نقدم لكم اليوم تلخيص قصة الأسد والأرنب وهي تصلح أن تكون من قصص تحدى القراءة القصة مكتوبه و مصوره و PDF
قصة الأسد والأرنب مكتوبة
في غابة كبيرة كثيفة كان يعيش أسد يدعى شيرخان الرهيب .
كان شيرخان سيد الغابة بلا منازع . وكان حقا رهيبا .
زئيره يسمع عن بعد وشهيته لالتهام الحيوانات ليس لها حد .
كان شيرخان من القوة بحيث لم يكن يقوى على تحديه أحد ، وكان من السرعة بحيث لم يكن ينجو منه أحد .
كان إذا لاحق حيوانا ليأكله ، تصيح الحيوانات من فوق الأشجار ومن وراء الصخور والأوجار ، "أركض ! أركض !" لكن كل ذلك لم يكن ينفع الحيوان المسكين شيئا .
ولم يكن شيرخان يتوقف عن اصطياد الحيوانات ، حتى بعد أن يأكل ويشبع ، وخصوصا إذا كان مزاجه عكرا .
وكثيرا ما كان يطارد كل كائن يلتقيه ويقتله .
في أحد الأيام ، رأت الحيوانات أن ذلك لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية . لابد من أن تجد حلا .
اجتمعت وتحدثت وتباحثت حول ما يمكن فعله . أخيرا اتفقت على خطة . وبعدها ذهبت كلها - الظباء والطيور ، الثيران والغزلان ، النسانيس والتيوس - ذهبت لتقابل الأسد شيرخان .
اختير نسناس عرف عنه براعته في الحديث ، ليخاطب الأسد الرهيب . وقف النسناس وقال : يا مولاي الأسد ! يا ملك هذه الغابة وكل غابة !
لم تقتل عددا كبيرا منا كل يوم ؟ لن يطول الوقت حتى تفرغ الغابة من الحيوانات ، ولن تجد عندئذ طعاما تأكله . نعدك أن نرسل إلى عرينك كل يوم حيوانا منا تأكله هنيئا . هل تعدنا بالمقابل أن تتركنا نعيش في أمان ونتنقل بسلام من مكان إلى مكان ؟
ثم راح النسناس يتأرجح بين الأغصان ، وينشد بصوته الرنان : "تناول دواءك بجرعات ضئيلة فتصبح أقوى .
أفرض ضرائب معقولة ، واعدل أولا وأخيرا.
وأطعم بقرتك طعاما مغذيا فتعطيك لبنا كثيرا .
ارو نبتاتك بانتظام فتزهر .
وإذا دعاك واحد من رعاياك ، فلا تتأخر .
دام سلطانك ، يا مولاي ، ودمت قويا ، وعضلاتك مفتولة !"
شخر شيرخان ونخر ، وفكر بعض الوقت . أخيرا قال : "كلامك معقول . أنا موافق . لكن تذكر ، إذا نكثتم بوعدكم ، وإذا مر يوم من غير أن يأتيني حيوان مشبع أستمتع بأكله ، سأكلكم كلكم ، لا واحدا فقط . أكلكم كلكم !"
هكذا تم الاتفاق . وصارت الحيوانات تجري كل يوم قرعة لاختيار واحد منها يكون طعاما الشيرخان الرهيب . أما الحيوانات الأخرى فتجول في الغابة آمنة .
ذات يوم ، جاء دور الأرنب ليكون طعاما لشيرخان .
لكن الأرنب لم يكن راغبا أبدا في أن يكون طعاما لأحد ، لا لشيرخان ولا لغيره . ماذا يمكن أن يفعل ؟ إذا لم يأكل شيرخان وجبته اليومية ، فسوف يغضب ويأكل حيوانات الغابة كلها .
أراد أن يكون شجاعا وأن يفعل ما فعله رفاقه من حيوانات الغابة الذين سبقوه إلى أنياب شيرخان .
مشى في طريقه إلى عرين الأسد . حاول كثيرا ألا لم يفكر في ما سيحدث ، لكنه لم يستطع . وعادت فكرة الخلاص تدور برأسه . لكن لن يتمكن من الخلاص إلا إذا تخلص من شیرخان . هل من طريقة للخلاص من شيرخان ؟
كيف يستطيع أرنب ضئيل أن يقتل شيرخان الرهيب ؟
أخذت خطوات الأرنب تتباطأ إذ كان يفكر جاهدا .
لابد أن يجد طريقة تخلصه من أن يكون وجبة طعام لشيرخان ... وتخلص غيره من الحيوانات أيضا .
إذ كان يمشي مفكرا مهموما ، رأى شيئا غريبا في وسط الغابة . رأى جدارا حجريا مستديرا يعلو قليلا عن الأرض . كان ذلك الشيء قريبا من عرين شيرخان حيث لا يجرؤ أحد من الحيوانات على الاقتراب ، لذلك لم يكن قد راه من قبل ، لا هو ولا غيره .
قفز الأرنب برشاقة إلى أعلى الجدار ونظر إلى داخله ، فرأى أرنبا آخر ينظر إليه .
أصابه الذعر لحظة . لكنه تذكر أنه رأى الشيء نفسه في بركة ماء تشكلت بعد تساقط الأمطار .
كان ذلك انعكاسا لصورته ، وكان يبدو شبيها به ، كأنه هو ! وأدرك ما هو الجدار المستدير - إنه بتر ، منه يستخرج البشر ماء .
فجأة ، خطرت للأرنب أروع فكرة ! عرف الآن ما عليه أن يفعل ! عاد يمشي في طريقه إلى شيرخان ، ولكن هذه المرة مشى مسرعا .
عندما وصل إلى عرين الأسد ، كانت الشمس قد أوشكت على المغيب ، وكان شيرخان في هياج شدید .
كان شيرخان يزأر ويصيح ، "غدا سأقتل حيوانات الغابة الصغيرة البائسة كلها لأنها لم تف بوعدها لي !"
في تلك اللحظة ، ظهر الأرنب أمامه ، وقد بدا صغيرا ضعيفا وخائفا .
زار شيرخان وصاح ، "كيف تجرؤ على أن تتأخر كل هذا التأخر ! أنت ، ما أنت ! لست أكثر من لقمة واحدة ! أسد خطير مثلي يحتاج إلى عشرة من أمثالك ! كيف يجرؤون على أن يرسلوا لي فريسة مهينة مثلك ؟ أنت تموت الآن ، وصباح غد يموتون هم !"
قال الأرنب باكيا وبصوت مرتجف ، "يا مولاي ، الخطأ ليس خطأهم ! كنت في طريقي إليك ومعي أربعة أرائب مثلي وأكبر .
كنا نعرف أن واحدا منا ليس كافيا لأسد عظيم مثلك ! لكن أسدا آخر أوقفنا . أراد أن يأكلنا ! عندما قلنا له إن عليه ألا يأكلنا لأننا من حصة مولانا العظيم شيرخان ، غضب غضبا شديدا وقال : من هو شيرخان هذا ؟ أنا مولاكم الحقيقي .
إذهبوا إلى شيرخان وقولوا له إني أتحداه لينازلني في معركة . سأقتله وأكون مكانه ملك الغابة ."
ثم قال بصوت ضعيف ، "أرسلني إليك لأبلغك بهذه الرسالة ، وأكل الأرانب الأربعة الأخرى .
ولهذا تأخرت ، يا مولاي !"
هاج شيرخان هياجا فاق الحد . هل من المعقول أو المقبول أن يتحداه أحد على عرش الغابة !
زأر زئيرا عظيما وقال : "خذني إليه في الحال !"
قال الأرنب : إنه مختبئ ، يا مولاي ! لن يكون بإمكانك أن تراه ، لكن سيكون بإمكانه أن يراك" .
لم يكن شيرخان يسمع كلاما بعد ذلك الكلام .
لم يجرؤ أحد على تحدي سلطانه قبل اليوم .
لن يسمح بذلك أبدا . صاح ، "قلت لك خذني إليه ، خذني إليه حالا !"
"لكن ، يا مولاي ، إنه ضخم وقوي جدا . كما أنه يختبئ داخل جدار حجري ، إنه خطر . لا أريدك أن تموت ، يا مولاي !"
زأر شیرخان زئيرا مرعبا وزعق ، "أنا أموت ؟ هو الذي لن يعيش طويلا . إذا احتجت إلى نصيحتك ، أيها الأرنب الصغير ، فسوف أطلبها ! الآن اسكت وأرني الطريق !"
لم يكن أمام الأرنب المسكين إلا أن ينصاع لأوامر شيرخان ، فقاده إلى البئر . هناك أشار إلى البئر من بعيد وقال : "هناك ، يا مولاي ، إنه مختبئ هناك !"
زأر شيرخان زأرة مرعبة ونظر إلى قاع البئر .
جاوب الأسد في قاع البئر بزئير مماثل - وحتى كان زئيره أشد ! فقد كان صوت الصدى يشتد ويشتد حتى ملأ أذني شيرخان .
لم يكن شيرخان قادرا على أن يتحمل رؤية هذا الأسد لحظة أخرى ، فقفز إلى داخل البئر ليقضي عليه ، وغرق .
توهم شیرخان انعكاس صورته في الماء عدوا له ! اطمأن الأرنب وشعر بفرح شديد ، وأسرع يجري إلى رفاقه ليخبرهم ما حدث .
تجمعت حيوانات الغابة كلها حول الأرنب وشكرته لأنه خلصها من شيرخان الرهيب وأفعاله الرهيبة . وعاشت كلها بعد ذلك في سلام وأمان .
لهذا نقول : "المهم ليس الحجم ، بل العقل !" ذلك صحيح اليوم مثلما كان صحيحا من قبل .