قصة الثور المطبل تلخيص قصص تحدى القراءة القصة مكتوبه و مصوره و PDF
نقدم لكم اليوم قصة الثور المطبل وهي إحدى تلخيص قصص تحدى القراءة القصة مكتوبه و مصوره و PDF سهلة التحميل أسفل القصة
قصة الثور المطبل مكتوبة
قبل زمن طويل ، قبل اختراع الدراجات والطائرات ، قررت الحيوانات أن تخرج في رحلة .
لم يتساقط المطر سنوات ، وانقطع الغذاء وقل الماء ، فجاعت الحيوانات وتعبت كثيرا .
قال الأسد : "علينا أن نخرج إلى العالم ونفتش عن طعام ." ثم ضرب بذيله الأرض ، وبدأ يمشي .
وأسرعت الحيوانات تمشي وراءه .
صاح الفيل : "انتظروا ! إلى أين نحن ذاهبون ؟"
لم يكن عند أحد جواب .
اختارت الحيوانات أربعة من أقوى الطيور لتنطلق في الاتجاهات الأربعة مستطلعة .
مر يومان وليلتان والحيوانات تنتظر في موقع صخري عودة الطيور الأربعة .
قال النمر : "سمعت أن في الغرب واديا أخضر خصيبا . علينا أن نتوجه إلى هناك ."
صاح النسر العائد من الغرب ، "جاف !"
قال الغزال : "تعالوا نذهب إلى الشمال حيث تنمو أشجار التفاح ."
صاحت الحدأة العائدة من الشمال تحمل معها تفاحة ذابلة قاسية كحصاة ، "جاف ! هكذا هو تفاح الشمال الآن ."
قال النمر : "نتجه جنوبا إذا ! العشب هناك طري والأبقار سمينة ."
صاح الصقر العائد من الجنوب ، وهو يسقط بعض الحشيش اليابس ، "ما من أبقار هناك الآن ، وهذا كل ما وجدت من عشب ."
صاح الكركي : "نتجه شرقا إذا فهناك أسماك أستطيبها !"
قال القطرس العائد من الشرق وهو يرمي سمكة صغيرة : "ليس في النهر ما يكفي من ماء لفرخ سمك واحد !"
حدقت الحيوانات في السمكة بقرف ، إذ كانت قد ماتت قبل وقت طويل .
سأل الأسد : "أين نذهب إذا ؟"
شق التعلب هبهب طريقه بين الحيوانات ، ووقف على صخرة أمام الأسد وقال بشجاعة : "علينا أن نذهب إلى ساحة المعركة !"
صاحت الحيوانات معا ، "ساحة المعركة !"
زأر الأسد زأرة عنيفة وزمجر قائلا : "اسكتوا ! اتركوا الثعلب هبهب يتكلم !"
قال هبهب : "شكرا لك ، يا سيدي . في ساحة المعركة لا يعيش أحد . لذا فإن ما كان فيها من طعام بقي فيها . تعالوا نذهب إلى هناك وتأكله !"
سأل النسناس : "ماذا لو لم يكن هناك طعام ؟ ماذا لو كانت ساحة المعركة جافة كسائر الأماكن الأخرى ؟"
هز الأسد كتفيه وقال : "على كل حال ، إذا بقينا هنا نموت جوعا !"
أحس الدب بقلق وقال : "لكن لم ير أحد منا من قبل ساحة معركة ."
أجاب هبهب بحماسة : "الآن نراها ! ليست أكثر من إلى الأمام سر! إلى الوراء در ، مثنى مثنى سر!"
هكذا مشت الحيوانات بحماسة في طريقها إلى ساحة المعركة .
سأل شبل صغير : "هل سنرى معركة دائرة ؟"
قالت له أمه : "اسكت!" في الواقع لم يكن أحد يعرف جوابا على ذلك السؤال .
لكن المعركة كانت قد انتهت قبل زمن طويل .
وكل ما بقي منها هناك أسلحة صدئة وطبل حرب قديم . كان لطبل الحرب القديم صوت هائل عميق عظيم . ومع أن الجنود كانوا قد تركوا ساحة المعركة منذ زمن بعيد فإن الطبل القديم كان لا يزال محافظا على صوته العظيم .
كان يتدلى فوق الطبل غصن ، فإذا هبت الريح تحرك الغصن وضرب وجه الطبل بووووووم !
وانطلق صوت يصل صداه إلى مسافات بعيدة .
وهذا ما حدث إذ كانت الحيوانات تقترب من ساحة المعركة .
سمعت الحيوانات صوت الطبل . فخافت وارتدت إلى الوراء مذعورة . حتى الأسد خاف ، لكنه تظاهر بغير ذلك.
هبهب وحده لم يخف وتابع سيره متباهيا متبخترا .
في تلك اللحظة ارتفع صوت الطبل مرة ثانية ، بوووووووم !
صاح الأسد : "ما هذا ؟"
قال الثعلب هبهب : "هذا صوت ثور البوم بوم . ثور البوم بوم حيوان كبير سمين لا يأكل إلا أطيب الفواكه وألين العشب وأطراه ."
ارتفع صوت الطبل مجددا ، بووووووم ! هذه المرة تقدمت الحيوانات بقدر أقل من الخوف .
أخيرا وصلت إلى ساحة المعركة . كانت ساحة واسعة خالية . كانت الأرض متشققة وجافة .
وكانت أوراق الأشجار القصفة تخشخش مع كل هبة ريح . لم يكن في السماء حتى ولا طائر واحد .
قال الدب بأسف : "هذا مكان جاف كعظم قديم ."
لكن النمر أبدى حماسة وقال : "لا يزال هنا ثور البوم بوم .
أين هو ، يا هبهب ؟"
قال هبهب بسرعة : "إنه وراء تلك الصخرة الكبيرة ." ثم هرول في اتجاه تلك الصخرة .
ووراءه هرول الأسد والنمر .
قالت الحدأة : "سأطير إلى أعلى التل لأرى ما في الجانب الآخر منه ."
صاح الصقر : "نذهب معك !"
انطلق القطرس والبوم والحدأة والصقر في اللحظة التي هبت فيها الريح وارتفع صوت الطبل مجددا .
بووووووووم !
جمدت الحيوانات مذعورة . كان الصوت عميقا وعاليا تردد صداه بين الصخور حتى بدا أن في الأرض زلزالا .
فكر الأسد في نفسه قائلا : "لابد أن ثور البوم بوم هذا حيوان ضخم ليصدر مثل هذا الصوت الفخم ."
وفكر النمر في نفسه قائلا : "ربما كان لثور البوم بوم هذا قرنان مرعبان كصوته المرعب ." ووجدت الحيوانات نفسها تواصل سيرها حتى من غير أن ترغب في ذلك .
وقعت عينا الثعلب هبهب على الطبل ، فصاح : "أوه ! ما أكبر بطن ثور البوم بوم !"
في تلك اللحظة هبت الريح قوية . ضرب الغصن الطبل ، فارتفع صوت الطبل هادرا ، وارتد الأسد إلى الوراء مذعورا . ركض النمر وراءه وهو يصيح : "انتظرني !"
وقف هبهب وحيدا يواجه ثور البوم بوم .
بووووووووم ! هدر الطبل . وغررررررر ! زمجر هبهب .
قال الأسد : "ينبغي أن ينال هبهب اللقمة الأولى من الثور . فلولاه ما كنا وجدناه ."
وافق النمر على كلام الأسد وقال : "هذا عدل ."
وقال الدب : "يبدو أنه من الضخامة بحيث يشبعنا كلنا ."
صاحت الحيوانات الأخرى : "استعد اهجم ! اضرب ، يا هبهب !"
اندفع الثعلب هبهب وبقفرة واحدة كان فوق الطبل .
ضرب هبهب بثقله وجه الطبل وانغرزت مخالبه فيه ، فانشق مصوتا زيييييق !
وقع هبهب في جوف الطبل المعتم البارد !
صاحت الحيوانات : "ثور البوم بوم ابتلع هبهب !"
لكن الأسد أراد أن يتأكد من ذلك ، وكذلك النمر . فتقدما في اتجاه الطبل بحذر . هبت الريح مجددا ، لكن الطبل هذه المرة ظل صامتا .
تشجع الأسد والنمر وقفرا على ثور البوم بوم .
وانشق الطبل تحت ثقلهما إلى شطرين .
هناك كان هبهب حيا وسليما ، لكن يشعر بحرج شديد .
صاح الدب : "هذا ليس إلا طبل حرب قديما ! رأيت مثله في المدينة . كيف يمكن أن تكون بمثل هذه السذاجة ، يا هبهب فتحسب طبلا ثور بوم بوم ؟"
وصاحت الحيوانات كلها معا : "وكيف يمكن أن تكون كلنا بمثل هذه السذاجة فتصدق مثل هذه الحكاية الساذجة ؟" فجأة أحست الحيوانات بجوع شديد .
زأر الأسد . وزمجر النمر . وزعقت الحيوانات الأخرى غضبا .
أما الثعلب هبهب فلم يعد يشعر بحماسة أو شجاعة . بل أحس برودة وضعف . وسقطت من عينيه دموع وقال : "بدا لي ثورا كبيرا . من كان يظن أن هذا الجسم الضخم ليس إلا جوفا فارغا !"
ثم ترك رفاقه الحيوانات ومشى وحيدا .
في هذه اللحظة أطلقت الحدأة من الجانب الآخر للتل صفيرا حادا عاليا !
ثم وصل الصقر واليوم والقطرس . كان اليوم يحمل تفاحة شهية ، والقطرس يحمل زهرة ندية ، والصقر يحمل عشبة طرية .
أخيرا ها هو الماء!
صاحت الحيوانات كلها صيحة فرح : ونسيت غضبها وجوعها وخيبة أملها . واندفعت تتسابق لتصل إلى الجانب الآخر من التل! ما كان أجمل مشهد العشب الأخضر والمياه المتدفقة هز الفيل أقرب شجرة فتساقطت الثمار الشهية على العشب .
أكلت الحيوانات وشربت . وذهب الأسد والنمر يفتشان عن طعام لهما . وضحك الجميع كثيرا من حكاية ثور البوم بوم .
لكن أين الثعلب هبهب ؟
زأر الأسد ، وقال : "ما كنا وصلنا إلى هذا المكان لولا أن قادنا هبهب إلى ساحة المعركة !"
شعرت الحيوانات بالخجل . وانطلقت كلها تبحث عن الثعلب هبهب . وجدته أخيرا يجلس وحيدا إلى جانب ثور البوم بوم المهشم ! وكان جائعا جدا جدا .
هتفت الحيوانات : "شكرا لك ، يا هبهب ! أنقذت حياتنا حين جئت بنا إلى ساحة المعركة ."
إذ مشى هبهب مع رفاقه إلى الجانب الآخر من التل ، كانت معدته لا تزال فارغة ، لكن قلبه كان ممتلئا بالفرح .