غزوات الرسول للاطفال غزوة حنين مكتوبة للاطفال من سن 6 سنوات

غزوات الرسول للاطفال غزوة حنين مكتوبة للاطفال من سن 6 سنوات

غزوات الرسول للاطفال غزوة حنين مكتوبة للاطفال من سن 6 سنوات

غزوات الرسول للاطفال غزوة حنين مكتوبة للاطفال من سن 6 سنوات

نستكمل معكم سلسلة غزوات الرسول واليوم مع غزوة حنين وهي مكتوبة للاطفال من سن 6 سنوات نرجوا ان تنال رضاكمز

غزوة حنين

كانت غزوة حنين في شوال من العام الثامن الهجري .

ووادي حنين الذي جرت به أحداث تلك الغزوة يبعد عن مكة بضعة عشر ميلا .

بعد أن فتح الله على المسلمين وأمكنهم من فتح مكة والقضاء على أي مظهر أو وجود للشرك بها ، وبعد دخول قريش في الإسلام ، لم يعد في كل جزيرة العرب - باقيا على شركه بالله وعبادة الأوثان إلا جموع " هوازن " التي كانت تنتشر بطونهم انتشارا واسعا في نجد ، وجموع " ثقيف " التي كانت تستوطن الطائف " التي تقع في الجنوب الشرقي من مكة " وكان الرعب والفزع قد استولى على قلوب " هوازن " بعد ما سمعوا بوقوع مكة في قبضة المسلمين واستسلام قريش بعد أن أعلن زعيمها أبو سفيان إسلامه . وقالوا مثلما قال يهود خيبر من قبلهم : إن محمدا لم يلق محاربين أشداء ، وإن كانت قريش قد فرطت في أوثانها وتخلت عن زعامتها الدينية ، فنحن لن نفرط في أوثاننا أبدا وسنعلي راية هبل !

وجمعهم زعيمهم " مالك بن عوف " وقال لهم :

* سنغزوهم قبل أن يغزونا !

وتحالفت ثقيف وقبائل أخرى مع هوازن .

وكان مالك بن عوف يدرك جيدا أن هذه هي آخر محاولة يقوم بها عبدة الأوثان ضد الإسلام وضد دين التوحيد . ولذلك راح يخطط ويفكر بعمق حتى يحرز النصر على المسلمين .

فاختار للمعركة أرضا تحيط بها مرتفعات جبلية ، لها مسالك يعرفها مقاتلوه ولا يعرفها أغلب المسلمين ، ولا يجيدون القتال فيها .

وحشد خلف مقاتليه نساءهم وأطفالهم وكل ما يملكونه ، حتى يدرك المقاتل أن هزيمته ستكون فناء لأهله وماله ، وبذلك يستميت في القتال ولا يفر من ساحة المعركة تحت أي ظرف من الظروف .

واستقر مالك بن عوف بمقاتليه وأتباعه في أعالي الجبال ، بحيث يصبحون مشرفين ومسيطرين على الوادي والمسالك الضيقة أسفلهم ، والتي حتما سيمر فيها جيش المسلمين .

.. على الجانب الآخر ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد علم بأن هوازن وثقيف يحشدان حشودهما لقتال المسلمين ، فأعد جيشا كبيرا بلغ تعداده اثنى عشر ألف مجاهد ، منهم عشرة آلاف كانوا معه صلى الله عليه وسلم في فتح مكة ، وألفان من الطلقاء " أو المكيين الذين أعطاهم الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان يوم فتح مكة ".

وسار جيش المسلمين نحو وادي حنين ، حيث ساحة القتال المتوقعة .

وكان يسيطر على المسلمين قليل من الغرور ربما بسبب كثرة عددهم ، وربما بسبب انتصارهم بالأمس القريب على قريش وفتحهم لمكة دون عناء أو دون إراقة قطرة دم واحدة .

وقبل قريش ، وهذا سبب آخر للزهو والغرور .. كانت أنفاس اليهود " أعداء الإسلام " قد خمدت هي الأخرى وانتهت آخر معاقلهم في خيبر ... فماذا عسى أن تكون هوازن أو ثقيف ؟!

.. كان الزهو والغرور يتملك المسلمين ، وهم زاحفون للقاء عدوهم في وادي حنين .

قال تعالى : ﴿ لقد نصركم ٱلله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيـٔا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين . ثم أنزل ٱلله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودٗا لم تروها وعذب ٱلذين كفروا وذلك جزآء الكفرين ﴾ [ التوبة : ٢٥ - ٢٦] .

.. وبينما كان جيش المسلمين يعبر المسالك الضيقة في المرتفعات المحيطة بوادي حنين ، إذا بهم يفاجأون بالسهام ترشقهم من أعلاهم ، وبالصخور تقذف عليهم من كل جانب ، وكأنها الجراد أو المطر المنهمر من السماء .

فتفرقوا وتقهقروا بعد أن أصيب عدد كبير منهم .. ولاحت الهزيمة للمسلمين في الأفق .

وفي تلك اللحظات التي عم فيها الاضطراب ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقف في مكانه كالطود الشامخ الذي لا يتزعزع وحوله رهط من آل بيته الكريم : العباس بن عبد المطلب " عمه "، وعلي بن أبي طالب ، وأبو سفيان وربيعة ابنا الحارث بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، وأيمن ابن أم أيمن ، وأسامة ابن زيد . بالإضافة إلى أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وبعض الأنصار - رضي الله عنهم أجمعين - .

ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم جموع المسلمين تتقهقر وتنسحب من ساحة القتال ، أخذ ينادي ويصيح : " يا معشر الأنصار .. يا معشر المهاجرين ... هلموا إلي .. يا أنصار الله ... هلموا إلي .. أنا النبي لا كذب .. أنا ابن عبد المطلب ".

ثم نظر إلى عمه العباس رضي الله عنه ، الذي كان يتميز بصوته الجهوري الشديد ، وقال له : " اصرخ يا معشر الأنصار ... يا أصحاب بيعة الشجرة .. يا أصحاب بيعة الحديبية .. هلموا إلى رسول الله ".

وما هي إلا لحظات حتى أجابه المسلمون صائحين :

لبيك يا رسول الله ..

لبيك يا رسول الله ..

وتوافد المسلمون المنسحبون وأقبلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم والتفوا حوله ، ثم بدأوا من جديد هجومهم القوي على المشركين من هوازن وثقيف وتحول المسلمون من مركز الدفاع إلى مركز الهجوم وقذف الله في قلوب الأعداء الرعب ، وأظهر عليهم المسلمين ، فاكتسحوهم وجعلوهم يولون الأدبار ، تاركين وراءهم مغانم كثيرة لم يشهد مثلها المسلمون من قبل .

وفر زعيم هوازن مالك بن عوف هو وأشراف قومه ولاذوا بالطائف وتحصنوا بها مع من تحصنوا من ثقيف ، وتعقبهم جيش المسلمين ، وحاصروهم بالطائف ، وطال أمد الحصار ، واستمر بضعة وعشرين يوما .. ولم يستسلم المشركون من هوازن أو ثقيف أو حلفائهما من أهل الطائف . فاستشار الرسول صلى الله عليه وسلم بعض صحابته ، فقال له أحدهم : يا رسول الله هم كثعلب في جحر الآن ، إن أقمت عليه أخذته ، وإن تركته لن يضرك . فأذن الرسول صلى الله عليه وسلم للمسلمين بفك حصارهم والرحيل .

وفي طريق العودة قال رجل من المسلمين : يا رسول الله أدع على ثقيف .

فقال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " اللهم اهد ثقيفا وائت بهم ".

لم يشأ صلى الله عليه وسلم أن يدعو عليهم ، عسى أن يهديهم الله ويأتوا جميعا مسلمين وهذا ما تحقق بالفعل ..

واستجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء رسوله ، ولم يكد يمضي عام واحد ، حتى أصبحت هوازن وثقيف وكل من بالطائف مسلمين وموحدين بالله ..

وبذلك أصبحت الجزيرة العربية للمرة الأولى في تاريخها دولة واحدة ، ذات عقيدة واحدة .. هي عقيدة الإسلام .
تعليقات