذكر كيف أنه جعل الناس يجرون ويصعدون التل لاهثين .
تلك تسلية عظيمة . فقرر أن يكررها . صاح بأعلى صوته : "النجدة ! النجدة ! الذئب !"
في المزرعة ، كانت سميرة تنشر ثيابا على حبل الغسيل .
سمعت ، "النجدة ! الذئب !" فتركت كل شيء والتقطت مكنسة وركضت ناحية التل .
في الحقل ، كان جابر يغسل ثوره .
سمع صوتا يقول : "النجدة ! الذئب !"
فترك الثور والتقط فأسا وركض ناحية التل .
وعند مفترق الطرق ، كان صابر ، في وقت استراحته ، يشرب الشاي تحت شمسية يستظل بها من حر الشمس.
سمع صوتا يقول : "النجدة ! الذئب !"
فترك موقعه الظليل والتقط عصاه وركض ناحية التل .
وفي المستوصف ، كانت الطبيبة صالحة تحقن مريضة بإبرة .
سمعت ، "النجدة ! الذئب !"
فتركت الإبرة والتقطت صندوق الإسعاف الأولي وركضت ناحية التل .
ركضوا كلهم ، سميرة وجابر وصابر وصالحة ، ركضوا يلهثون ويصيحون ، يحملون معهم مكنسة وفأسا وعصا وصندوق إسعاف أولي .
عندما وصلوا إلى هناك ، كان رامي يجلس على شجرة وهو يضحك ، والخراف ترعى حوله آمنة .
سألوه : "أين الذئب ؟"
قال : "ما من ذئب . أردت فقط أن أعرف إذا كانت سرعتكم اليوم أفضل من أمس ."
هكذا تركوا كلهم التل .
ثياب سميرة كان قد طيرها الهواء ، وثور جابر أصيب بالزكام .
وضيع صابر وقت استراحته ولم يشرب كوب الشاي .
أما المريضة في المستوصف فقد غلبها النعاس فنامت ووقعت عن سرير الفحص وكسرت ذراعها .
كان الجو في اليوم التالي معتما ، مكفهرا وشديد الرياح . كان رامي يرتجف بردا ، ويشعر برهبة إذ تهب الرياح بين الأشجار مصدرة أصواتا غريبة .
فجأة سمع صوت عواء ، فقال في نفسه : "إنها الريح ."
لكنه رأى الخراف مضطربة ، تثغو ( تصيح ويعلو صوتها ) وتتدافع ، محاولة الالتصاق بعضها ببعض .
وأحس أن عينين تنظران إليه .
التفت حوله ، فرأى الذئب . كان الذئب يقف على صخرة وراءه ويحدق إلى الخراف المسكينة المذعورة بعينين شرهتين .
شهق رامي خوفا وركض إلى أقرب شجرة .
راح يزعق بأعلى صوته : "الذئب ! الذئب ! فعلا الذئب !"
كانت سميرة تغرف من القدر ( إناء الطبخ ) طعاما .
سمعته ، لكنها اكتفت بأن هزت رأسها ثم واصلت غرف الطعام .
وكان جابر في الحقل ينبش الأرض ليستخرج البصل .
سمعه ، لكنه اكتفى بأن شهق ثم واصل نبش الأرض .
وكان صابر يساعد سيدة عجوزا في قطع ( عبور ) الطريق . سمعه ، لكنه اكتفى بأن عبس ثم واصل مساعدة العجوز .
وكانت الطبيبة صالحة تسحب حبة فاصوليا عالقة في أنف صبي . سمعته ، لكنها اكتفت بأن ابتسمت وواصلت سحب حبة الفاصوليا .
في هذه الأثناء ، كان الذئب يقترب شيئا فشيئا من قطيع الخراف .
ظل رامي يصيح ، ويصيح ، "الذئب ! الذئب ! الذئب الذئب !" إلى أن بح صوته وتحول إلى صرير كصرير المفاتيح الصدئة .
لكن لم يصعد أحد التل حاملا مكنسة أو فأسا أو عصا أو صندوق إسعاف أولي .
راح رامي يقول باكيا : "ليتني لم أصرخ بلا داع : الذئب ! الذئب !"
لكن كان قد فات الأوان . فالذئب على وشك الانقضاض .
فجأة ، أقبل جلال ، أخو رامي الأكبر ، راكضا ، وهو يصيح ويرفع في يده عصا كبيرة . كان جلال عائدا من رحلته إلى المدينة ، فسمع صراح أخيه ، وأسرع إلى نجدته .
رأى الذئب العصا الكبيرة تقترب منه ، فأسرع ينجو بنفسه هاربا .
ساعد رامي أخاه جلال في رعي الخراف مرارا بعد ذلك ، لكنه لم يصرخ "الذئب ! الذئب !" أبدا .