قصة من قصص تحدى القراءة قصة الخلد والحمائم القصه مكتوبه و مصوره و pdf
اليوم نقدم لكم قصة من قصص تحدى القراءة وهي قصة الخلد والحمائم القصه مكتوبه و مصوره و pdf سهلة التحميل من موقع الناجح.
قصة الخلد والحمائم مكتوبة
كان ساهر وسحر صديقين منذ الطفولة . ساهر
كان خلدا وكانت سحر حمامة .
كانت الحمائم في سرب سحر تنظر إلى ساهر نظرة استهزاء .
قالت واحدة : "ما هو إلا خلد !"
وصاحت حمائم السرب الأخرى : "سنجعل منه طعاما لغدائنا ."
أسرعت سحر تدافع عن صديقها وقالت : "سأقاتل كل من يقترب منه ." ثم نفخت صدرها ونفشت ريشها ووقفت وقفة استعداد للقتال .
خافت حمائم السرب ، فابتعدت ولم تقترب من ساهر ثانية .
مع الأيام اكتشف ساهر أن عنده رغبة في الاستكشاف ، فودع صديقته سحر ، وانطلق في رحلة طويلة . ووصل في استكشافه إلى جبل اللآلي ، الذي يبدو من بعيد تلالا زرقاء .
مع الأيام أيضا ازدادت سحر فطنة وشجاعة وصارت قائدة سرب الحمائم .
كانت في كل يوم تقود السرب إلى الحقول حيث الحبوب السمينة الطيبة .
وعندما كانت الحمائم الأخرى تغفو (تنام قليلا) بعد وجباتها الشهية ، كانت سحر تظل يقظة تراقب ما حولها بعين لا تنام . ففي الجوار كلاب برية وقطط ، وفيه ما هو أفظع وأشنع ، فيه صياد الطيور .
كان الصياد رجلا قاسيا . وكانت شبكته من الخفة والدقة بحيث لا تكاد ترى .
غطس الصياد شبكته في جدول ونظفها .
وبعد أن جففها رماها بقوة فطيرها .
وقعت على العشب فبدت كقطرات الندى .
وها قد علق فيها طائر وصار صيدا مؤكدا !
أقبل الصياد يخطو خطوات واسعة .
جسمه ضخم وسكينه قاطعة .
الطائر المسكين يشوى ويحمر ، أو يباع في السوق لمن يدفع أكثر .
لكن الصياد القوي الخطر لم يقدر يوما على اصطياد حمامة من سرب سحر .
ذات يوم كان سرب الحمائم يجثم (يرقد) مستريحا فوق أغصان شجرة عالية . مر الصياد ونظر إلى تلك الحمائم ، وعرف أنه لا يستطيع الوصول إليها .
غضب غضبا شديدا وصاح : "احذري غضبي أيتها الحمائم ! لقد تمكنت حتى الآن من تجنب شباكي ، لكن سيأتي يوم يوم وتقعين ، وأفوز أنا بلحمك الطيب السمين ."
صاحت سحر : "لن أسمح لك بأن تقترب من حمائمي ." ثم انقضت عليه تنقر رأسه وأذنيه وتنفض الغبار في عينيه . وكان الصياد يحاول أن يمسكها ، لكنها كانت تدور حوله بسرعة كبيرة ، تعلو وتنخفض ، وتقترب وتبتعد . أخيرا يئس وتعب فتركها وهرب .
نقلت الطيور والحيوانات أخبار ما رأت ، وهمست بها الأشجار ، وسرعان ما عرف العالم كله أن سحر حمامة شجاعة جدا .
في جبال اللآلئ البعيدة ، سمع الخلد ساهر أيضا بتلك الأخبار ، وقال بافتخار : "إنها صديقتي ، صديقتي المفضلة ."
قال له أصدقاؤه الجدد : "من المؤكد أنها نسيتك ."
قال ساهر : "لا ، لم تنسني سترون ."
قال أصدقاؤه : "نعم ، سنرى ."
كان الصياد لا يزال يفكر في طريقة يصطاد بها الحمائم . انشغل في منزله أياما يصنع شبكة أنعم حتى من سابقتها وأشد خفاء . كانت أزهى من ضوء الشمس ، وأخف من النسيم ، وأمتن من الفولاذ . أول طلوع الفجر ، نشر شبكته فوق القمح الناضج ، وكمن في موقع قريب انتظارا لوصول سرب الحمائم .
وصلت الحمائم ، ورأت القمح الناضج ، فهتفت : "ما أشهى منظره اليوم !" لم تنتظر إشارة من سحر ، وانقضت هابطة إلى الحقل . وسرعان ما أوقعها الصياد في شبكته .
حاولت الحمائم التخلص من الشبكة . صفقت بجناحيها ، فلم تنجح شدت وتدافعت وصاحت : فلم تنجح . سحر كانت لا تزال طليقة ، فأسرعت تهبط إلى الحمائم العالقة وقالت لها : "اهدئي !"
جمدت الحمائم ، فقد كانت سحر قد دربتها أحسن تدريب .
كان الصياد قد اقترب من الحمائم . قال : "أخيرا علقت ! الآن سأربطك وإلى السوق أحملك !"
أخذت الحمائم ترتجف مذعورة ، لكن سحر واجهت الصياد بشجاعة وانقضت عليه . خاف الصياد وارتد إلى الوراء . ثم أسرع يجري في اتجاه القرية طلبا للمساعدة .
قالت سحر : "الآن" !
قالت حمامة : "الآن ماذا ؟ علقنا في الشبكة وسنموت ."
قالت سحر : "بإمكاننا أن ننقذ بعضنا بعضا . ولكن لا نقدر أن نفعل ذلك إلا إذا تعاونا ."
صاحت الحمائم بيأس وخوف : "كيف ؟ كيف نتخلص من الشبكة ؟"
قالت سحر : "لا نقدر أن نتخلص من الشبكة . لكن نقدر أن نهرب من الصياد ! بإمكاننا أن نهرب قبل أن يعود ! عندما أعطي الإشارة - طيري !"
قالت حمامة عجوز : "هل تمزحين ؟ كيف نطير ونحن عالقات في هذه الشبكة ؟"
قالت حمامة فتية : "نرفعها !"
صاحت سحر آمرة : "استعدي يا حمائم للانطلاق !"
"خمسة !" نشرت الحمائم أجنحتها .
"أربعة !" إنحنت الحمائم إلى الأمام .
"ثلاثة !" صفقت الحمائم بأجنحتها .
"اثنان !" شعرت الحمائم بنفسها ترتفع .
"واحد !" ارتفعت الحمائم في الجو .
علت الحمائم وعلت ، حاملة معها الشبكة . علت وعلت حتى صارت بين الغيوم ، وكانت أجنحتها تصفق وتصفق مع تصفيق جناحي سحر ! طارت فوق الحقول ، فوق الأنهار المتعرجة ، فوق القرية التي قصدها الصياد .
ورأت الصياد يعود إلى الحقل برفقة عدد من أصحابه .
بعد ساعات من الطيران ، قالت حمامة : "نحن متعبات وجائعات وضائعات ! هل بإمكاننا أن نهبط إلى الأرض ؟"
قالت سحر : "ليس الآن ."
قالت حمامة غاضبة : "جسمي تكسر ، ولن أطير أكثر ."
قالت سحر : "إذا سقطت واحدة نسقط كلنا ! علينا كلنا أن نصبر ونصمد !"
كانت الحمائم الآن تطير غربا ، وكانت الشمس تبهر العيون . وبدا أن الطريق لا نهاية لها .
سألت حمامة : "ماذا يحدث عندما نهبط إلى الأرض ؟ سنظل عالقات بهذه الشبكة إلى آخر حياتنا ونموت جوعا !"
كانت الحمائم تفكر في الثمار العنبية الشهية وحبوب القمح الطرية ، وفي أعشاشها الناعمة وغروب الشمس البديع . كانت متعبة الجناحين ، وأخذت شيئا فشيئا تفقد من ارتفاعها في السماء .
قالت سحر مشجعة : "لم يعد مكاننا بعيدا !"
قالت الحمامة العجوز : "وثقنا بك حتى الآن . لكن ينبغي أن نعرف إلى أين تأخذيننا ."
قالت سحر : "نحن ذاهبات لنرى صديقا لي ."
"وهل بإمكان صديقك أن ينقذنا ؟"
أجابت سحر : "صديقي لم يتخل عني يوما ."
كان قد حل الغروب حين حط سرب الحمائم في جبل اللآلئ .
سقطت الحمائم بعضها فوق بعض على كومة من العشب الطري .
نادت سحر بصوت متعب : "ساهر! أين أنت يا ساهر ؟"
كان ساهر قد جلس إلى المائدة استعدادا لتناول عشائه - ثمار عنبية عصارية وبضع جوزات طيبات .
مرت من أمام بابه حلزونة وقالت له : "في الخارج من يناديك ."
خرج ساهر من جحره - وماذا رأى ؟
صديقته القديمة سحر ، ومعها حمائم السرب الأخرى مكومات في شبكة ، بعيدا عن موطنها أميالا وأميالا!
"سحر !"
"ساهر !"
صاحت الحمامة العجوز باشمئزاز : "أتيت بنا كلنا إلى هنا لنقابل خلدا ؟"
قالت سحر : "أنظري وانتظري !"
لم ينتظر ساهر من أحد أن يخبره ما يفعل . فقد بدأ في الحال يقضم بأسنانه الحادة اللماعة خيوط الشبكة ، وسرعان ما أخذت خيوطها تتقطع !
رأى الخلد أن الشبكة كبيرة ، فأسرع يصدر صريرا حادا . وما هي إلا لحظات حتى وصل عدد كبير من أصحابه ، وشرعوا في الحال يقضمون خيوط الشبكة بأسنانهم اللماعة الحادة . وظلوا يقضمون ويقرضون إلى أن أحدثوا في الشبكة فتحة كبيرة . اندفعت الحمائم خارجة تصفق بأجنحتها بفرح عظيم .
رحب الخلد ساهر وأصحابه بالحمائم . وشكرت الحمائم الخلد وأصحابه . وأقيمت على شرف الحمائم وليمة عظيمة . كان ذلك أسعد يوم في حياة سحر وصاحباتها ، وحياة ساهر وأصحابه .
قالت الحمامة العجوز : "ما الذي جعلك تخاطرين وتجيئين بنا إلى هذا المكان البعيد ؟"
أجاب ساهر : "كانت تعرف أني هنا ، وتعرف أن الصديق لا يتخلى عن أصدقائه !"
في تلك الليلة نام الجميع نوما هانئا . كانت الحمائم ستعود في اليوم التالي إلى ديارها .
وكان الخلد وأصحابه سيعودون في اليوم التالي إلى حياتهم المعتادة . لكن في هدوء الليل ، وفي ضوء النجوم ، كان ساهر وسحر ساهرين يتحدثان عن أيام طفولتهما . وكانا سعيدين جدا .