اليوم مع قصة جديدة من قصص عن الحيوانات والطيور و قصة اليوم بعنوان الببغاء الوفي القصة مكتوبه و مصوره و pdf
قصة الببغاء الوفى مكتوبة
في أحد الأيام ، كان ملك السحاب ، إندرا ، جالسا على عرشه . كالعادة ، كان يشتكي ويتذمر . قال لزوجته : "لا يرضى أحد بما يحصل عليه السكان تحتنا لا يرضون بما يحصلون عليه . هم دائما يطلبون المزيد ، ولا يقدرون صنيع أحد ."
قالت له زوجته إندراني : "هذا غير صحيح ! ألم تر ملك الببغاوات ؟"
نظر إندرا من عرشه فوق السحاب ليرى ما كان ملك الببغاوات يفعل .
على ضفاف نهر الغانج ، حيث يتعرج النهر وينعطف ، انتصبت شجرة تين جميلة . كانت شجرة عالية وقوية ، ولم يكن في الجوار غيرها .
في تلك الشجرة كان يعيش ملك الببغاوات وسربه الذي يتألف من ألف ببغاء .
كان ملك الببغاوات يحب تلك الشجرة حبا شديدا . فقد ولد فيها وعاش حياته كلها عليها . لم يكن يأكل إلا من فاكهتها .ولم تكن طيور سربه تأكل هي أيضا إلا من فاكهتها ولا تشرب إلا من ماء النهر الذي يجري من أمامها .
قال إندرا : "هذا هو إذا . فلنر ما إذا كان شكورا فعلا !"
لوح ملك السحاب بيده فوق الشجرة العظيمة الجميلة ، فأخذت تتساقط ثمارها وأوراقها .
ذعرت طيور السرب ، وظلت ساعتين تصيح وترفرف وتدور . لكنها في آخر الأمر أحست بالجوع ، فطارت مع مجرى النهر حتى وصلت إلى شجرة تين أخرى ، وجعلت من تلك الشجرة الجديدة بيتا لها .
طيور السرب كلها فعلت ذلك ، ما عدا طائرا واحدا . كان ذلك ملك الببغاوات .
لم يترك ملك الببغاوات الشجرة العتيقة . وإذ سقطت عنها آخر أوراقها ، قال لها : "لن أتركك أبدا . أويتني عندما كنت صغيرا ، وأطعمتني ، وكنت لي بيتا طوال حياتي . لن أتركك أبدا ، الآن وقد هبت عليك ريح عاتية نزعت عنك ثمارك وأوراقك ."
لما لم يكن قد بقي على أغصان الشجرة ثمار ، صار الببغاء يأكل من تلك التي سقطت تحتها على الأرض .
عندما نفدت هذه أيضا ، عاش على ماء النهر يشرب منه .
وعندما صار ضعيفا لا يقوى على الطيران ، استند إلى جذع الشجرة ، وتمتم قائلا : "لن أتركك أبدا . أنا معك في حلو الحياة ومرها !"
ذهل ملك السحاب ، إندرا ، وقال : "يا له من ببغاء شكور وفي ! لكن ، ترى إلى متى يبقى على وفائه ؟"
مرت الأيام . وازداد الببغاء ضعفا ، وجاء يوم عرف فيه أنه يوشك أن يموت . نظر إلى أغصان الشجرة العارية فوقه وقال : لن أتركك ، ولا حتى لأنقذ نفسي من الموت ."
لم يصدق إندرا عينيه ، وقال : "لا أكاد أصدق ما يفعل هذا الببغاء ولا ما يقول ." ثم حول نفسه إلى بجعة وطار هابطا إلى شجرة التين .
قال : "مرحبا ، يا ببغاء ! لم بقيت مع هذه الشجرة الميتة ؟ الطيور دائما تهجر الأشجار الميتة !"
أجاب الببغاء بصوت ضعيف ، "أهلا بك ، يا بجعة ! أنا أبقى مع هذه الشجرة لأنها أطعمتني دائما وكانت بيتا لي . هل أتركها الآن وقد سقطت أوراقها وثمارها ؟"
قالت البجعة : "بالطبع . تموت الأشجار فتهجرها الطيور . هذه هي طبيعة الأشياء . هل تريد أن تموت أنت أيضا ؟
قال البغاء : "لا ، لا أريد أن أموت . لكني بقيت معها في الأيام الحلوة ، فإذا هجرتها في الأيام المرة أكون أكثر المخلوقات جحودا وقلة وفاء على ظهر هذه الأرض ."
أشعت عينا البجعة ابتهاجا ، وقالت : "ما أجمل كلامك ! إذا كان عندك أمنية واحدة تطلبها ، ماذا تطلب ؟"
قال الببغاء : "أطلب أن تدب الحياة مجددا في هذه الشجرة ، أن يجري الماء في جذعها ، وأن تكسو أغصانها أوراق خضراء لماعة .
إذ كانت الكلمات تخرج من منقاره الأحمر ، سمع قصف رعد مدو . اختفت البجعة وظهر في مكانها إندرا ، ملك السحاب .
حاول الببغاء أن ينهض ، لكن إندرا ربت على ريشه برفق ، وقال له : "إبق الآن في مكانك !"
ثم أشار بيده إلى النهر ، فارتفعت منه نافورة مياه ، وأمطرت السماء على الشجرة مطرا غزيرا .
في لمح البصر ، عادت الشجرة قوية بهية ، تكسو أغصانها أوراق خضراء وتتدلى منها ثمار طيبة شهية .
تساقطت دموع الفرح من عيني الببغاء ، وسأل : "كيف أشكرك يا سيدي ، ملك السحاب ؟"
قال إندرا بلطف : "لا داعي للشكر . اختبرتك ووجدت أنك تستحق الخير ." واختفى في لمح البصر .
وقف الببغاء على الأغصان المورقة ، وراح يمسحها بجناحيه بحب وحنان . تنهد وقال : "أنا سعيد جدا لأني معك !"
تمايلت الأغصان وبدا كأنها تهمس شيئا في أذنه . وعندما غفا ليستريح ، مال عليه غصن وغطاه بأوراقه .
فوق السحاب ، كان إندرا سعيدا أيضا . قال : "أنا أعرف الآن أن سكان الأرض يمكن أن يكونوا شكورين أوفياء !"