غزوات الرسول غزوة بني قريظة مكتوبة للاطفال في سن 6 سنوات
نتابع تقديم غزوات الرسول وغزوة اليوم بعنوان غزوة بني قريظة الغزوة مكتوبة للاطفال في عمر ست سنوات.
غزوة بني قريظة
كانت أحداث تلك الغزوة في السنة الخامسة للهجرة ... بعد غزوة الأحزاب مباشرة . وقد رأينا عند الحديث عن غزوة الأحزاب " أو غزوة الخندق " كيف لعب يهود بني النضير الذين كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد طردهم من المدينة بسبب غدرهم وخيانتهم ومحاولتهم قتله صلى الله عليه وسلم ، دورا رئيسيا في تحريض قريش وقبائل العرب وتجميعهم لقتال الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين .. ثم رأينا كيف غدر يهود بني قريظة ، الذين كانوا ما زالوا يقيمون بالمدينة ، بالمسلمين ولم يلتزموا ببنود المعاهدة التي كانت معقودة بينهم وبين المسلمين .
تلك المعاهدة التي كانت تنص على التزام المسلمين واليهود بواجب الدفاع المشترك عن المدينة عند أي اعتداء خارجي، كما تنص على وجوب التزام المسلمين واليهود بالتعايش السلمي فيما بينهما وعدم اعتداء أحدهما على الآخر داخل المدينة .
وعليه ، فقد كان من المفروض عندما أقبلت جيوش الأحزاب التي تحالفت لمحاربة المسلمين ، أن يكونوا طبقا لتلك المعاهدة إلى جانب المسلمين في حفر الخندق ، وإلى جانبهم في مواجهة الجيوش الغازية .
ولكن يهود بني قريظة لم يفعلوا شيئا من ذلك ، بل خانوا المسلمين ، وانحازوا إلى جانب الأحزاب ، على الرغم من أنهم باعتراف زعيمهم كعب بن أسد لم يروا من الرسول صلى الله عليه وسلم أو المسلمين إلا الصدق والوفاء بالعهد والوقوف بشرف عند الكلمة التي أعطوها في عهد " أوعقد " التحالف المبرم بينهم .
وهذه هي طبيعة اليهود التي لا تتغير عبر كل عصور التاريخ ؛ ولا يستغرب ذلك منهم ، فهم لم يحترموا مواثيقهم وعهودهم مع أنبيائهم ذاتهم !
.. كان لابد إذن من تصفية الحساب مع هؤلاء الخونة .. إخوان القردة والخنازير بعد ما أفاء الله سبحانه وتعالى بنصره المبين على المسلمين ورد الأحزاب على أعقابهم خائبين .
جبريل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ولأن الأمر دائما والتدبير من عند الله سبحانه وتعالى ، لذلك بينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستريح في بيته ، بعد عودته مباشرة من أمام الخندق الذي كان هو والمسلمون متمترسين خلفه في مواجهة أعدائهم من الكفار والمشركين ، إذا بجبريل عليه السلام يأتيه ويقول له :
أو قد وضعتم السلاح يا رسول الله ؟
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " نعم ".
فقال جبريل عليه السلام : إن كنتم قد وضعتم سلاحكم ، فإن الملائكة لم تضع سلاحها .
.. وكيف تضع الملائكة سلاحها ، وهناك " في المدينة " بنو قريظة الذي نقضوا عهدهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الحصار واتفقوا مع أعداء الله ورسوله على قتال المسلمين .
إن ما فعلوه هو كيد و تآمر وشر ، بيتوا النية والعزم عليه ، فكيف يتركون في حالهم ... وكيف يتركون يعيثون فسادا في المدينة ؟!!
قال جبريل عليه السلام : إن الله يأمرك يا محمد بالمسير إلى بني قريظة ، فإني عامد إليهم لأزلزل بهم الحصون .
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا يؤذن في الناس ويقول : " من كان سامعا مطيعا لله ولرسوله ، فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ".
وتحرك جيش المسلمين ومعهم الرسول صلى الله عليه وسلم نحو بني قريظة ، الذين كانوا قد سارعوا بالتحصن داخل حصونهم ، عندما علموا بزحف المسلمين نحوهم .
واستمر حصار المسلمين لهم خمسا وعشرين ليلة ، وقذف الله في قلوبهم الرعب فاستسلموا ، فأخذوا وحبسوا إلى أن يحكم فيهم الله ورسوله .
وطلب يهود بني قريظة ، وهم مستسلمون ومحبوسون ، أن يحكم فيهم ويقضي في أمرهم واحدا من الأوس " إحدى القبيلتين الكبيرتين اللتين كانتا تتقاسمان المدينة : الأوس والخزرج " كما سبق أن حكم عبد الله بن أبي بن سلول في أمر يهود بني قينقاع .
حكم سعد بن معاذ :
فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم واحدا من الأوس كان حليفا لهم قبل إسلامه وهو سعد بن معاذ رضى الله عنه ، ليحكم فيهم ... بعدما رضى اليهود به ، وهم يتصورون أنه سيكون رحيما بهم . وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحضار سعد بن معاذ رضي الله عنه الذي كان جريحا وما زال يعالج من جرح أصابه في غزوة الأحزاب .
ولما جاء سعد قال له الرسول صلى الله عليه وسلم : " أن لك يا سعد ألا تأخذك في الله لومة لائم .. احكم فيهم يا سعد ".
فقال سعد رضي الله عنه : الله ورسوله أحق بالحكم .
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " قد أمرك الله أن تحكم فيهم ".
فقال سعد رضي الله عنه : فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال ، وتغنم الأموال ، وتسبى الذراري " الأطفال " والنساء ، وتكون الديار للمهاجرين دون الأنصار .
" كان الرجال ثمانمائة ، وكانت النساء والأطفال حوالي ألف ".
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " لقد حكم فيهم بحكم الله من فوق سبع سماوات ".
وسحب اليهود الخونة مكبلين بالسلاسل ، إلى المكان الذي اختير لإعدامهم .
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يحفر خندق يقذف فيه بمن يتم إعدامه ويواري بالتراب .
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على ألا يتم التفريق بين الأم وولدها الصغير ، ولا بين الأخت وأختها حتى يبلغا .
وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على سماحة ورحمة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، مصداقا لقوله تعالى : ﴿ وَمَآ أَرۡسَلۡنَكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَلَمِينَ ﴾ [ الأنبياء : ١٠٧ ] .
وهكذا تم القضاء على يهود بني قريظة وإعدامهم جزاء لخيانتهم وغدرهم .
وبالقضاء على يهود بني قريظة ثم تطهير مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي يهودي نجس ، تمهيدا لتطهير كل جزيرة العرب من كل إخوان القردة والخنازير .