غزوات الرسول غزوة بني قينقاع غزوة مكتوبة للاطفال عمر 6 سنوات
غزوة بني قينقاع
بنو قینقاع هم إحدى طوائف اليهود الثلاث الذين كانوا قد استوطنوا في المدينة " يثرب " قبل الإسلام بزمن طويل ، فرارا من اضطهاد الروم لهم في الشام .. وهذه الطوائف الثلاث هي : بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة .
وبعدما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون من مكة إلى المدينة واستقروا بها ، عقد الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة سلام وحسن جوار معهم ..
إلا أن كثيرا منهم كانوا ينافقون المسلمين ! فيظهرون لهم الحب والمودة في الوقت الذي يوالون المشركين في الخفاء ، ويبطنون عداءهم وحقدهم الشديد على المسلمين ، بل ويتربصون بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الدوائر .
ولما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم على رأس جيش المسلمين الحرب قريش في بدر ، فرحوا ظنا منهم أن المسلمين سينهزمون .
وما أن علموا بانتصار المسلمين حتى أصابهم الغم والهم وحزنوا حزنا شديدا .
وعلم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بحقيقة مشاعرهم ونواياهم ، فجمعهم في سوق بني قينقاع ، وقال لهم : " احذروا ما نزل بقريش ، وأسلموا ، فإنكم قد عرفتم وتيقنتم أني رسول الله الواحد الأحد ".
فقالوا في وقاحة : لا يغرنك يا محمد أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب ، فهزمتهم وأصبت منهم ما أصبت .. والله لئن حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس .
فأمر الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم بهزيمتهم الآتية لا محالة ، وأن مصيرهم جهنم ، في قوله تعالى :( قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغۡلَبُونَ وَتُحۡشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئسَ ٱلمِهَادُ ) [ العمران : ١٢ ]
خروج بني قينقاع من المدينة :
ومضت أيام قلائل .. وذهبت امراة مسلمة إلى سوق بني قينقاع تشتري أشياء وحاجات لها ، ثم مالت إلى صائغ يهودي لتشتري منه مصاغا " ذهبا " ، وكان هنا بالقرب من الصائغ بعض الشبان اليهود ، لما رأوها اقتربوا منها وأرادوا أن يسخروا منها ، فطلب منها أحدهم أن ترفع الخمار عن وجهها فأبت ، فتركها وانصرف ، ثم غافلها شاب يهودي آخر وربط طرف خمارها من أعلى بطرف ثوبها من أسفل ، حتى إذا ما نهضت انكشف جسدها وظهرت عورتها .
وبالفعل عندما نهضت واقفة ارتفع طرف ثوبها لأعلى وانكشف جسدها ، فصاحت ، وسمع صيحتها شاب مسلم كان قريبا من المكان ، فسارع إلى نجدتها شاهرا سيفه ، ثم هوى بالسيف على اليهودي فقتله . ولما رأى اليهود صاحبهم مطروحا على الأرض ، غارقا في دمائه ، جن جنونهم وسارعوا إلى قتل المسلم . ثم هب رجال من المسلمين ليقاتلوا اليهود ، ولكن اليهود سارعوا بالفرار وتحصنوا في حصونهم .
و علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمر ، وتجلى له واضحا غدر اليهود وخيانتهم وتأمرهم لكشف عورات المسلمين .
فعين عمه حمزة بن عبد المطلب أميرا لجماعة المسلمين ، ثم أمرهم بمحاصرة اليهود في حصونهم ، حتى يخرجوا منها ويستسلموا .
واستمر الحصار خمس عشرة ليلة ، إلى أن استسلموا صاغرين وراضين بما يحكم به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، وحينئذ تدخل رأس النفاق عبد الله بن أبي بن سلول ، فأخذ بثوب الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : سامحهم يا رسول الله .
وكان رجل آخر من المسلمين له عهد مع اليهود مثل عبد الله ابن أبي بن سلول ، ألا وهو عبادة بن الصامت ، لكنه كان مسلما حقا ، لم يقل مثلما قال ابن سلول وإنما قال : إنني بريء من عهد هؤلاء اليهود ، وإنما أتولى الله ورسوله والمؤمنين .
قال تعالى: ﴿ يَأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱليَهُودَ وَٱلنصَرَى أَوۡلِيَآءَ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِيَآءُ بَعۡضٖ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظلِمِينَ ) [ المائدة : ٥١ ]
ونزل في عبادة بن الصامت قوله تعالى : ﴿ وَمَن يَتَوَل ٱللَّه وَرَسُولَهُ وَٱلذِينَ ءَامَنُواْ فَإِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡغلِبُونَ ﴾ [ المائدة : ٥٦ ] .
ونتيجة لإلحاح عبد الله بن أبي بن سلول على رسول الله صلي الله عليه وسلم ألا يقتل أولئك اليهود الغادرين قال صلى الله عليه وسلم : " هم لك ، على أن يخرجوا من المدينة ".
وخرجوا من المدينة دون أن يأخذوا شيئا من أسلحتهم أو أمتعتهم أو أموالهم ، واتجهوا إلى الشام ، وهناك هلك أكثرهم .