من أساليب تربية الأطفال من خلال قصة قيل لنا
قصة جديدة من أساليب تربية الأطفال وقصة اليوم بعنوان قيل لنا القصة مكتوبة.
المطر بلل ثيابي
للكذب ألوان عديدة
تحية الإسلام
الطير المجروح
الأخوة في الله
الصديق والصلاة
الفتى صالح والمغرور
فلتحاكم أمي
أمي وجلوس الطرقات
بركات بر الوالدين
حسن الجوار
المجتهد والغشاش
الطفل الطيب
قصة قيل لنا مكتوبة
وقفت المعلمة غاضبة وسط فصل الصف، بعد أن فُقد مبلغ من المال لإحدى التلميذات كان في حقيبتها المدرسية ، قالت بصوت مرتفع :
لقد فقدت صديقتكن نهاد مبلغًا من المال كان في حقيبتها ، وقد أعلنت عن فقدانه هنا في هذا الفصل ، ولا تلميذة منكن تعترف بأن المال لديها ، وصديقتكن نهاد تقول أن المبلغ كان في حقيبتها ، وهي متأكدة أنه سرق في الفصل ، وأيضا لم يأتِ أحد من خارج الفصل إلى هنا ، هل تسلمن المبلغ أم نضطر إلى تفتيش الحقائب جميعا دون استثناء ؟
تهامست بعض التلميذات فيما بينهن ، وبدأن يشيرن إلى إحدى التلميذات وتدعى وداد ، وقد عرف عن وداد الفقر ، والبؤس ، فهي من عائلة متعففة ، ولديها سبع أخوات ، أما والدها فهو رجل مريض .. أصيب بالشلل بعد سقوطه من أحد المباني العالية أثناء عمله ، كان عامل بناء بأجور يومية ، تلك الإصابة جعلت الأسرة تمر بأزمة مالية كبيرة مما اضطرت أم وداد للعمل كخادمة في أحد المنازل لتوفير قوت العائلة.
شعرت وداد بهمسات زميلاتها وكانت تتألم لذلك قالت المعلمة:
سنقوم بتفتيش الحقائب كلها.
نهضت إحدى التلميذات وقالت في صوت غليظ :
نحن متفقات أن من سرقت هي صديقتنا وداد ، فقد قيل لنا أنها كانت آخر من خرج من الفصل ، وقيل لنا أنها أيضا فقيرة وبحاجة ماسة إلى المال .
قالت وداد وقد امتلأت عيناها بالدموع الساخنة التي تساقطت فوق وجنتيها :
أنا فقيرة فعلا ، ولكني غير سارقة ، فقد تربيت على القيم والمبادئ الإسلامية ، وكان قدوتي في الحياة هو رسولنا الكريم محمد الأمين للأسف تظنون بي هكذا ، وإن بعض الظن إثم ، خُذْنَ حقيبتي ...
مدت يدها وأخرجت حقيبتها ، وبدأت تفرغ محتواها من كتب وكراسات وأقلام وأوراق يا نصيب ، أخرجت أوراق اليانصيب أوراق تحتوي على تسلسلات رقمية تباع بأسعار زهيدة أحيانا تفوز إحدى هذه الأوراق بجوائز مالية ، وأردفت وهي تبكي بألم وحسرة :
عندما أعود من المدرسة أذهب لبيع هذه الأوراق ، وقد يشتري مني أحدهم ، وقد لا يشتري ، وقد ينهرني البعض أو يطردني أو يسمعني كلمات جارحة لأني فقيرة ، الفقر ليس ذنبًا أعاقب عليه ، أو أتهم بتهم لا ترضي الله تعالى ، فالملك لله وحده ، اتقوا الله فينا .
بكت المعلمة والتلميذات ، نهضت إحدى التلميذات وتدعى ندى ، قالت في خجل والدموع ملأت عينيها:
أنا من سرق المال ، كنت أحاول أن أمزح معها ، لقد خفت ، ولم أتوقع أن يحصل هكذا ، أو أن تتهم صديقتنا وداد لأنها فقيرة ، ما ذنبها في ذلك؟ وأيضا من الخطأ أن تجلب تلميذة مبالغ كبيرة من المال معها المدرسة.
قالت المعلمة في ألم وحزن :
ليس كل ما يقال حقيقة ، صديقتكن وداد فقيرة صحيح ، ولكنها ليست سارقة ، يجب أن تعتذرن منها جميعا لأنكن ظننتن بها الظن السيئ ، أما صديقتكن ندى فعليها أن تعتذر لكن جميعا ، وأن تعدنا أن لا تكرر ذلك ، لأن السرقة ذنبًا كبيرًا نهانا الله تعالى عنه ورسولنا الكريم ، وأن تبقي الأموال في المنزل لدى أمها .
اجتمعت الصديقات ، وبدأن بضم صديقتهن وداد وتقبيلها على رأسها ، فرحت وداد كثيرا ، واعتذرت ندى على ما بدر منها واعتذرت أمام صديقاتها .
ابتسمت المعلمة في ود وقالت:
بارك الله فيكن ، وحفظكن من كل سوء .
الحديث النبوي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إِيَّاكُمْ وَالظَّنِّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ) .
رواه أبو هريرة رضى الله عنه