اليوم مع قصة جديدة من قصص الحيوانات و قصة اليوم بعنوان : العنكبوت المشاغب وأولاده القصة مكتوبه و مصوره و pdf سهلة التحميل من موقع الناجح.
قصة العنكبوت المشاغب وأولاده مكتوبة
حل موسم الألعاب الشرمبية التي تقام كل سنتين في بلاد شرم برم ، ويتبارى فيها أبناء الحيوانات في مختلف أنواع الرياضات . كل من كان يعيش في تلك البلاد من حيوانات وأبنائها وبناتها كان يتطلع بشوق إلى بدء تلك الألعاب لمشاهدتها أو المشاركة في مبارياتها وسباقاتها المدهشة المثيرة .
في هذه السنة ، كان أبناء وبنات العنكبوت أنانسي قد صاروا في سن تمكنهم من المشاركة في تلك الألعاب . وكانوا كلهم متحمسين جدا لها . لكن السيد فأر والسيدة حية والسيد تمساح والسيد نمس قالوا إن أولادهم لن يشتركوا في تلك المباريات إذا اشترك أولاد أنانسي فيها .
حزن أولاد أنانسي كثيرا . لم يفهموا لم لم تكن العائلات الأخرى ترغب في أن يشتركوا هم في المباريات . أرادوا أن يرى الجميع سرعتهم في الركض ، وأن يلعبوا ويمرحوا كما يمرح ويلعب أبناء بلاد شرم برم كلهم . لذلك طلبوا من والدهم أنانسي أن يفعل شيئا .
لم يكن أنانسي يحتمل أن يرى الحزن على وجوه أولاده . كان كل واحد منهم إذا تكلم بدا أشد حزنا من أخيه الذي سبقه في الكلام أو من أخته التي سبقته . كان لا بد لأنانسي أن يفعل شيئا ، فقرر أن يذهب ليكلم الآباء الغاضبين .
في وقت متأخر جدا من إحدى الليالي ، ذهب أنانسي ليكلم السيد فأر والسيد تمساح والسيدة حية والسيد نمس . أراد أن يعرف سبب قسوتهم على أولاده . لم يكن استقبال هؤلاء له لطيفا .
قالوا : "نحن نخشى أن يخدع أولادك أولادنا ويحتالوا عليهم ، كما تخدعنا أنت وتحتال علينا !"
حاول أنانسي أن يقنع الآباء الغاضبين بتغيير رأيهم .
لكن الآباء أصروا على موقفهم ، وطلبوا من أنانسي ومن أولاده البقاء خارج الملاعب .
وفي تلك الليلة إذ كان أنانسي يمشي عائدا إلى بيته ، خطرت له فكرة رائعة . قال في نفسه : "علي أن أكون صادقا مع أولادي . إذا قلت لهم الحقيقة حول الأشياء التي قمت بها والتي أغضبت جيراني فقد يفهمون ويسامحونني ."
جلس أنانسي تحت شجرة يستريح ويهدأ ، عله يجد الشجاعة التي تمكنه من قول الحقيقة . هناك أنصت إلى صوت البوم ، وراقب الخفافيش تطير ذاهبة وآتية . لأول مرة في حياته ، استمتع بالأصوات التي تطلقها حيوانات الليل . وشعر بأمان وسلام .
في صباح اليوم التالي ، أعد أنانسي لأولاده مائدة طعام مميزة . أخبرهم ما حدث في الليلة السابقة ، وشرح لهم ، بخجل شديد ، السبب الذي جعل الآباء الآخرين لا يرغبون في مشاركتهم في السباقات .
اعترف أنانسي بالحيل الماكرة التي كان يحتال بها على غيره من الحيوانات . أخبرهم كيف أنه ربط السيدة حية إلى خشبة . وأخبرهم كيف أنه تظاهر يوما بالمرض واحتال على السيد فأر ليعطيه الفأر عشاءه . وأخبرهم كيف أنه وعد السيد تمساح بالاهتمام ببيضاته ، ولما سقطت منه وتكسرت كلها ما عدا واحدة ، كذب عليه وقال له إن طائرا كبيرا كسر تلك البيضات .
شعر أنانسي بتأنيب الضمير إذ كان يحكي لأولاده هذه الحكايات ، حتى إنه لم يكن يجرؤ على النظر إلى وجوههم . لذلك لم ير نظرات المسامحة التي ارتسمت على وجوه أولاده ، ولا سمع الضحكات الخافتة التي كانوا يطلقونها وهو يحكي لهم أخبار حيله ومشاغباته .
لم تستطع أنيسة ، أصغر أولاد أنانسي ، الثمانية ، إبقاء ضحكاتها خافتة . فأخذت تضحك بصوت عال . سرعان ما أخذ إخوتها وأخواتها كلهم يضحكون معها بأعلى صوت . لم يفهم أنانسي لم يضحك أولاده ، وزاده ضحكهم خجلا .
فهم أولاده الآن السبب الذي يحرمهم من المشاركة في المباريات . فالآباء الآخرون يخشون أن يكونوا هم محتالين ماكرين كأبيهم أسرع الأولاد إلى أبيهم واحتضنوه وطيبوا خاطره ، وأملوا أن يكون قد تعلم درسه .
لكن أنانسي كان لا يزال حزينا ، فأولاده لا يستطيعون المشاركة في المباريات في وقت لاحق من ذلك اليوم ، تسلق سلما نسجه من خيوطه وصعد إلى جزيرة الفضاء ليستنجد بأمين الحكايات .
فرح أمين الحكايات حين سمع أن أنانسي اعترف لأولاده بالحقيقة . لكنه قال له إن الذي يستطيع أن يغير رأي الحيوانات الأخرى هو أنانسي نفسه ، ولا أحد سواه .
شكر أنانسي أمين الحكايات وعاد إلى بيته متمهلا .
فجأة سمع صوتا ينادي مستغيثا .
ركض إلى مصدر الصوت . هناك وجد السيدة حية مستلقية على الأرض وقد اخترق سهم ظهرها !
في الحال ، أطلق أنانسي صفيرا طويلا حادا . وما هي إلا دقائق حتى كان أولاده الثمانية إلى جانبه .
قال لهم : "علينا أن نساعد السيدة حية . أسرعوا ، تمسكوا بغصن قوي وانسجوا قدر ما تستطيعون من خيوط . حياة السيدة حية تتوقف على مساعدتكم ."
تمسك كل من الأولاد بغصن وغزل من خيوط العنكبوت أكثر ما يمكن وبأسرع وقت ممكن .
ما هي إلا دقائق حتى كانوا قد نسجوا من خيوط الحرير ما يكفي لعمل حبل تحين ثخين .
كلم الرجل العنكبوت السيدة حية قائلا : "لا تخافي ، نحن هنا لتساعدك . تمسكي بهذه الشجرة بقوة بينما ننزع السهم من ظهرك ."
كانت السيدة حية خائفة . كانت تظن أن تلك إحدى حيل أنانسي . لكنها كانت متألمة جدا ففعلت ما طلبه منها ، وتمسكت بالشجرة بكل ما عندها من قوة .
ربط أنانسي الحبل إلى طرف السهم . ثم أمسك أولاده بالحبل ، الواحد وراء الآخر . وعندما أعطى أنانسي إشارة البدء ، شدوا كلهم دفعة واحدة بأقصى ما يستطيعون من قوة .
كانت السيدة حية تحاول أن تبدي شجاعة ، لكنها كانت تصرخ متألمة في كل مرة ينشد فيها السهم متحركا . ووصلت أصوات صراخ الحية إلى أنحاء الغابة ، فأسرعت الحيوانات الأخرى كلها لترى ما يحدث .
خرج السهم من ظهر السيدة حية في اللحظة التي وصلت فيها الحيوانات الأخرى إلى هناك . في البدء ، وقفت الحيوانات تراقب باندهاش . فقد كان أولاد أنانسي يلاطفون السيدة حية ويهمسون في أذنها بكلمات لطيفة مواسية .
كانت السيدة حية ضعيفة لكنها أخبرت الحيوانات الأخرى ما حدث . قالت إن صيادا أصابها بسهمه عن طريق الخطأ .
ثم شكرت أنانسي وأولاده ، وقالت لهم إنها لولاهم لما كانت الآن على قيد الحياة . الحيوانات الأخرى كلها أيضا كانت فخورة بما فعله أنانسي وأولاده .
اعتذرت الحيوانات الأخرى لما أبدته من قسوة تجاه أولاد أنانسي ، وأسفت لذلك . قبل أنانسي اعتذارها بتواضع . وأسرعت الحيوانات كلها تدعوه وتدعو أولاده رسميا للمشاركة في الألعاب الشرمبية . وفرح أنانسي وأولاده بذلك فرحا عظيما .
شارك الجميع هذه المرة ، في مباريات بلاد شرم برم . لعبوا كلهم معا وتشاركوا في الطعام الذي أعدوه . كانت المباريات بين الأولاد حماسية للغاية ، ونال كل واحد منهم جائزة المشاركته فيها ، حتى أولئك الذين لم يكونوا من الفائزين .
كانت دورة الألعاب تلك أعظم الدورات التي أقيمت في بلاد شرم برم .
هذه المرة لم يخدع أنانسي أحدا . بل استخدم حيلته لمساعدة من كان بحاجة إلى مساعدة .
سامحت حيوانات بلاد شرم برم كلها أنانسي ، وصار الآن بطلا .