قصص الحيوانات قصة الأسد الجائع قصة مصورة و PDF
مع قصة جديدة من سلسلة قصص الحيوانات و قصة اليوم بعنوان الأسد الجائع قصة مكتوبة و مصورة و PDF
قصة الأسد الجائع مكتوبة
كان سمبو أسدا ذا عزيمة قوية ولبدة برتقالية .
وإلى جوار سمبو كان يعيش ثعلب محتال اسمه جمبو .
في يوم حار من أيام الصيف جاء جمبو إلى سمبو الذي كان يتناول غداءه ، وقال له : "ماذا تأكل ، يا صديقي ؟"
أجاب سمبو ، "أتناول وجبة سريعة ، كما ترى .»
قال جمبو : "تأْكل لحما قاسيا كهذا اللحم في يوم حار كهذا اليوم ! ألا تستطيع أن تصطاد فريسة أُخرى لحمها أطرى ؟"
قال الأسد ، "أنا لست ذا حيلة في الصيد ، كما تعلم ."
قال جمبو بلطف ولباقة ، "الصيد صعب ، يا صديقي .
لكن نصطاد صيدا أكبر وأطيب إذا نحن اصطدنا معا .
أنت تزأر كالرعد وتضرب كالبرق .
لك نظرة نارية ترعب الفرائس .
وأنا قد أكون صغيرا وضعيفا ، لكني شاطر ماهر وأعرف كيف أضحك على الفرائس ."
قال سمبو ، "ماذا تريد أن تقول ؟ تكلم ببطء ووضوح وإياك أن تحاول خداعي بكلامك الحلو الفصيح !"
قال جمبو ، "أنا صديقك الصدوق ، يا سيدي !
سأدعو فريستك لتأتي بنفسها إليك ، وما عليك إلا أن تضربها بيديك وبعد ذلك نأكل منها معا ونسمن معا !"
قال سمبو ، "موافق ! عجل هات فريستي الطرية فإني جائع وشهيتي إلى الطعام قوية !"
جرى جمبو إلى البلدة المجاورة ، وراح يتجول فيها بحثا عن فريسة تنصت إليه وتصدق كلامه .
بعض الحيوانات التي التقاها كانت هزيلة ، وبعضها كانت صغيرة .
وبعد أن كاد ييأس من أن يلتقي صيدا كبيرا سمينا ، رأى أمامه فجأة ما كان يبحث عنه تماما - فريسة تشبعه وتشبع الأسد أياما .
الفريسة المنتظرة كانت حمارا سمينا طويل الأذنين بريء العينين . كان الحمار يمشي على مهل ، وبدا كأنه يفكر في أمر .
أسرع جمبو إليه ، وقال له : "كيف حالك في هذا اليوم ، يا سيدي ؟ وكيف هي السيدة زوجتك ؟"
قال الحمار ، "لا زوجة لي . غريب ! كأنك تقرأ أفكاري ! أنا فعلا أبحث عن حمارة أتزوجها ."
قال جمبو ، "أنا حيوان صادق وشاطر .
الحيوانات تكلفني بالمهام الخطيرة . سأدلك على عروس تليق بك وتسعدك ، من بعد إذنك طبعا ."
لم ينتظر جمبو جواب الحمار ، وأسرع يقول له : في الغابة عروس من جنسك . عروس قلبها طيب ، وعقلها راجح ، وجمالها لا يجارى .
وقد توسلت إلي أن أجد لها زوجا شهما ، طويل الأذنين ، عريض المنكبين ، ينبض بالحيوية والشباب .
وصراحة يا صديقي ، لا أجد هذه الصفات مجتمعة إلا فيك ، وهمي أن أرضيها وأرضيك ."
ابتهج الحمار الشاب ، وشهق ثم نهق وقال : "خذني إلى عروسي في الحال ."
أسرع جمبو يقول : "تمهل . لابد أن أذهب أولا إليها ، وأشرح لها صفاتك الحميدة ومواهبك الأكيدة ."
مشى جمبو متمهلا إلى أن وصل إلى طرف الغابة ، ثم انطلق إلى عرين سمبو بأقصى سرعة .
قال جمبو : وهو يلهث ، "استعد . لكن لا تنقض على الفريسة إلا حين تسمعني أغني ."
ثم عاد إلى الحمار ، وقال له : "عروسك فرحت بأخبارك وهي في انتظارك ."
مشى الحمار وجمبو في اتجاه الغابة بهمة ونشاط .
أخيرا قال جمبو إذ اقتربا من عرين سمبو ، ها هنا عروسك ."
سمع سمبو صوت الثعلب ، فزأر زأرة عظيمة وقفز من عرينه وجرى نحو الحمار المذعور .
كان الحمار سريع التفكير ، على غير عادة الحمير .
فقفز هو الآخر وطار من خوفه طيرانا ، وعاد إلى البلدة المجاورة لا يصدق أنه نجا بجلده .
غضب جمبو وقال للأسد : "قلت لك ألا تنقض إلا بعد أن تسمعني أغني . الآن فريستك قد غيرت رأيها ."
بدا الأسف على وجه سمبو ، فرأى جمبو أن يجرب حظه مرة ثانية .
عاد جمبو إلى البلدة حيث وجد الحمار وراء كومة من القش وهو لا يزال يرتجف خوفا .
قال الحمار وهو يهز كتفيه : "ما هذا الرعب الذي وجدته !
ما كان ذلك الجسم البرتقالي الطائر ؟"
قال جمبو بهدوء واطمئنان ، ذلك كان طرحة عروسك .
ما كان من لزوم للهرب . عروسك الآن حزينة جدا ، يا صديقي ."
شعر الحمار بالخجل من نفسه ، وقال لجمبو : "أرجوك خذني إليها ."
وهكذا مشى جمبو ومشى الحمار إلى عرين الأسد الجبار .
عندما وصلا إلى العرين ، أخذ جمبو يغني ، ويقول : وصل الحمار في أحسن حالاته ، فلتخرج العروس لملاقاته ."
عندما سمع سمبو الإشارة المتفق عليها ، قفز خارجا من عرينه ، وانقض على الحمار وقضى عليه .
قال جمبو مبتهجا : "الآن وقت الغداء ."
قال سمبو : "أريد أن أستحم أولا." ثم جرى في اتجاه النهر .
كان جمبو جائعا ، لا يقدر على الانتظار . فقضم قطعة صغيرة جدا من طرف إحدى أذني الحمار . ما أطيبها !
ثم ، من غير أن يفكر ، قضم قطعة أكبر ، ثم أكبر .
وقبل أن يعود الأسد كان قد أكل أذني الحمار الكبيرتين الطريتين الشهيتين !
عاد الأسد وهو يزأر ويزمجر قائلا : "أنا أشد الأسود جوعا في العالم . سأبدأ بأذني الحمار الطريتين الشهيتين !"
قال جمبو ، هذا الحمار من غير أذنين ."
حدق سمبو في الحمار ، وزمجر وقال : هل أكلت الأذنين ؟
إذا كنت قد تجرأت على ذلك ، فتذكر أن ضربة واحدة من يدي تسلخ جلدك !"
هز جمبو كتفيه بهدوء وبساطة وقال : "لا ، يا صديقي ! هذا الحمار ولد من غير أذنين .
فتشت سبع مدن لأجد لك واحدا مثله هل كان يعود معي مرة ثانية لو كان سمع زئيرك المرعب في المرة الأولى ؟"
فكر سمبو لحظة ، ثم قال : معك حق ."
شعر الأسد أنه كان قاسيا على صديقه جمبو ، فأعطاه القطع الطرية جدا من لحم الحمار يأكلها .
أكل الثعلب المحتال القطع الطرية كلها ، ثم أدار ظهره للأسد ومشى يضحك .
زمجر الأسد وصاح ، "إلى أين ؟"
قال جمبو وهو يضحك ضحكة استهزاء ، سأجول في أرجاء الأرض لأجد حمارا آخر بلا أذنين لعشاء يوم غد !"
أدرك الأسد فجأة حيلة جمبو ، فانتفض وجرى وراءه وأمسكه من عنقه . قال له : "أتظن أنني بلا أذنين ، كالحمار الذي تزعم أنك وجدته ، فلا أسمع ضحكتك ، ولا أفهم سخريتك ؟ أتظن أنك من الشطارة بحيث تخدع الأسود ؟"
صاح جمبو ، "الرحمة !"
قال الأسد مهددا ، "إذا عدت يوما إلى هذه الغابة ..."
ثم رفعه ولوح به ورماه رمية طار معها وطار وسقط وسط البلدة المجاورة .
رأى أهل البلدة الثعلب يسقط بينهم ، فتجمعوا حوله يسألونه ضاحكين : "متى تعلمت الطيران ، يا جمبو ؟ "
قال جمبو : "كنت أتدرب فقط على القفر !"
ضحك أهل البلدة وقالوا ، "لابد أنك قفزت من عرين الأسد إلى هنا !"