قصص الحيوانات قصة النسناس والتمساح قصة مكتوبه و مصورة و PDF
مع قصة جديدة من قصص الحيوانات وقصة اليوم بعنوان النسناس والتمساح القصة مكتوبه و مصورة و PDF
قصة النسناس والتمساح مكتوبة
كان بدرو بندر يعيش على شجرة مانجو مطلة على النهر . كان بدرو نسناسا مرحا يحب أن يتأرجح من غصن إلى غصن ، وأن يلهو ويلعب ، ويغني ويطرب . وكثيرا ما كان يتحدث إلى الطيور التي تهبط على الشجرة ، ويسعد بالاستماع إلى الحكايات التي تجيء بها من أماكن بعيدة .
كانت شجرة المانجو كبيرة كثيرة الفروع . وفي الصيف ، كانت أغصانها تثقل بثمار صفراء شهية تطل متلألئة من بين الأوراق .
ذات يوم ، رأى بدرو بندر مياه قاع النهر العكرة تتموج . ورأى شيئا يصعد إلى سطح الماء . بدا ذلك الشيء خشنا عقديا كأنه قطعة من جذع شجرة قديمة . ثم رأى عينين مشعتين تنظران إليه . كان ذلك تمساحا !
لم يخف بدرو ، فهو آمن في موقعه العالي فوق الشجرة . رأى التمساح يجر نفسه نحو ضفة النهر ، فقال في نفسه : "علي أن أكون لطيفا معه ، فنحن جيران ." ثم نادى التمساح قائلا : "هذا يوم حار . لابد أن ماء النهر منعش !"
علت وجه التمساح شنبر ، وكان هذا اسمه ، ابتسامة ماكرة وقال : "تعال اسبح معي ."
رأى بدرو أسنان التمساح الكثيرة تلمع في الشمس ، فخاف . قال : "أشكرك ، ولكن ليس اليوم . تغديت قبل قليل ، وأنا لا أسبح أبدا ومعدتي ملآنة !"
سأل شنبر قائلا : "ماذا تغديت ؟"
"ثمار مانجو ! أترغب في شيء منها ؟"
لم يحدث أن التقى التمساح نسناسا لطيفا كريما كهذا النسناس . وبدت له ثمار المانجو المتدلية شهية ، فأسرع يقبل دعوة بدرو ، وجلس تحت الشجرة يتلقى منه الثمار ويبادله الأخبار .
كان بدرو يسأل نفسه دائما عن عالم ما وراء النهر .
كيف يكون ذلك العالم ؟ ما يكون فيه ومن يكون ؟ وقد سحرته الحكايات التي رواها له شنبر ، وأحب أن يزور المواضع التي ذكرها ، وأن يعيش المغامرات التي روى له حكايتها ، وما أكثرها !
كان شنبر قد أكل كثيرا ، وهم بالذهاب . وأراد بدرو أن يستبقيه فقال : "عندي الكثير من الثمار !"
ثم هز غصنا ليقع المزيد منها .
لكن شنبر كان قد تأخر كثيرا فترك مجلسه تحت الشجرة وعاد إلى بيته . وهناك وجد زوجته غاضبة . قالت له : "أين كنت طوال النهار ؟"
أجاب شنبر : "التقيت نسناسا ."
عضت شنبرة ، وكان هذا اسمها ، على أسنانها وأدارت في فمها لسانها ، وقالت : "ما أطيبه ! هل أبقيت لي قطعة شهية منه ؟"
"لا ، لا ، يا شنبرة . هذا النسناس صديقي . إنه نسناس لطيف ، وعنده شجرة مانجو مليئة بالثمار الحلوة الشهية ."
"لكن لحمه طيب ، يا شنبر !"
الصديق لا يأكل صديقه . لكن كان من الصعب شرح ذلك لشنبرة ، فقال : "أكلت الكثير من ثمار المانجو ، ولم يكن بإمكاني أن أكل شيئا آخر ."
"مانجو ! هل انقلبت الدنيا ؟ منذ متى تأكل ، نحن التماسيح ، ثمار مانجو ؟" أسرعت تحشر نفسها تحت صخرة كبيرة .
في اليوم التالي ، عاد شنبر إلى شجرة المانجو .
روى لبدرو هذه المرة أيضا أخبارا كثيرة رائعة عن العالم . وظل الصديقان يتحدثان إلى أن هبط الظلام .
هذه المرة أيضا قالت زوجة التمساح : "أين كنت طوال النهار ؟"
"كنت مع بدرو . نعمنا بحديث شيق ."
"هل أحضرت لي شيئا من ثمار المانجو ؟"
"سأحضر لك شيئا منها غدا ."
في اليوم التالي سأل شنبر صديقه بدرو إن كان بإمكانه أن يأخذ معه شيئا من ثمار المانجو لزوجته .
قال بدرو : "لم أكن أعلم أنك متزوج هل عندكما أولاد ؟"
"عندنا ولدان ، لكنهما يدرسان في نهر آخر . نلتقي بهما في أوقات الإجازات ."
خلع بدرو غصنا كبيرا مثقلا بثمار المانجو الناضجة ، وقدمه إلى شنبر وقال له : "هذا للسيدة زوجتك ."
سبح شنبر عائدا إلى بيته يحمل معه غصن المانجو ، وقد أسعده أنه استطاع أن يلبي طلب زوجته .
لكن شنبرة لم تكن في الواقع ترغب في أن تأكل ثمار مانجو . في الواقع ، لم يكن يعجبها أبدا أن ينشغل زوجها شنبر بصديقه ويقضي وقته معه لا معها .
قالت لزوجها : "بدرو ليس من صنفنا . بدرو نسناس ! أتركه !"
قال شنبر : "بدرو صديقي ، ولا يهمني إن كان نسناسا أو غير نسناس . لن أتركه ."
في اليوم التالي ، عاد شنبر إلى بيته ، فلم يجد زوجته شنبرة . بحث عنها في أنحاء المنزل ، وناداها فلم ترد .
أخيرا سمع أنينا خافتا ، فتتبع مصدر الأنين ، ووجد زوجته في موضع منعزل هادي من النهر . امتلأ قلب شنبر قلقا وقال : "ما بك ، يا شنبرة ؟"
أجابت شبرة متأوهة : "أنا أموت !"
"سأنادي طبيب التماسيح وهو سيشفيك في الحال !"
قالت شبرة بصوت واهن حزين : "لا دواء لعلتي . أتركني أموت ."
دب الخوف في قلب شنبر ، وقال : "قولي لي ما الذي يشفيك ، وأنا أحضره لك ولو من آخر الدنيا !"
أغمضت شبرة عينيها وقالت : "لا ينقذني إلا القلب ...."
"القلب ؟ أي قلب ؟ ما هذا الكلام ، يا شنبرة ؟"
أخذت شبرة تئن وتتأوه وهي تقول : "لا يشفيني إلا قلب نسناس . ذلك هو ما يشفيني . هذا ما أمر به طبيب التماسيح . ومن غيره أموت ."
أخذ شنبر يتأوه ويذرف الدموع . وظل على هذه الحال وقتا طويلا . أخيرا فتحت شنبرة عينيها وقالت بصوت واهن ضعيف ، "ألم تحضر لي قلب نسناس بعد ؟" ثم عادت فأغمضت عينيها تئن أنينا عاليا .
لم يعد شنبر قادرا على الانتظار أكثر . فبكى وتحسر ، ثم قفز إلى الماء يسبح بأقصى سرعة في اتجاه شجرة المانجو .
رأى بدرو صديقه مقبلا نحوه فهتف قائلا : "مرحبا يا شنبر . إنها مفاجأة سعيدة أن أراك تعود إلى زيارتي بهذه السرعة . أرى على وجهك علامات الحزن . ما الحكاية ؟"
فكر شنبر سريعا ، وقال : "زوجتي شنبرة غاضبة مني . وتقول إنها ستخاصمني فلا تكلمني ."
"ما سبب الخصام يا شنبر ؟"
"سبب الخصام هو أنت . فزوجتي غاضبة ، لأنها تعتقد أنه من غير اللائق أن تكون صديقي ، وأزورك كل يوم ، وأكل من طعامك ، في حين لا تزورني أنت ولا تأكل من طعامي . وعندما رأتني اليوم أعود من غيرك ، غضبت كثيرا ."
قال بدرو : "هيا بنا يا شنبر ! يسعدني أن أتناول معك طعام العشاء !" وأسرع يقفر نازلا عن شجرة المانجو .
قال شنبر : "تمسك بظهري جيدا ، يا بدرو ." ثم انطلق يسبح كالبرق حاملا صديقه على ظهره .
ابتهج بدرو بركوب الماء ، فإنه لم يحدث من قبل أن ركب ظهر تمساح ، أو حتى غطس يوما في الماء . صاح في صديقه : "أسرع أكثر ، أسرع أكثر ، یا شنبر !"
بعد لحظات ، غطس شنبر فجأة في الماء ، جارا معه صديقه بدرو . فجهد بدرو ليرفع رأسه فوق سطح الماء وصاح : "ماذا تفعل يا شنبر ؟ أكاد أغرق !" عاد شنبر فارتفع إلى سطح الماء واعتذر عما فعل .
وتابع السباحة متجها إلى منعطف النهر .
سأل بدرو "هل وصلنا ؟"
أجاب شنبر : "بعد قليل ."
بعد قليل وصلا إلى جوار صخرة. هناك غطس شنبر في الماء مجددا . ومرة أخرى أخذ بدرو يجهد ليرفع رأسه فوق سطح الماء ، ويصيح ، «انتبه يا شنبر ! أتريد أن أغرق ؟»
صعد شنبر إلى الصخرة وأخذ يبكي ، ويقول ، «آه ما أغباني ! لا أقدر على فعل شيء . لا أقدر حتى على إغراق نسناس صغير مثلك !»
زعق بدرو قائلا، «ماذا؟» اعترف شنبر بما ينوي أن يفعله ، وقال: «أنا أحبك ، يا بدرو . ولكن لا بد لي من الحصول على قلبك.» ثم حكى له حكاية زوجته وقال له، «كما ترى ، إذا لم أحصل على قلبك تموت زوجتي العزيزة .»
أخذ بدرو يفكر بسرعة . ثم نفض الماء عن جلده وقال، «آه يا صاحبي شنبر ! لم لم تخبرني أنك تحتاج إلى قلبي ؟ كنت حملته معي ! »
سأل شنبر مستغربا ، «ماذا ! أليس قلبك في صدرك ؟»
«أتركه دائما في بيتي عندما أغادره . أفضل السفر خفيفا . الآن أعدني إلى بيتي بسرعة ! فكلما أسرعنا في حمل قلبي إلى شنبرة العزيزة كان شفاؤها أسرع !» أخذ قلب بدرو يخفق بقوة إذ اخترع تلك الحكاية . كان يقول في نفسه ، «هل سيصدق شنبر ما لا يصدق ؟»
شنبر صدق الحكاية . وصاح ، « تمسك جيدا .» ثم انطلق يسبح في اتجاه شجرة المانجو بأقصى سرعة .
عند الشجرة قفز بدرو بسرعة هائلة إلى أعلى غصن فيها.
صاح شنبر، «أسرع يا بدرو !»
صاح بدرو من أعلى الشجرة، «على شنبرة أن تنتظر طويلا ، يا شنبر . فقلبي آمن في صدري ، حيث كان دائما !»
غضب شنبر لكن بدرو كان بعيدا عن متناول أسنانه. لكن ماذا سيصيب زوجته شنبرة بعد أن ضيع فرصة الحصول على قلب نسناس ؟
عندما وصل شنبر إلى بيته ، كانت شنبرة قد تعافت ! كانت أختها تزورها وكانت الاثنتان تضحكان بصوت عال .
قالت الزوجة ضاحكة، «أين قلب النسناس الذي وعدتني به ؟»
وعندما حكى لها زوجها ما حدث ، ضحكت شنبرة وضحكت أختها كثيرا من غبائه .
لم يأكل شنبر بعد ذلك اليوم ثمار مانجو أبدا .