مع قصص القرآن للأطفال وقصة اليوم بعنوان بقرة بني إسرائيل القصة مكتوبة
بِسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين. وبعد: أبنائي الأعزاء لقد اهتم القرآن العظيم بقصص الحيوان لنأخذ منه الدروس والعبر ، حتى سمّى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعض أسماء السور المباركة بأسماء بعض الحيوانات، مثل سورة البقرة، والأنعام، والفيل، بل ليس ذلك فقط، بل سمّى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعض أسماء السور بأسماء الطيور والحشرات حتى يأخذ الإنسان الموعظة والدروس والفوائد، كذلك اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصص الحيوان في السنة المطهرة، وقد ذكر عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ في الأحاديث الصحيحة كثيرًا من المواقف العظيمة لمواقف كثيرة حدثت له مع بعض الحيوانات، وذلك فيه كثير من الفوائد العظيمة للإنسان منها التفكر في عظمة الخالق والتعلم من هذه المواقف؛ لأن هناك مواقف كثيرة كانت سببًا في إسلام وهداية كثير من الناس.
قصة بقرة بني إسرائيل مكتوبة
كان في بني إسرائيل شاب فقير ليس لديه مال ولا جاه ولا علم ولا أخلاق، وكان له عم كبير السن، وكان عنده مال كثير، وكانت له ابنة جميلة وطيبة.
وكان هذا الشاب يتمنى موت عمه لكي يرث هذا المال الكثير
ويتزوج هذه الفتاة الجميلة.
ولكن عمه عاش زمنا طويلا وكان جيد الصحة والعافية، فتعجل هذا الشاب موت عمه من أجل أن يستمتع بهذا المال.
فأخذ يدبر جريمة قتل عمه بعد أن وسوس له الشيطان وزين هذا الأمر. وفي يوم من الأيام بعد أن استحوذ الشيطان على عقله ودبر معه جريمة قتل عمه، وانطلق هذا الشاب في ليلة من الليالي وقتل عـمه وألقى بجثته أمام بيت أحد أقاربه، وجلس يبكي أمام الباب وكأنه حزين على موته.
فلما مر الناس عليه وجدوه يبكي ويتهم أهل هذا البيت بقتل عمه. فخرج أهل البيت وأنكروا هذا الاتهام، وذهب الناس إلى نبي الله موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ وأخبروه بخبر هذا الرجل المقتول لعل أن يجد لهم موسى حلا. فقام نبي الله موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ وجمع الناس وقال لهم : أسألكم بالله من الذي يعلم من قتل هذا الرجل؟ ...
فلم يرد أحد.
فقال رجل لنبي الله موسي عَلَيْهِ السَّلَامُ : يا نبي الله اسأل ربك من قتل هذا الرجل؟
فسأل موسي عَلَيْهِ السَّلَامُ ربه عَزَّ وَجَلَّ فأوحي إليه بأن يأمرهم أن يذبحوا بقرة. قال الله تَعَالَى: ﴿وَإِذۡ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦٓ إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ﴾ [البقرة : ٦٧] .
فتعجب الناس من ذلك وظنوا أنه يستهزئ بهم، فقال موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ : ﴿ قَالَ أَعُوذُ بِٱللَّهِ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ﴾ . [البقرة : ٦٧]: أي أعوذ بالله أن اّمركم بشيء لم يخبرني الله به.
ولقد كان يكفيهم أن يأتوا بأية بقرة فيذبحوها ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم.
فسألوا نبي الله موسى عن سنها، فقال لهم تكون متوسطة العمر، ثم سألوه عن لونها ؟ فأجابهم بأنها بقرة صفراء شديدة الصفرة، ثم شددوا مرة ثالثة وقالوا: ﴿ قَالُواْ ٱدۡعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلۡبَقَرَ تَشَٰبَهَ عَلَيۡنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهۡتَدُونَ) [البقرة : ٧٠].
فأخبرهم بأنها بقرة ليست مُذَلَّلَة أو مُعدَّة للحرث ولا لسقي الأرض سالمة من العيوب، ليس فيها أي لون سوى أنها خالصة الصفرة.
فلما حددها لهم بهذه الصفات : ﴿ قَالُواْ ٱلۡـَٰٔنَ جِئۡتَ بِٱلۡحَقِّۚ ﴾ . [البقرة : ٧١]
فأخذوا يبحثون عن بقرة بهذه الصفات فلم يجدوا إلا بقرة واحدة فقط فيها هذه الصفات، وكانت هذه البقرة لشاب يتيم وفقير . فأرادوا أن يشتروها منه ، فساومهم على سعرها حتى باعها لهم بوزنها ذهبًا. فأخذوا البقرة وذبحوها وأخذوا جزءا منها وضربوا به المقتول فأحياه الله وتكلم وقال : إن الذي قتلني ابن أخي طمعا في ثروتي ومالي.
فأُلقى القبض على القاتل وحرم من الميراث ونال عقوبته بسبب قتل عمه ﴿ كَذَٰلِكَ يُحۡيِ ٱللَّهُ ٱلۡمَوۡتَىٰ وَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة : ٧٣]
الدروس المستفادة
- عدم الطمع في مال الناس وحسدهم لما أعطاهم الله من نعمة.
- الحذر من خطوات الشيطان.
- القناعة بما رزقك الله من رزق.
- الكذب يؤدي بالإنسان إلى المهالك.
- المعجزة للأنبياء وليس لغيرهم لتكون دليلا على رسالتهم.
- أن بني إسرائيل آذوا موسى عَلَيْهِ السَّلَامُ كثيرًا وأتعبوه في دعوتهم بكثرة جدالهم وسؤالهم واعتراضهم.
- هذه الواقعة تدل على قدرة الله تعالى الذي أحيا هذا القتيل فهو سُبْحَانَهُ قادر على إحياء الموتى يوم القيامة.