قصة السمكات الثلاث عن عالم البحار القصة مكتوبه و مصوره و pdf
مع قصة جديدة وقصة اليوم بعنوان السمكات الثلاث وهي قصة عن عالم البحار القصة مكتوبه و مصوره و pdf سهلة التحميل من موقع الناجح.
قصة السمكات الثلاث مكتوبة
في جدول صغير كانت تعيش سمكات ثلاث ، تروتة ورنكة وشبوطة .
كانت تروتة سمينة ثقيلة لا تحب الحركة الكثيرة .
قالت باستخفاف : "الأرض كروية . مهما سبحت وتعبت ، سأجد نفسي قد عدت من حيث بدأت . أنتما تجولا حيث شئتما ، وإلى أبعد نقطة رغبتما ، أما أنا فإني باقية هنا لأنام كما أشاء ومتى أشاء ."
شبوطة كانت مقدامة وشجاعة ، تدور في المناطق المجاورة إلى أبعد من ذلك بلا خوف ولا وجل .
قالت لجارتيها يوما وهي تنطلق مبتعدة : "أسرعا في القيام بما ترغبان القيام به ، فلا شيء يدوم !".
السمكة الثالثة رنكة كانت شاطرة فطنة .
كانت الأسماك تتوافد عليها من قريب ومن بعيد لتأخذ عنها دروسا في العلم والفن .
لكنها كانت أيضا سمكة كثيرة النسيان .
كثيرا ما كانت تنشغل في قراءة كتاب ، وتخرج في الساعة الحادية عشرة لإعطاء درس الساعة السابعة !
كل يوم ، كانت شبوطة تضرب بذيلها وتجول في أرجاء الجدول .
وكانت تروتة تهز كتفيها وتضم وسادتها الإسفنجية إليها وتتمتم لنفسها نصف نائمة ، "الأشياء ستظل أشياء ، لن يتغير منها شيء . فلم القلق والصياح والركض قبل الصباح ؟"
أما رنكة فكانت تفكر مبتسمة في السمكتين وهي تعمل في مكتب دراساتها وأشغالها .
كانت تحب رفيقتها الكسولة النعسانة تروتة ، وتحب بصورة خاصة طريقتها في الاستلقاء على ظهرها والاسترخاء .
وكانت تحب رفيقتها شبوطة أيضا ، لكنها لم تكن تحب أن يستعجلها أحد أو أن تعمل على عجل ما تحب أن تعمله على مهل .
ظلت السمات الثلاث ، تروتة ورنكة وشبوطة ، طوال الصيف تلعب وتمرح في ظل الشجر ولا يمنعها عن لهوها هبوب الريح أو تساقط المطر .
ثم جاء شهر سبتمبر .
قالت شبوطة : "تذكرت هذا موسم صيد السمك ! سيخوض الصيادون جدولنا ويغزونه . سيحاولون أن يصطادونا بصنانيرهم ويشوونا ويأكلونا !
الأفضل أن أبقى قريبة من الضفاف لأراقب ما يحدث ."
قالت تروتة : "حسنا تفعلين !" ثم عادت إلى أحلامها .
وقالت رنكة : "سألقي نظرة عندما أنتهي من هذه الكتب العشرة !"
سهرت شبوطة طوال الليل . كانت قلقة تخاطب نفسها قائلة : "قد يصل الصيادون في أي لحظة ! ما الطعم الذي يستخدمون ؟ ذبابة مرفرفة لماعة ؟ أو دودة متلوية خداعة ؟"
عند شروق الشمس ، أسرعت عائدة إلى صديقتيها .
صاحت : "إنهم آتون ! في السابعة يكونون هنا ! في الحادية عشرة يكونون قد إصطادونا في الثانية عشرة يكونون قد باعونا ! وفي الواحدة يقلوننا طعاما للغداء ! عندي شعور أنه ما لم نسرع سيسعد أحد بأكلنا ويتمتع !"
قالت تروتة : "لا ترفعي صوتك ! أيقظتني من نومي . احكي لي مغامراتك عندما أصحو ."
ثم عادت إلى نومها .
قالت رنكة : "أنا باقية . لا أتحرك من مكاني إلا إذا كان هناك ما يخيفني فعلا .
سأصعد إلى الصيادين وأعض أصابع أقدامهم لا طعم صنارتهم ."
في تلك اللحظة طافت في الماء ذبابة مطلية بألوان زاهية .
قالت رنكة : "أنا جائعة . هذه ذبابة ريانة يطيب لي قضمها ."
كانت رنكة فطنة : لكن لم تكن سريعة رشيقة ، فلم يجد الصياد صعوبة في اصطيادها .
إذ بدأ الصياد في شد خيط الصنارة ، خطرت لرنكة فكرة . قالت في نفسها : "صحيح أني وقعت في الصنارة ، لكن لم أقع في النار بعد ."
وأخذت تفكر في خطة .
قالت رنكة في نفسها : "كنت بطيئة فلم أعرف كيف أخطف الطعم في الوقت المناسب .
أرى الآن أن أشفط هواء كثيرا حتى أنتفخ .
إذا انفجرت يكون ذلك خيرا من الوقوع في النار .
وإذا لم أنفجر نرى ما يحدث ."
شفطت رنكة وشفطت فانتفخت وطفت وبدت
كأنها ميتة .
لم تقاوم ، لم تتلو ، لم تحرك رأسها ، وسقطت على العشب أمام الصياد كما يسقط حجر .
حدق الصياد في السمكة المنتفخة وقال : "صيد عظيم !"
ثم التفت إلى أصدقائه وقال : "من منكم يقدر أن يصطاد سمكة عملاقة كهذه السمكة ؟"
قال أصحابه وهم يسدون أنوفهم ويتراجعون إلى الوراء : "سمكة ميتة مترهلة ومتعفنة !" غضب الصياد غضبا شديدا ، ثم رمى السمكة في الجدول ، وهو يقول : "لست أنا من يأكل رنكة ميتة "!
إذ كانت رنكة تغطس في الماء هاربة ، التفتت إلى الوراء وغمزت بعينها ، وقالت : "التفكير السليم يخلصك من الخطر العظيم ."
رمى الصياد صنارته في الماء مرة أخرى – هذه المرة في مكان هادي من الجدول .
استيقظت تروتة أخيرا من أحلامها ورأت دودة تتشمس على عشبة .
قالت : "وجدت ما أنا بحاجة إليه . فطور يقدم لي جاهزا !" ثم ابتلعت الدودة – آخ ! ابتلعت تروتة الطعم - الصنارة والخيط والغاطسة .
لا يهم ما تمتمت به تروتة ولا ما فكرت .
فقد وقعت في يد الصياد وباعها الصياد في السوق لتكون طعاما . نقعت بالبهار وشويت في ذلك النهار وقدمت مع طبق من الأرز .
في هذه الأثناء ، واصلت شبوطة سباحتها وراحت تبتعد وتبتعد .
التفتت إلى الوراء وقالت : "إلى اللقاء !"
وتوجهت بأقصى سرعة ممكنة إلى البحر .