غزوات الرسول غزوة تبوك مكتوبة للاطفال من سن 6 سنوات
اليوم مع غزوة جديدة من غزوات الرسول وغزوة اليوم هي غزوة تبوك الغزوة مكتوبة للاطفال من سن 6 سنوات.
غزوة تبوك
كانت أحداث غزوة تبوك في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة .
وكان مكانها في تبوك شمال المدينة ناحية الشام .
وقد رأينا عند حديثنا عن غزوة مؤتة ، كيف استعان الغساسنة " أو الغسانيون " بحلفائهم أو بأسيادهم الروم ، في قتالهم للمسلمين الذين لم يزد عددهم يومئذ عن ثلاثة آلاف مجاهد ، بينما كانوا هم نحو مائتي ألف ...
ورأينا كيف استشهد القادة الثلاثة الذين عينهم الرسول صلى الله عليه وسلم لقيادة جيش المسلمين ، وهم يقاتلون أعداء الله ببسالة وشجاعة منقطعة النظير : زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة - رضوان الله عليهم - .
ثم رأينا كيف قاد الجيش من بعدهم خالد بن الوليد بحنكة واقتدار ... وكيف استطاع أن يخدع الأعداء وينسحب بالجيش وينقذ المسلمين من الفناء ، بعدما رأى عدم التكافؤ الشديد بين المسلمين وبين أعدائهم في العدد " كان المسلمون ثلاثة آلاف وكان الأعداء نحو مائتي ألف ".
وظلت نفوس المسلمين بعدها تتحرق شوقا للقاء الروم " حلفاء الغساسنة " مرة أخرى والثأر منهم .
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، كان الروم - خصوصا بعد أن فتح المسلمون مكة وبعد أن هزموا هوازن وثقيف وآخر معاقل المشركين في الجزيرة العربية ، يعتبرون أنفسهم المسئولين عن مواجهة المسلمين والقضاء على الإسلام وكان ملكهم " هرقل " ما زال منتشيا بانتصاره على الفرس - الامبراطورية المنافسة لامبراطوريته - ولا يرى المسلمين إلى جانبهم شيئا يذكر .
ولذلك فقد دفع رواتب جنده لعام مقبل ، وجهزهم أفضل جهاز ليزحف بهم نحو بلاد المسلمين .
.. وعلم الرسول صلى الله عليه وسلم بما يعتزمه الروم ، وبما يخطط له قائدهم هرقل ، فأعلن الاستنفار الكامل بين المهاجرين والأنصار ، للجهاد في سبيل الله ، وبعث صلى الله عليه وسلم إلى القبائل العربية التي دخلت مؤخرا في الإسلام يستنفرها للقتال ، كما بعث إلى أهل مكة وعلى رأسهم قريش يستنفرهم للجهاد.
... ولقيت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم تجاوبا كبيرا من الجميع سواء في الحضر أو في البادية .
موقف الصحابه وتضحياتهم العظيمة :
* كذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم أغنياء المسلمين على التبرع بمالهم لتجهيز الجيش المحارب .
* فتبرع عثمان بن عفان رضى الله عنه وحده بتجهيز ثلث الجيش.
* كما أعطى أبو بكر الصديق رضي الله عنه ماله كله .
* وأعطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصف ماله .
* وتبرعت النساء بما لديهن من حلي وذهب يتزين به .
... وقد بلغ تعداد الجيش الذي تم تجهيزه لتلك الغزوة نحو ثلاثين ألفا .. ولم يتخلف عن المشاركة في الجهاد سوى المنافقين الذين اعتذروا بأعذار مختلفة . وقد أخبر الله سبحانه وتعالى ، رسوله صلى الله عليه وسلم بأن تخلفهم وعدم خروجهم للجهاد كان في صالح المسلمين .
قال تعالى : ( لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالٗا ولأوضعوا خللكم يبغونكم ٱلفتنة وفيكم سمعون لهم وٱلله عليم بٱلظلمين ) [ التوبة : ٤٧ ]
وقد سمي جيش المسلمين الذي تجهز لغزو الروم بجيش العسرة ، لأنه تكون في سنة عسيرة ، وكان الجو حينذاك شديد الحرارة .
وحظى أفراد هذا الجيش برضوان الله .
قال تعالى : ( لقد تاب ٱلله على ٱلنبي وٱلمهجرين وٱلأنصار ٱلذين ٱتبعوه في ساعة ٱلعسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريقٖ منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوفٞ رحيم ) [ التوبة : ١١٧] .
خروج جيش المسلمين إلى تبوك
وزحف جيش المسلمين في الصحراء متجها نحو " تبوك " في شمال الجزيرة العربية .
ولما وصل جيش المسلمين وعلى رأسه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى تبوك ، حيث يتوقع وجود الأعداء بها ، لم يجدوا أي أثر لأية حشود رومانية أو عربية موالية لهم ، فقد انسحبوا إلى داخل بلاد الشام ، بعدما أفزعهم زحف جيش كبير بهذا العدد نحوهم ، وفي ذلك الجو شديد الحرارة .
لقد ذاب الجيش الروماني ، كما ذاب قائده هرقل الذي كان يتصور أنه سيصول ويجول ويهزم المسلمين بكل سهولة .. ذاب هرقل ولم يظهر له أي أثر بعد ذلك .
واستشار الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه : هل يمضي قدما ويلاحق الرومان في بلاد الشام ، أم يرجع مكتفيا بما تحقق من إلقاء الفزع والرعب في قلوبهم . وكان الرأي هو الاكتفاء بما حدث والرجوع . فرجع المسلمون إلى المدينة فرحين بما أنعم الله به عليهم من نصر لم تسفك فيه أية دماء !