قصة الثعلب الأزرق من سلسلة قصص الحيوان القصة مكتوبه و مصورة و pdf
نقدم لكم اليوم قصة جديدة بعنوان الثعلب الأزرق من سلسلة قصص الحيوان القصة مكتوبه و مصورة و pdf
قصة الثعلب الازرق مكتوبة
في يوم حار من أيام الصيف ، انسل ثعلب جائع خفية إلى المدينة . كانت الشوارع فارغة .
وكان أهل المدينة في داخل بيوتهم وقد دب بهم النعاس بعد وجبة غداء دسمة . كان الثعلب جائعا جدا فلم يكن قد تناول طعاما لمدة أسبوع .
نظر الثعلب بحذر إلى داخل ممر معتم يوصل إلى مطبخ أحد المنازل وأخذ نفسا عميقا . كان أهل البيت قد انتهوا من طعام الغداء وكانت الأطباق الفارغة لا تزال مكرمة على المائدة .
دخل الثعلب إلى المطبخ خفية وقد سال لعابه ، وراح يلعق الأطباق الفارغة ويتشممها . يا ليتهم تركوا من بقايا هذا الطعام أكثر مما تركوا !
ظل يتنقل بين الأطباق ويلعق حتى تلك الخالية من بقايا الطعام . لكن كان لا يزال جائعا جدا وكانت معدته لا تزال تقرقر ، وراح يقلب الأطباق بغضب شدید .
نسي الثعلب في غضبه الحذر ونسي ما ينتظره من خطر . راح يقلب الأطباق ويرميها ، فتبعثرت في كل مكان وتطايرت أجزاؤها . لكن ذلك لم يشغل باله ، فقد كان همه الوحيد أن يجد طعاما يسكت جوعه .
كان في البيت كلب شرس عنيد ، نبهه الضجيج ، فأسرع يطير إلى المطبخ ، وهو يصيح ، "حرامي ! امسكوه !" ثم راح يطارد الثعلب في البيت أولا ثم في الشارع ، وكاد أن يصل إليه . لكن ، في آخر لحظة ، رأى الثعلب شباكا مفتوحا أمامه فقفز داخلا فيه .
طشششششششش !
وجد الثعلب نفسه يقع في حوض ماء ! صاح من خوفه ، "وقعت في البحر ! البحر البحر ، البحر ، الواسع !"
لكن ذلك لم يكن البحر ! كان ذلك حوضا من صباغ النيلة ، الصباغ الأزرق ، وكان قد ترك قرب الشباك ليبرد .
كان البيت الذي دخله الثعلب لسيدة شديدة النظافة . كانت ملابس السيدة دائما بيضاء ونظيفة جدا . ذلك أنها كانت تنقعها في محلول النيلة الأزرق . نقطة واحدة من النيلة تكفي لغسلة كبيرة .
في ذلك الصباح ، كانت السيدة قد أعدت من النيلة ما يكفي لألف ثوب ، وألف ملاءة ، وألف غطاء .
النيلة كلها التي أعدتها تشربتها الآن فروة ذلك الثعلب الصغير الجائع !
امتلأ فم الثعلب بالنيلة الكريهة الطعم ، فبصق مرة ، ثم مرة أخرى . ثم هز رأسه يمينا وشمالا ، وشخر ونخر . لكنه كان لا يزال منزعجا جدا . ووجد نفسه يعود فيقفز خارجا من الشباك من غير أن يفكر في الكلب الشرس المنتظر .
ألقى الكلب الشرس المنتظر في الخارج نظرة واحدة على الثعلب الصغير ، ارتد بعدها مذعورا وجرى هاربا بأقصى سرعة .
في تلك اللحظة رأى الثعلب الصغير نفسه في زجاج شباك . صعق إذ رأى أن لونه أزرق زاه ! من قمة أنفه الطويل إلى آخر ذيله النحيل كان يلمع بلون أزرق أشبه بسماء يوم صيفي مشمس .
قال الثعلب الصغير متعجبا : وقد خطرت في باله فكرة ، "أهذا أنا ؟ لم لا ؟"
ركض الثعلب الصغير إلى الغابة ، وقد عزم على أمر .
عند المغيب ، وصل الثعلب الصغير إلى جزء ناء بعيد من الغابة . قفز برشاقة إلى صخرة كبيرة مسطحة . بدا في ضوء الغسق الخافت يتوهج كأنه شعلة زرقاء . جلس هناك وانتظر أن تمر الحيوانات وتراه .
ما هي إلا لحظات ، حتى كان يحيط بالصخرة حشد من الحيوانات من كل شكل ولون . لم يروا مثل ذلك الحيوان الغريب من قبل . لم يجرؤ على الاقتراب من الصخرة إلا أشجع حيوانات الغابة الأسد والنمر والفيل والدب . ووقفت الحيوانات الأخرى بعيدة ترتجف خوفا .
سأل الأسد ذلك الكائن الأزرق : "من أين أنت ؟ ومن أي موطن وصلت ، أيها الغريب ؟ ليس في غابتنا حيوان يشبهك ، وما منا واحد يعرفك !"
ضحك الثعلب الصغير بعظمة . ثم نظر إلى السماء حيث كان القمر يطلع وكأنه بالون أبيض كبير ، وقال : "ذاك ! ذاك هو موطني !"
سأل الأسد مندهشا : "القمر ؟ أتقول القمر ؟"
قال الثعلب الصغير : "حيوانات الأرض بلون الأرض . أما حيوانات السماء فبلون السماء ."
امتلأت الغابة بهمهمات تعجب وهمسات تهيب .
ثم تابع الثعلب كلامه قائلا : "أنا الأمير نيل كومار ، أصغر أبناء القمر السبعة . أرسلني أبي إلى هنا لأهتم بأمركم وأرعاكم ."
قال الأسد : "ذلك شرف عظيم ، يا سيدي !"
قال أمير القمر : "بعد رحلتي الطويلة أنا جوعان وتعبان ."
سرعان ما امتلأ سطح الصخرة بأنواع الفواكه واللحوم وغير ذلك من أطايب . أكل أمير القمر من اللحوم الطازجة الشهية وشرب من العسل المنعش .
ثم دعا الحيوانات الأخرى إلى أن تأكل معه . وبقيت الحيوانات كلها تأكل طوال الليل وتشرب وتلعب .
كانت كلها سعيدة أن جاءها أمير القمر .
مرت الأيام . كان الثعلب الصغير سعيدا . لم يستحم أبدا أو يخرج إلى الشمس خشية أن يبهت لونه الأزرق ، لكنه كان في الوقت نفسه مشغولا جدا .
فقد سن قوانين جديدة تنظم حياة الحيوانات وأشرف على تطبيقها .
وروى للحيوانات قصصا عن القمر وحيوانات الفضاء .
في إحدى الليالي ، وكان القمر بدرا ، جلس أمير القمر مستيقظا على صخرة . فكر في نفسه ، "ما أشطرني وأشد ذكائي ! وما أعظم حظي !"
في غمرة سعادته تلك رمي رأسه إلى الوراء وحدق في القمر وعوى.
كان النمر أول من سمع العواء . فأيقظ الفيل . ثم مشيا معا وأيقظا الأسد .
ثم مشى الدب وراءهما متثاقلا وهو لا يزال يشعر بنعاس شديد .
تسللت الحيوانات الأربعة بهدوء خفية صوب صخرة أمير القمر .
كان أمير القمر لا يزال يعوي ، وكان صدى عوائه يتردد من بعيد .
تمتم الفيل قائلا : "ذاك عواء زمرة الثعالب في منطقة الشمال ."
قال الدب متعجبا : أتسمعون ! تبدو لي هذه الأصوات شبيهة بصوت أمير القمر تماما ! هل القمر إذا مليء بالثعالب ؟"
ضحك النمر فجأة ضحكة عالية .
كان أمير القمر في الواقع يتبادل العواء مع زمرة الثعالب .
ووقفت الحيوانات الكبيرة القوية الأربعة تنصت متجهمة غاضبة .
عندما طلع الفجر ، تسلقت الحيوانات الأربعة الصخرة ووقفت تحدق في أمير القمر .
نظر أمير القمر إلى الحيوانات الأربعة ، وقال : "ماذا تريدون ، أيها الأرضيون ؟"
زار الأسد وقال : "نريد جلدك أيها الثعلب الشرير !"
وزمجر النمر ، وقال : "نريد حياتك التعيسة !"
كان الأسد ينوي أن يمزق أمير القمر ، لكن الفيل سبقه إليه ولف حوله خرطومه ورفعه عاليا في الهواء .
قال الدب غاضبا : "كذبت علينا !"
هز الثعلب كتفيه ، وقال : "وأنتم صدقتموني !"
قال الأسد بحزن : "ماذا سنقول لأهل الغابة كلهم الذين وثقوا بك ؟"
قال أمير القمر : "لا تقولوا لهم شيئا . بإمكاننا أن نتابع حياتنا كما كنا ونظل على وفاق واتفاق ."
قال الأسد : "لا ."
وقال الفيل والدب : "لا ، ولا ."
وقال النمر محذرا : "إياك حتى أن تفكر بذلك !"
عوى الثعلب وقال : "ماذا أفعل إذا ؟ لا أريد أن أعود إلى بيتي الصغير القديم ، فأنا الآن شخص آخر !"
زعقت الحيوانات الأربعة الكبيرة قائلة : "إذا عد إلى القمر !" لوح الفيل بخرطومه تلويحا شديدا وقذف الثعلب عاليا في الجو !
طار الثعلب في الجو وطار . طار بعيدا عن الغابة ووصل فوق المدينة الصغيرة الهادئة التي كان قد تركها . لكن عينيه كانتا مغمضتين ذعرا ، فلم يعرف أين هو .
وجد نفسه أخيرا يسقط مرة أخرى في حوض كبير .
قال في نفسه : "لابد أنه البحر ، هذه المرة ! تعالي إلى أيتها الأسماك الشهية !"
لكن لم يكن من حوله أسماك ، فهو لم يسقط في البحر . سقط مرة أخرى في حوض كبير آخر للسيدة التي تحب أن يكون غسيلها أبيض نظيفا .
كان الحوض هذه المرة ممتلئا بمحلول مبيض فخرج الثعلب منه وقد فقدت كسوته الفروية لونها الأزرق وعاد إليها لونها الطبيعي القديم .
دهش الثعلب عندما رأى نفسه ، وعوى بصوت عال ، وصاح فرحا ، "أنا سعيد لأني أنا الآن هو أنا !"
وملأ صوته المنزل كله .
صاحت سيدة المنزل ، "امسكوا الحرامي !"
فوجي الثعلب إذ رأى السيدة تمسك رجلا مذعورا وتجره إليه ، فقد كان الرجل لصا يسرق ملابس السيدة النظيفة ، وقد نبهها العواء إلى ما يحدث .
قالت السيدة : "ما كان يمكن أن أمسك اللص لولا عواؤك .
أرجوك ابق معي لتكون حارسا للبيت ."
هكذا أصبح أمير القمر حارسا وعاش سعيدا مع السيدة النظيفة . وعندما كان القمر يشع من خلال الشباك ، كان يغرق في أحلامه ، ويتذكر حكاياته الكثيرة التي كان يرويها عن حيوانات الفضاء .