قصص الطيور في القرآن قصة البقرة التي كلمت راكبها والذئب الذي كلم الراعي القصه مكتوبة

قصص الطيور في القرآن قصة البقرة التي كلمت راكبها والذئب الذي كلم الراعي القصه مكتوبة

قصص الطيور في القرآن قصة البقرة التي كلمت راكبها والذئب الذي كلم الراعي القصه مكتوبة
قصص الطيور في القرآن قصة البقرة التي كلمت راكبها والذئب الذي كلم الراعي القصه مكتوبة

مع قصص الطيور في القرآن وقصة اليوم بعنوان البقرة التي كلمت راكبها والذئب الذي كلم الراعي القصة مكتوبة

قصة البقرة التي كلمت راكبها والذئب الذي كلم الراعي مكتوبة

عن أبي هريرة رض الله عنه، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صلاة الصبح ، ثم أقبل على الناس، فقال: "بينا رجل يسوق بقرة إذ ركبها فضربها، فقالت: إنا لم نخلق لهذا، إنما خلقنا للحرث" فقال الناس : سبحان الله بقرة تكلم، فقال: "فإني أومن بهذا، أنا وأبو بكر، وعمر، - وما هما ثم ـ وبينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب، فذهب منها بشاة، فطلب حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب هذا: استنقذتها مني، فمن لها يوم السبع، يوم لا راعي لها غيري" فقال الناس : سبحان الله ذنب يتكلم، قال: "فإني أومن بهذا، أنا وأبو بكر، وعمر،- وما هما ثم".

حدثنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث عن بعض العجائب والغرائب التي وقعت لبعض الناس من قبلنا .. حدثنا عن رجل امتطى ظهر بقرة كما يمتطي الناس ظهور الخيل والحمير والبغال، فتباطأت به، فضربها لتسرع في سيرها، فإذا بالبقرة تلتفت إليه ، وتكلمه بكلام البشر قائلة له مستنكرة ركوبه لها مخالفا سنة الله في خلقه فيها: إنا لم نخلق لهذا، وإنما خلقنا للحرث، وكأنها تقول له: أنت ظالم لي بركوبك لي لأنك استعملتني فيما لم يخلقني الله له .... ذلك أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه.

فقال الصحابة متعجبين : سبحان الله ! بقرة تتكلم !! ولكن تعجبهم لم يكن تكذيبا للرسول، فحاشاهم أن يكذبوه، ولكنهم سمعوا منه ما هو مخالف للمألوف المشاهد المعروف.

فقال لهم مؤكدا الخبر، ومقررا إياه : إنه يؤمن بذلك، ويؤمن به أبو بكر وعمر ... ولم يكونا موجودين في ذلك اليوم معه في المسجد عندما حدث بهذا الحديث، قال ذلك عنهما في غيبتهما، لعلمه بعظيم تصديقهما لربهما، وعظيم يقينهما وإيمانهما بقدرة الله على كل شيء، ومن ذلك إقدار البقرة على الكلام.

وحدثهم عن قصة أخرى كان المتكلم فيها ذئب ... فقد عدا ذلك الذئب على غنم لأحد الرعاة، فأخذ منها شاة، وكان الراعي قويا شجاعا، فتبع الذئب واستنقذ شاته منه، فالتفت الذئب إلى الراعي مستنكرا عليه أخذ الشاة منه وقال له: ها أنت استنقذت هذه الشاة مني، فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟ وهو يشير بيوم السبع إلى واقعة تقع في مقتبل الزمان، تترك فيها الأنعام والمواشي وتهمل ، فتعيث السباع فسادا فيها، لعدم وجود من يحميها ويحرسها ... ويبدو أن ذلك يقع قرب وقوع الساعة، عند اشتداد الفتن.

وكما تعجب الناس من البقرة التي تتكلم تعجبوا أيضا من الذئب الذي تكلم، وقالوا ما قالوه أولا، ورد عليهم، بما رده عليهم في القصة الأولى.

وما استغربه الصحابة هو تكليم الحيوانات للبشر بكلام البشر، أما أن يكلم البشر الحيوان بلغته فذاك أمر آخر ... فقد كان نبي الله سليمان يفقه لغة الطير والحيوان وقد أخبرنا أن جيش سليمان عندما أتى وادي النمل ( قَالَتۡ نَمۡلَةٞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمۡلُ ٱدۡخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمۡ لَا يَحۡطِمَنَّكُمۡ سُلَيۡمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمۡ لَا يَشۡعُرُونَ . فَتَبَسَّمَ ضَاحِكٗا مِّن قَوۡلِهَا) [النمل : ۱۸ - ۱۹]

وعندما تفقد جنوده ومنهم الطيور المجندة في جيشه، لم يجد الهدهد وهو أحد جنوده المجندة، فتوعده بالذبح إن لم يأته بما يبرر به غيبته ... فلما حضر عنده، ووقف بين يديه خاطبه قائلا: ( أَحَطتُ بِمَا لَمۡ تُحِطۡ بِهِۦ وَجِئۡتُكَ مِن سَبَإِۭ بِنَبَإٖ يَقِينٍ . إِنِّي وَجَدتُّ ٱمۡرَأَةٗ تَمۡلِكُهُمۡ وَأُوتِيَتۡ مِن كُلِّ شَيۡءٖ وَلَهَا عَرۡشٌ عَظِيمٞ)  [ النمل : ٢٢ - ٢٣].   إلى آخر ما قاله لسليمان.

ومن ذلك إخبار الهدهد سليمان بأخبار ملكة سبأ وقومها و ما هم عليه من الشرك ... وتكليف سليمان له بحمل رسالة منه لملكة سبأ، وتكليفه بحمل ردها على رسالته.

و من ذلك أن بعض الحيوانات كلمت الرسول صلى الله عليه وسلم وفقة عنها ما تكلمت به .. فقد شكا جمل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أن أهله يتعبونه ويجيعونه.

أما تكليم الحيوانات للبشر بلغة البشر، فقد وقع منه ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث.

وقد روى أبو نعيم في "دلائل النبوة" ما وقع لأحد أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه "أهبان بن أوس"، فقد عدا الذئب على غنمه، فشد الذئب على الشاة، فصاح بالذئب فأقعى على ذنبه، وخاطب الراعي قائلا: من لها يوم تشغل عنها ؟ تمنعني رزقا رزقنيه الله تعالى قال: فصفقت بيدي، وقلت: والله ما رأيت شيئا أعجب من هذا ... وكان وقوع هذا بعد البعثة النبوية، فقال الذئب: أعجب من هذا ... هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين هذه النخلات يدعو إلى الله ... فأتى أهبان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره وأسلم.

وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الساعة لا تقع حتى تكلم السباع الإنس - أي: بلغتهم - وذلك كائن لإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم به.

ونحن وإن كنا نعجب من تكليم الحيوان للإنسان بلغته فإننا نؤمن به تصديقا لخبر الصادق المصدوق، وإيمانا منا بقدرة الله تعالى، وقد أخبرنا الله أن أعضاء الإنسان في يوم القيامة تكلمه وتشهد عليه: (وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمۡ لِمَ شَهِدتُّمۡ عَلَيۡنَاۖ قَالُوٓاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِيٓ أَنطَقَ كُلَّ شَيۡءٖۚ) [ فصلت : ٢١].

الدروس المستفادة

  • استحباب وعظ الناس بالوقائع الدالة على عظيم قدرة الله ، فقد جاء في هذا الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم حدث بهذا الحديث أصحابه بعد صلاة الصبح.
  • يجوز وعظ الناس بعد الصلاة.
  • بيان عظيم قدرة الله في خلقه ... فالله قادر على أن يعلم الحيوان التكلم بلسان الإنسان.
  • يجب على المسلم أن يصدق بالأخبار التي جاء القرآن بها أو صح بها السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مهما كان الخبر مستغربا.                                                                                                                        أما القصص الموضوعة والمكذوبة التي لم تصح الأحاديث بها فلا تجوز روايتها إلا لبيان كذبها وضعفها.
  • لا يجوز استعمال الحيوان في غير ما خلقه الله له ... كأن تستعمل الأغنام في الحراثة والأبقار في الركوب ونقل الأثقال ... فالله خلق كل حيوان ليقوم بمهمات تناسب خلقه وقدراته.
  • فضل أبي بكر وعمر ... فقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن عظيم إيمانهما، وقوة يقينهما، وكمال معرفتهما لعظيم سلطان الله كمال قدرته، وأنهما يصدقانه فيما أخبر به من غير تردد على الرغم من غيابهما عن صلاة الصبح ... وأغلب الظن أنهما ما غابا إلا لأنهما كانا خارج المدينة في سرية أو مهمة بعث بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها .                                                                     فقد علم من سيرتهما أنهما لا يتخلفان عن الصلاة مع الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانا في المدينة.
تعليقات