قصص تحدى القراءة قصة الحمار المغني قصة مكتوبه و مصورة و pdf
اليوم مع قصة من قصص تحدى القراءة و قصة اليوم بعنوان الحمار المغني القصة مكتوبه و مصورة و pdf
قصة الحمار المغنى مكتوبة
كان الحمار حمرون يظن أن صوته صداح يصلح للغناء في الأفراح . لم يكن جيرانه يوافقونه الرأي ، وكانوا يصفون صوته بأوصاف بشعة .
وصفه واحد منهم بقوله ، "صوته جعجعة !"
ووصفه آخر بقوله ، "صوته أجش منفر !"
وقال العندليب ، وهو مطرب محبوب ، "صوته صوت حمير ! عليه أن يبدل في النغمات ، وأن يحسن نطق الكلمات ."
وقال الخنفس الطنان ، "عليه أن يتعلم ضبط الأصوات ."
أما حمرون فلم يبد أنه سمع شيئا من ذلك ، وراح يردد أغنيته المفضلة ، "أنا الحمار المغني الكل يشدو بلحني إن كنت لست خبيرا تعلم الفن مني ."
سمع الثعلب غناء الحمار ، فقدم له نصيحة صحيحة . قال له ، "بعد هذا الكد والصياح بصوتك الصداح ، تحتاج إلى زيت الخيار ! تذكر أن مضغ الخيار في آخر النهار يمنع صرير الصوت وسيلان الأنف ، وهما شر كبير على صوت الحمير ، خصوصا على نجم مثلك صاعد وعلى صوت مثل صوتك واعد !"
ذعر الحمار من هذه الأخبار . لكن الثعلب تابع أخباره المحزنة . قال : "أخشى أن تكون قد خربت فعلا الصوت الذي أبهج العالم ." ثم هز ذيله واستدار واستعد ليترك الحمار .
نهق الحمار ، "على مهلك ! أخبرني أين أجد الخيار ."
الخيار من أندر الخضار . لكن إذا كانت عندك الشجاعة ..."
صاح الحمار ، عندي ! عندي أواجه أكبر الأخطار في سبيل الخيار !"
قال الثعلب ، "علينا أن ننتظر حلول الظلام !"
قلق الحمار مما سمع وقال : "آمل ألا يكون في الخيار الذي تأخذني إليه شيء أحاسب عليه ."
قال الثعلب : " لا . المسألة بسيطة . أنا أحرس كتاكيت الدجاجات التي تبيض ذهبا . أنا أعد الكتاكيت وأنت تلعق شيئا من زيت الخيار . لكن عليك ألا تصدر أي صوت ."
ثم مشى الثعلب والحمار إلى حديقة قريبة ، ودارا حول حارس كان ينام عند بوابتها ودخلاها بهدوء تام .
في ضوء القمر ، رأى الحمار من الخيار مئات الثمار تتدلى من عرائش المزارع !
وبينما كان الثعلب منشغلا في عد الكتاكيت ، كان الحمار يأكل الخيار . نتش وأكل ما شاء ، أما الحارس فكان ينام نوما عميقا عند بوابة الحديقة .
قال الحمار للثعلب : وقد تهيأ للغناء ، "قل لي إذا كان صوتي قد صار أحسن ."
لكن الثعلب أوقفه عن الكلام ، وقال : "اسكت ! اسمع كلامي ! انتظر حتى الصباح ، وإلا لن يعمل الخيار عمله ، وسيظل صوتك خشنا أجش !"
هكذا خرجا من الحديقة بهدوء كما دخلاها بهدوء .
في اليوم التالي جرب الحمار صوته ونهق مغنيا : "أنا الحمار المغني من حظكم أن أغني لا تسمعوا غير صوتي اثنان ، صوتي وفني !"
هتف الثعلب قائلا : "الخيار الرائع عمل البدائع !
بصراحة ، صوتك صار رنانا وصداحا ."
ابتهج الحمار بما سمع . وظل من الصباح إلى المساء يتمرن على الغناء . وفي آخر النهار كان صوته مبحوحا لا يكاد يخرج من حنجرته .
مر الثعلب مساء بجوار الحمار ، فرجاه الحمار أن يعطيه قطرة من زيت الخيار .
هز الثعلب كتفيه ، وقال : "لا بأس ، لكن تذكر - ممنوع أن تفتح فمك !"
هكذا مشيا مرة أخرى إلى الحديقة ومرا من أمام الحارس النائم . وراح الحمار يأكل ما شاء من الخيار . عد الثعلب تلك الليلة الكتاكيت ، وعندما انتهى من عمله كان قد نقص منها كتكوتان . عاد الثعلب والحمار بعد ذلك ليناما نوما عميقا .
في صباح اليوم التالي ، قال المزارع بغضب شديد ، "من يأكل كتاكيتي ؟"
كذب الحارس وقال : "أنا كنت مستيقظا طوال الليل ! لم يدخل أحد الحديقة ."
لكن في تلك الليلة وفي الليلة التي تلتها والتي تلتها ، كان الحارس ينام . وكان الحمار يأكل الخيار . وكان الثعلب يعد الكتاكيت وينقص منها في كل ليلة كتكوت .
في إحدى الليالي ، جلس المزارع وراء شجرة متنبها ، لكن بعد حين غلبه هو أيضا النعاس فنام .
في العاشرة ليلا ، وصل الحمار والثعلب إلى الحديقة ودخلاها بهدوء شديد . لم يصدر عنهما صوت أبدا ، وأكلا بسرعة كل ما وجداه .
لم يبق في الحديقة خيارة واحدة . ولم يبق كتكوت واحد .
سأل الحمار صاحبه الثعلب بحزن قائلا ، "ماذا نفعل غدا ؟"
أجاب الثعلب هامسا : "لا تشغل بالك . سنجد حديقة خيار أخرى ."
قال الحمار بامتنان شديد ، "شكرا لك ، يا صديقي !" وزيادة في الامتنان رفع رأسه وفتح فمه ليغني لصاحبه أغنية جديدة فريدة .
"أنا الحمار ..."
توجه الثعلب ناحية البوابة بحذر شديد
"المغني ..."
همس الثعلب قائلا : "اسكت !"
"صوت من ..."
في هذا الوقت كان الثعلب قد اختفى بين الظلال .
"القلب ..."
ابتعد الثعلب وصار في المرج (الأرض الواسعة الخضراء) آمنا . قال : "وداعا ، يا صديقي العزيز !
سيستمتع المزارع بأغنيتك ." ثم راح يضحك ويردد الليل صدى ضحكاته .
وراح الحمار يتابع غناءه .
"صوتي ..."
استيقظ المزارع من نومه فزعا .
"واللحن ..."
صاح المزارع وهو لا يزال شبه نائم ، "آه ، هذه عاصفة رعدية ." وركض ليهرب من المطر .
"لا شك ..."
لكن المزارع ارتد إلى الحديقة ، وهو يصيح ، "كتاكيتي ! كتاكيتي !"
"لحني ..."
في تلك اللحظة ، رأى المزارع الحمار وهو يغني آخر كلمات أغنيته !
رفع عصاه وانهال بها ضربا على الحمار المسكين ، وهو يقول ، "أيها اللي ! أنت إذا من يسرق كتاكيتي ، ويأكل خياري !"
راح الحمار يكرر مع كل عصا كلمات أغنيته ، واحدة بعد واحدة .
طرد الحمار من ذلك المكان . لكنه ظل ينهق وينتظر أن يعود إليه صاحبه الثعلب .
لكن الثعلب اختفى من تلك الديار .
وكانت تلك نهاية قصة الحمار المغني وصديقه الثعلب المحتال .