قصة عن الاخلاق والفضائل الراهب المغرور قصص تعليمية للاطفال pdf
اليوم مع قصة عن الاخلاق والفضائل وقصة اليوم بعنوان الراهب المغرور وهي من سلسلة قصص تعليمية للاطفال pdf القصة مكتوبه و مصوره
قصة الراهب المغرور مكتوبة
في قديم الزمان ، وفي بلد بعيد بين البلدان ، كان أحد الرهبان يتنقل من بلدة إلى أخرى ليجمع الصدقات والتبرعات . كان فخورا جدا بنفسه لأنه كان تلميذ أستاذ كبير مشهور .
في طريقه من بلدة إلى أخرى كان يخاطب نفسه قائلا : "لا يعرف أحد الكتب أكثر مني .
أعرف أكثر مما يعرف أي من الناس الذين أقابلهم . أهل هذه البلدة محظوظون لأني آتي إليهم وأجمع منهم الصدقات والتبرعات ! زيارتي لهم أعظم ما يمكن أن يحدث لهم !"
في صباح أحد الأيام ، وصل الراهب باكرا إلى بلدة صغيرة لطيفة تقع على سفح (أسفل) إحدى التلال . كانت الدنيا ربيعا وكانت الطيور تغرد فرحة .
بدأ يتنقل بين بيوت البلدة ويجمع من أهلها التبرعات ويضعها في سلته الخشبية .
استقبله أهل تلك البلدة الصغيرة كلهم بلطف شديد وأكرموه وأعطوه صدقات كثيرة وهدايا .
لكنه لم يكن يقول لأحد منهم كلمة شكر . كان يظن أنهم محظوظون بالفرصة التي يتيحها لهم إذ يقدمون له الهدايا .
كان يقول لنفسه : "أهل هذه القرية البسيطة ليسوا أغبياء . فهم على الأقل يرون ما في من صلاح وعظمة ، وهم لذلك يعطونني بكرم شديد ! أنا من العظمة بحيث إنه حتى القرويون البسطاء يدركون عظمتي ."
مشى الراهب في طرق القرية يردد في نفسه ما يردد ، ويؤكد ما هو منه متأكد .
بعد الظهر ، وجد نفسه في طرف حقل ترعى فيه الكباش . في وسط ذلك الحقل ، كان كبش كبير يضرب الأرض ويدور بغضب .
لم يكن ذلك الكبش كبيرا فقط . كان أكبر من كبير . وكان قرناه ضخمين معقوفين (ملتويين) حادين ، ومن عينيه الحمراوين يشع بريق مخيف .
إذ مشى الراهب إليه ، ارتد الكبش إلى الوراء خطوة وخفض رأس.
قال الراهب في نفسه : "آه ! أنا عظيم فعلا ! حتى هذا الحيوان يرى ما في من عظمة . وها هو يقدم لي الاحترام اللائق بي . آه ، انظر كيف يرتد إلى الوراء ويحني رأسه ."
نفخ الراهب صدره كما تفعل حمامة ساذجة ، وقال : "أيها الكبش العظيم ، أنت فهيم . فأنت ترى ما في من علم ومعرفة وما اكتسبته من تقوى ونبل وصلاح . لذا فأنت محق في أن تنحني لي . لكن لا تخف ، فأنا سأباركك ، وسأجعل منك أقوى حيوان ."
شخر الحيوان الضخم ونخر ونبش الأرض بأقدامه .
سمع صاحب دكان قريبة كلام الراهب . ناداه وقال له : "يا راهب ! أنت غلطان . ما رأيت غير ما فهمت . احذر الكبش ، ولا تقترب منه !
فهو يرتد ويخفض رأسه ليهاجم . رأسه محني لينطحك ويمزق لحمك بقرنيه ."
قال الراهب : "وقد ظن أنه يعرف كل شيء ، "كلام فارغ ! هذا الحيوان ينحني لي لأنه رأى ما أنا عليه من صلاح وعظمة ."
حتى حين كان الراهب لا يزال يتكلم ، كان الكبش يضرب الأرض بأقدامه بقوة مثيرا من حوله الغبار .
وبعد لحظات ، اندفع مهاجما بسرعة فائقة .
على الرغم من الغرور الذي كان يغشى عيني الراهب ، فقد أحس في تلك اللحظة بالذعر ، فاستدار ليهرب ، لكن بعد فوات الأوان .
نطح الكبش الراهب بقوة عظيمة . فطار في الهواء ووقع على وجهه ، وانقلبت سلته وتبعثر ما فيها .
توجع الراهب كثيرا ، وراح يتأوه قائلا : "ساعدني ! أظن أن هذا المخلوق الكريه قد كسر عظامي ! طارت الهدايا وانقلب الأكل في الوحل . يا خسارة !"
أسرع صاحب الدكان إليه يساعده ، وقال له : "كان عليك أن تسمع كلامي ."
التفت الراهب حوله ، فرأى الكبش قد عاد إلى وسط الحقل يرعى العشب راضيا .خفض رأسه خجلا ، وتمتم ، "أستحق ما نلت. هذا جزاء المدعي المغرور ."
ربت صاحب الدكان على ظهر الراهب ، وقال له بلطف : "المهم أنك تعلمت درسك ."
قال الراهب بوداعة وتواضع : "نعم ، والفضل في ذلك يعود إلى الكبش ."
ضحك صاحب الدكان وأخذ الراهب إلى دكانه ليغتسل ويأكل ويستريح .
منذ ذلك اليوم ، لم يعد الراهب مغرورا . ولم يعد يرى نفسه عظيما . تعلم أن يقدر طيبة الناس الذين يعاملونه بلطف وكرم .