قصص الحيوان في القرآن قصة الغنم والحرث القصه مكتوبة

قصص الحيوان في القرآن قصة الغنم والحرث القصه مكتوبة

قصص الحيوان في القرآن قصة الغنم والحرث القصه مكتوبةقصص الحيوان في القرآن قصة الغنم والحرث القصه مكتوبة

مع قصص الحيوان في القرآن وقصة اليوم بعنوان الغنم والحرث القصة مكتوبة

قصة الغنم والحرث مكتوبة

وها هي قصة الغنم التي دخلت أرضا لأناس آخرين فأفسدت الزرع الذي في تلك الأرض ... فيا ترى ما الذي حدث في هذه القضية وفي تلك القصة؟

هذا ما سنعرفه الآن إن شاء الله تعالى.

قال تعالى: ﴿ وَدَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ إِذۡ يَحۡكُمَانِ فِي ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِيهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَٰهِدِينَ . فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ وَسَخَّرۡنَا مَعَ دَاوُۥدَ ٱلۡجِبَالَ يُسَبِّحۡنَ وَٱلطَّيۡرَۚ وَكُنَّا فَٰعِلِينَ ﴾ [الأنبياء : ۷۸-۷۹].
  • - آتی الله نبيه داود عليهِ السلام من نِعمه الكثير، وأخبرنا عن بعض ما آتاه في القرآن.
  • - آتاه فضلا .. قال تعالى: ﴿ وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ مِنَّا فَضۡلٗاۖ ﴾ [ سبا : ١٠ ] .
  • - وآتاه الملك والحكمة والعلم ... قال تعالى: ﴿ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا يَشَآءُۗ ﴾... [البقرة : ٢٥١].
  • - وآتاه الحكمة وفصل الخطاب ... قال تعالى: ﴿ وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ ﴾ [ ص : ٢٠].
وقد أحسن داود عليهِ السلام الاستفادة من هذه المنح الربانية، واستخدامها في تقديم الخير لقومه، وإسعادهم بتطبيق شرع الله فيهم.

وشددنا ملكه

قال تعالى: ﴿ وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ ﴾ [ ص : ٢٠].

لقد جعل الله ملكه قويا بكثرة العدد والعدد وأمده بالنصر والتأييد وجعله منصورا على أعدائه دائما حتى أن أعداءه كانوا يخافون منه في وقت الحرب بل وفي وقت السلم.

وفوق ذلك فقد أعطاه الله جل وعلا الحكمة.

أي: النبوة والكلام الطيب الذي يحض على مكارم الأخلاق والآداب .. وكذلك آتاه فصل الخطاب فكان يستطيع أن يميز بين الحق والباطل ولذلك كان يقضي بين الناس ويحكم بينهم بالعدل ﴿ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ ﴾ [ ص : ٢٠].

وهذه شهادة من الله لنبيه داود عليهِ السلام بموهبته في الحكم والقضاء، حيث كان يحكم بين الناس بشرع الله ، ويقضي بين المتخاصمين والمتنازعين بالحكمة التي آتاه الله إياها.

وكانت أحكام داود وأقضيته عليهِ السلام صائبة صحيحة .. كيف لا وهو النبي المؤيد من الله، المعصوم بعصمة الله له ...

وكانت أحكامه وأقضيته تؤدي إلى فصل الخطاب وقطع الخلاف و إنهاء النزاع.

وكان يساعده في أقضيته وأحكامه ابنه سليمان صلى الله عليه وسلم الذي آتاه الله الحكمة والعلم أيضا، فأضاف حكمته إلى حكمة أبيه، وعلمه إلى علمه ... وإذا دعت الحاجة إلى الاستدراك على أبيه في حكمه كان يفعل، وكان أبوه يتقبل ذلك برضا، ويمضي حكم ابنه وقضاءه.

فكان داود عليهِ السلام يخصص بعض وقته للتصرف في شئون الملك، وللقضاء بين الناس. ويخصص البعض الآخر للخلوة والعبادة وترتيل أناشيده تسبيحا لله في المحراب ... وكان إذا دخل المحراب للعبادة والخلوة لم يدخل إليه أحد حتى يخرج هو إلى الناس.

 وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث

لقد كان داود عليهِ السلام يجلس بين الناس فيذكرهم بالله جل وعلا،

ويحل لهم مشاكلهم، ويقضي بينهم في الخصومات التي تحدث بينهم.

وذات يوم كان يجلس في مجلسه وجاءه بعض الناس ليحكم بينهم في خصومة حدثت بينهم .. فتعالوا بنا لنرى كيف قضى فيها نبي الله داود عليهِ السلام ، ثم قضى فيها ابنه سليمان عليهِ السلام بحكم آخر فوافق داود على حكمه.

فتعالوا بنا لنعرف هذه القصة:

أقبلت غنم ليلا على مزرعة ولم يكن معها راعيها فأفسدت الزرع ، وأتت عليه، فاحتكم أصحاب المزرعة إلى داود قائلين: يا نبي الله ! إنا حرثنا أرضنا وزرعناها وتعهدناها حتى إذا أن أوان حصادها جاءت غنم هؤلاء القوم ليلا فانتشرت في وزرعنا وأكلته حتى لم يبق منه شيء، فقال داود لأصحاب الغنم : أحقا ما يقول هؤلاء؟ قالوا: نعم، فقال لأصحاب المزرعة كم تقدرون ثمنا لزرعكم ؟ فذكر وا له الثمن، فقال لأصحاب الغنم: كم تقدرون ثمنا لأغنامكم ؟ فقدروه بثمن ما ... فلما رأى داود الثمنين متقاربين قال لأصحاب الغنم: ادفعوا أغنامكم إلى أصحاب المزرعة تعويضا لهم عن زرعهم.

ولكن ابنه سليمان كان حاضرا يشهد هذه المحاكمة فابتدر أباه قائلا: لي رأى في هذه القضية، وهو أن يدفع أصحاب الغنم أغنامهم إلى أصحاب المزرعة فينتفع هؤلاء بأصوافها وألبانها ونتاجها، وأن يأخذ أصحاب الغنم المزرعة فيحرثوها ويزرعوها ويسقوها ويتعهدوها حتى يستوى الزرع، فإذا حان وقت حصاده سلموا المزرعة إلى أصحابها وتسلموا منهم أغنامهم ... فرضى الجميع بهذا الحكم، وقال :داود وفقت يا بني بهذا الحكم، وحكم بما أفتى به سليمان.

وهذا ما أشار إليه القرآن: ﴿ وَدَاوُۥدَ وَسُلَيۡمَٰنَ إِذۡ يَحۡكُمَانِ فِي ٱلۡحَرۡثِ إِذۡ نَفَشَتۡ فِيهِ غَنَمُ ٱلۡقَوۡمِ وَكُنَّا لِحُكۡمِهِمۡ شَٰهِدِينَ. فَفَهَّمۡنَٰهَا سُلَيۡمَٰنَۚ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ ﴾ [الأنبياء : ٧٨ - ٧٩]

أي أن داود عنده حكم وعلم من الله، وسليمان عنده حكم وعلم من الله .. فحكم داود في القضية بما آتاه الله من حكم وعِلمٍ، ثم حكم فيها سليمان بما آتاه الله من حكم وعلم، فجاء حكم داود فيها صوابا ، لكن كان حكم سليمان أكثر صوابا.

فالآية لم تخطئ داود في حكمه، وإنما أثنت عليه لما عنده من حكم وعلم ... وهذا معناه أن حكمه كان صحيحا وليس خطأ.

إذا لم يخطئ داود في حكمه في القضية عليهِ السلام، لأنه معصوم من الله ، وكان حكمه وقضاؤه صوابا وصحيحا.

ولكن حكمه كان خلاف الأولى ... ففهم الله سليمان القضية، وأرشده إلى الحكم الأولى والأفضل والأصوب.

ولهذا أثنى الله على كل من داود وسليمان بقوله: ﴿ وَكُلًّا ءَاتَيۡنَا حُكۡمٗا وَعِلۡمٗاۚ ﴾ [الأنبياء : ٧٩].

ووجود سليمان مع داود في حكمه وقضائه، يعينه ويؤيده، ويستدرك عليه عند الضرورة ، مظهر آخر من مظاهر توفيق الله لداود وتيسير أمره، وتشديد ملكه: ﴿ وَشَدَدۡنَا مُلۡكَهُۥ وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡحِكۡمَةَ وَفَصۡلَ ٱلۡخِطَابِ ﴾ [ ص : ٢٠].

فقد جمع الله علم وحكمة وفهم سليمان إلى علم وحكمة داود عليهِ السلام، وتعاونا على الحكم بالعدل والصواب...

الدروس المستفادة من القصة

  • أن النصر ليس بكثرة العدد والعتاد وإنما بقوة الإيمان والعقيدة.. ومن ثم فإن النصر من عند الله وحده جل وعلا.
  • من عاش على طاعة الله فإن الله يحبه ويلقى محبته في الكون كله.. فقد رأينا كيف كان الكون كله يحب داود عليهِ السلام .
  •  أن العبد لابد أن يستعمل نعم الله عليه في كل ما ينفعه في دينه ودنياه .. وقد رأينا كيف كان داود عليهِ السلام يبذل كل جهده في الصيام والقيام والتسبيح وصناعة الدروع وغير ذلك مما ينفعه في دينه ودنياه.
  •  أن القاضي لا ينبغي أن يحكم بين اثنين إلا إذا استمع لهما حتى يستطيع أن يحكم بالعدل دون ميل إلى الآخر.
  • عليك أن تقبل الحق والنصح من أي إنسان ولو كان أصغر منك سنا فقد قبل داود حكم سليمان رغم صغر سنه عليهِما السلام . 
  • المسلم لابد أن يكون غيورا على نسائه كما كان داود عليهِ السلام غيورا على نسائه.
  • أن الله يكرم العبد الصالح عند موته فقد رأينا كيف ظللت الطير فوق داود عليهِ السلام عند موته حتى لا تؤذيه الشمس.
تعليقات