قصة غزوة بني النضير من غزوات الرسول مكتوبة للاطفال
اليوم مع غزوة جديدة من غزوات الرسول وهي غزوة بني النضير من غزوات الرسول مكتوبة للاطفال
غزوة بني النضير
غدر اليهود :
كان الرسول صلى الله عليه وسلم هو وجماعة من أصحابه .. فيهم أبو بكر وعمر وعلى - رضوان الله عليهم أجمعين - ، جالسين إلى جوار منزل رجل من يهود بني النضير في المدينة .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث إلى اليهود في أمر من الأمور ، وقد كان بين المسلمين في المدينة وبين اليهود – ومنهم بنو النضير - عهد وميثاق .
وأبدى اليهود في الظاهر موافقتهم على الأمر الذي تحدث فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ، إلا أنهم كانوا يضمرون غير ذلك ، إذ خلا بعضهم إلى بعض وقالوا :
إنكم لن تجدوا الرجل في حال أحسن من هذه .. فمن رجل يعلو البيت الجالس إلى جواره ، ويلقى عليه صخرة فيريحنا منه ؟ ..
فقال لهم سلام بن مشكم :
لا تفعلوا ذلك ، فسوف يخبر بما هممتم به ، وإن هذا لنقض للعهد الذي بيننا وبينه .
لكنهم لم يلتفتوا لقوله ، ولم ينتصحوا بنصيحته ، وعقدوا عزمهم على الغدر والخيانة .
فصعدوا أحدهم أعلى سطح البيت الذي يجلس بجواره الرسول صلى الله عليه وسلم ، في حين جاء الوحي إلي الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره بالأمر ، فنهض الرسول صلى الله عليه وسلم من مكانه مسرعا وانصرف في الحال - وكأنه ذاهب لقضاء حاجة . واتجه عائدًا إلى بيته بالمدينة .
ولما استبطأه أصحابه الذين كانوا يجلسون معه ، لحقوا به لينظروا ما الخبر ، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم بأمر غدر اليهود ومحاولتهم قتله ، بإلقاء صخرة فوقه وهو جالس بينهم .
وأبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بعزمه على إجلائهم عن المدينة .
ثم قال صلى الله عليه وسلم لمحمد بن مسلمة : " اذهب إلى بني النضير وأبلغهم أن يخرجوا من المدينة ولا يساكنوني بها ، وقد أجلتهم عشرا ، " مهلة عشرة أيام " فمن وجدت بعد ذلك ضربت عنقه ".
وأبلغهم محمد بن مسلمة رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتيقن اليهود أن الوحي قد أنبأ الرسول صلى الله عليه وسلم بما كانوا يدبرون له ، ولم يجدوا مفرًا من الانصياع للأمر والخروج من المدينة ، وأخذوا يتجهزون لذلك .
وبينما هم يتجهزون لمغادرة المدينة إذا بمنافقي المدينة وعلى رأسهم عبد الله بن سلول ، يأتونهم في الخفاء ويقولون لهم : اثبتوا ولا تخرجوا من المدينة ، وابقوا في دياركم ونحن ننصركم ونكون عونا لكم .. ولن يقدر محمد على إخراجكم .
ومرت مهلة العشرة أيام التي أمهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بني النضير إياها ، ولم يخرجوا . فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتجهز لقتالهم وإجبارهم على الخروج من المدينة جزاء غدرهم وخيانتهم .
في حين تحصنوا هم بحصونهم . وقد كانت حصونا منيعة ، لكنها لم تكن لتمنعهم أو تحميهم من بأس الله إذا جاءهم . وقذف الله في قلوب أنصارهم من المنافقين الرعب ، فلم ينصروهم ، وخذلوهم شر خذلان ، قال تعالى : ﴿ ألم تر إلى ٱلذين نافقوا يقولون لإخونهم ٱلذين كفروا من أهل ٱلكتب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحدا أبدا وإن قوتلۡتم لننصرنكم وٱلله يشهد إنهم لكذبون . لئن أخرجوا لا يخرجون معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن ٱلأدبر ثم لا ينصرون ﴾ [ الحشر : ١١ - ١٢] .
حصار جيش المسلمين لليهود
وحاصر الرسول صلى الله عليه وسلم وجيش المسلمين يهود بني النضير المتحصنين بحصونهم خمسة عشر يوما " من ربيع الأول من السنة الرابعة للهجرة " إلى أن استسلموا ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فأذن لهم الرسول صلى الله عليه وسلم بترك ديارهم ، حاملين معهم كل ما يملكون ، دون أن يحملوا سلاحهم .
فكانوا يخربون بيوتهم بأيديهم ليحملوا ما بالبيت من متاع أو شيء ينتفعون به .. فخلعوا أبواب البيوت وعمد الأسقف وحملوها معهم على ظهور البعير .
قال تَعَالَى: ﴿هو ٱلذي أخرج ٱلذين كفروا من أهل ٱلكتب من ديرهم لأول ٱلحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من ٱلله فأتىهم ٱلله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم ٱلرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي ٱلمؤمنين فٱعتبروا يأولي ٱلأبصر ) [ الحشر : ٢ ] .
أثناء الحصار ، وحتى يجبر المسلمون اليهود على الخروج من حصونهم والاستسلام ، قطع المسلمون نخل اليهود وحرقوه .
ولما اعترض اليهود على هذا الفعل وقالوا : إن هذا فساد في الأرض .. في حين أنكم أيها المسلمون تقولون إنكم لا تفسدون في الأرض ، ودينكم ينهى عن الفساد .
نزل قول الله تعالى: ﴿ وما أفاء ٱلله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن ٱلله يسلط رسله على من يشاء وٱلله على كل شيء قدير ﴾ [ الحشر : ٥ ] .
و معنى قول الحق سبحانه وتعالى أن هذا القطع وهذا الحرق للنخل كان بإذن الله ورضاه ، وكان إرهابا لأعداء الله وأعداء الرسول ، وكان إجبارا لهم على الخضوع والاستسلام .
بعد خروج يهود بني النضير من حصونهم توجه بعضهم إلى الشام ، في حين توجه بعضهم إلى خيبر .
وهؤلاء الذين اتجهوا إلى خيبر ، هم الذين أخذوا على عاتقهم تجميع القبائل " أو الأحزاب " لقتال المسلمين بعد ذلك .