قصص القرآن الكريم قصة كبش إسماعيل عليه السلام القصه مكتوبة

قصص القرآن الكريم قصة كبش إسماعيل عليه السلام القصه مكتوبة

قصص القرآن الكريم قصة كبش إسماعيل عليه السلام القصه مكتوبةقصص القرآن الكريم قصة كبش إسماعيل عليه السلام القصه مكتوبة

مع قصص القرآن الكريم وقصة اليوم بعنوان كبش إسماعيل عليه السلام القصة مكتوبة

قصة كبش إسماعيل عليه السلام مكتوبة

لما بعث الله عز وجل خليله إبراهيم عليه السلام ليدعــو الناس إلى الإسلام والإيمان والحنيفية السمحة لم يؤمن معه سوى زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام ... ومع ذلك ظل إبراهيم يدعو الناس من حوله ولم يفتر لحظة واحدة عن واجب الدعوة إلى الله وصبر على الأذى والابتلاء .. وعندما تأكد من إعراض قومه عن دعوته هاجر من بلاد بابل بالعراق إلى بلاد الشام، وظل يدعو الناس من حوله إلى الإيمان والتوحيد.

هجرته عليه السلام إلى أرض مصر

لقد استمر إبراهيم عليه السلام في دعوته المباركة .. فلما وجد قلوب القوم مغلقة لا تستقبل الخير ولا تريد أن تقبل على الله جل وعلا قرر إبراهيم عليه السلام الهجرة إلى أرض مصر لعله يجد قلوبا تستجيب لدعوته وترجع إلى الخالق جل وعلا.

خرج إبراهيم عليه السلام ومعه زوجته سارة وكانت من أجمل نساء الأرض فلما وصلا إلى مصر وصلت الأخبار إلى ملك مصر أن رجلا وصل إلى مصر ومعه امرأة هي أجمل نساء أهل الأرض فطمع الملك أن يفوز بها لنفسه وكان هذا الملك الظالم قد وضع قانونا لنفسه وهو أنه يجوز له أن يأخذ المرأة من زوجها ويقتل زوجها ولكن لا يجوز له أن يأخذ المرأة من أخيها أو أبيها.

فجاء الوحي إلى إبراهيم عليه السلام يخبره بذلك .. فقال لسارة: إن سألك الملك فقولي له أنك أختي فما على هذه الأرض مؤمن غيري وغيرك.

وأرسل الملك جنوده ليأتوا إليه بسارة وأمرهم أن يسألوا إبراهيم عليه السلام عنها فإن كان زوجها فاقتلوه .. فلما سألوا إبراهيم قال لهم: إنها أختي ... وكان يقصد بذلك أنها أخته في الإسلام لأنه لم يكن هناك أزواج على الإسلام في الأرض كلها إلا إبراهيم وسارة.

لما عرفت السيدة سارة أن ملك مصر فاجر ويريدها له أخذت تدعو الله قائلة : اللهم إن كنت تعلم أني آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط على الكافر.

فلما أدخلها الجنود عليه وانصرفوا قام هذا الملك الظالم يريد أن يلمسها فأصيبت يده بالشلل وتجمدت في مكانها فأخذ يصرخ وسمع الجنود صوت صراخه وجاءوا لينقذوه لكنهم لم يستطيعوا أن يفعلوا أي شيء.

هنا خافت سارة من الجنود أن يقتلوها بسبب ما فعلته بالملك فقالت: يا رب أذهب عنه الشلل حتى لا يقتلوني بسببه .. فاستجاب الله لدعائها.

لكن مع ذلك لم يتب هذا الملك الظالم ويعتبر بما حدث له فقام وهجم عليها مرة أخرى فأصيبت يده بالشلل .. فقال لها الملك: فكيني ولن أقترب منك .. فدعت له ففكه الله جل وعلا.

ولكن الملك عاد للمرة الثالثة فأصيبت يده بالشلل فقال لها الملك فكيني وسوف أطلق سراحك وأكرمك.

فدعت الله عز وجل ففكه.

فصرخ الملك في جنوده وأعوانه وقال لهم: أبعدوها عني فإنكم لم تأتوني بإنسان بل أتيتموني بشيطان.

فأطلقها وأعطاها أمة اسمها هاجر .. فعادت سارة إلى زوجها إبراهيم عليه السلام سالمة غانمة.

العودة إلى أرض فلسطين

وعاد إبراهيم عليه السلام وزوجه سارة - ومعهما هاجر – إلى أرض فلسطين واستقروا جميعا في بيت المقدس .. تلك الأرض التي بارك الله حولها.

لقد استقر إبراهيم - كما أسلفنا - في أرض فلسطين واشتاق بعد هذا العمر الطويل إلى أن يرزقه الله ولدا صالحا.

عاد إبراهيم عليه السلام من مصر إلى فلسطين، وعادت معه سارة في صحبتها هاجر المصرية تخدمها، وتخدم زوجها خليل الرحمن.

كانت سارة تنظر إلى نفسها وإلى زوجها نظرة إشفاق .. كانت تحدث نفسها قائلة: ليت لنا ولدا تقر به أعيننا .

وكانت سارة لا تلد ، فلما رأت سارة ذلك أحبت أن تعرض هاجر على إبراهيم، فكان يمنعها غيرتها .

ويبدو أن سارة في لحظة من لحظات الصفاء الروحي آثرت زوجها على نفسها، وتمنت أن يكون له ولد، فهي تدرك أنها عاقر لا تنجب .. تلك مشيئة الله، إنه على حكيم..

وفي سبحات روحية تذكرت هاجر .. تلك المرأة المصرية التي تعيش معهما، وقد آمنت بدعوة إبراهيم، وأسلمت وجهها الله فاطر السموات والأرض.

وفي لحظة صفاء إيماني، قالت سارة لإبراهيم وقد شرح الله صدرها لتلك الفكرة يا خليل الرحمن، هذه هاجر، أهبها لك عسى أن يرزقنا الله منها ذرية.

ولادة إسماعيل عليه السلام

تذكر إبراهيم عليه السلام ما وعده ربه أن يهب له ذرية طيبة، وكان وعد الله مأتيا...

وافق إبراهيم عليه السلام على الزواج من هاجر .. وتحقق الوعد الإلهي الحق .. وحملت هاجر...

اقترب موعد ولادتها .. فولدت غلاما سويا زكيا .. أسموه إسماعيل.

وهنا تحركت الغيرة في قلب سارة وظنت أن هاجر وابنها إسماعيل سيحتلان المكانة الكبرى في قلب خليل الله إبراهيم عليه السلام.. وأنها ستفقد مكانتها في قلبه عاجلا أو آجلا...

فما كان منها إلا أن طلبت من إبراهيم عليه السلام أن يأخذ هاجر وابنها إسماعيل إلى مكان بعيد.

أوحي الله عز وجل إلى إبراهيم عليه السلام أن خذ هاجر وابنها إسماعيل، واخرج إلى الأرض المباركة ... تلك البقعة التي أراد الله أن يبارك فيها للعالمين "مكة"، أم القرى...

أمره الله تعالى أن ينقلها إلى مكة، وأتي بالبراق، فركب عليه هو وهاجر والطفل.

نزل خليل الرحمن وهاجر وإسماعيل بواد غير ذي زرع، ....

لا ماء ولا شجر، ولا ظل ولا حياة.

نظر إبراهيم عليه السلام إلى زوجه هاجر وابنه إسماعيل نظرة فيها معاني الرأفة كلها .. ولكنه راجع من حيث أتي ... إنه أمر الله فلا راد لحكمه.

ثم رجع إبراهيم إلى أهله، فاتبعته أم إسماعيل ونادته من ورائه:

يا إبراهيم إلى من تتركنا؟

قال: إلى الله.

قالت : رضيت بالله.

وهكذا كان قلبها قد امتلأ ثقة ويقينا وتوكلا على الله عز وجل.

فهي تعلم أن الله لا يضيع من استجاب لأمره وعاش على طاعته.

دعوة مباركة

فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهؤلاء الكلمات ورفع يديه فقال : ﴿ ربنآ إنيٓ أسۡكنت من ذريتي بواد غيۡر ذي زرۡع عند بيۡتك ٱلۡمحرم ربنا ليقيموا ٱلصلوٰة فٱجۡعلۡ أفۡـٔدةٗ من ٱلناس تهۡويٓ إليۡهمۡ وٱرۡزقۡهم من ٱلثمرٰت لعلهمۡ يشۡكرون  [ ابراهيم : ٣٧].

امتثال لقضاء الله جل وعلا

لقد امتثلت هاجر للقضاء المحتوم، وتحلت بالصبر الجميل، ومكثت تأكل من الزاد، وتشرب من الماء، حتى نفدا؛ فخوى بطنها، واحتملت ذلك صابرة، ولم تلبث أن جف ثديها، وأصبحت لا تجد لبنا ترضعه الطفل.

حاولت أن تجد لها من مأزقها مخرجا، فتركته مكانه، وسارت هائمة على وجهها، تعدو وتهرول، وقد أحزنها بكاؤه ونحيبه، وأخذت تبحث عن الماء، وتفتش له عن غذاء.

وجدت الصفا أقرب مرتفع من الأرض إليها، والمرء عندما يريد أن يستكشف ما حوله، يرقى على مرتفع عــال، ليرى أكبر مساحة يمكنه البحث فيها والنظر إليها.

رقت الصفا و نظرت بإمعان، فلم تجد أحدا، فانحدرت إلى الوادي ميممة وجهها نحو الجبل الآخر القريب، وهو المروة فصعدت عليه، ونظرت كما نظرت من الصفا فلم تجد من ينجدها، ولا من يغيثها، وهكذا بقيت تتردد بين الصفا والمروة حتى أتمت سبعا، وكانت في أثناء تردادها بينهما تمر بطفلها تطمئن عليه، وتستطلع أحواله ، ثم تعود لتتابع التردد والنظر، وكان هذا السعي أول سعي بين الصفا والمروة، وقد أصبح هذا السعي الذي ابتدأته هاجر معلما من معالم الحج والعمرة: ﴿ إن ٱلصفا وٱلۡمرۡوة من شعآئر ٱللهۖ فمنۡ حج ٱلۡبيۡت أو ٱعۡتمر فلا جناح عليۡه أن يطوف بهماۚ ﴾ [البقرة : ١٥٨].

عادت هاجر بعد المرة السابعة وهي مجهدة متعبة تلهث، و جلست بجوار ابنها الذي كان صوته قد بح من البكاء والعطش، أصابها الإعياء من الجهد، وأصاب ولدها مثله من البكاء.

وهنا ... وفي هذه اللحظة اليائسة أدركتها رحمة الله عز وجل الرحيم بكل شيء، وأرسل لها جبريل عليه السلام فبحث بعقبه أو بجناحه عند موضع قدم إسماعيل فانفجرت بئر زمزم، وفار الماء من البئر، راحت الأم تغرف بيدها وتشرب وهي تشكر الله،وشربت وسقت طفلها.

وأتم الله النعمة على إسماعيل وأمه

لقد أتم الله على إسماعيل وأمه النعمة، فساق إليهم من يساكنهم في ديارهم، فيأنسون به، وتزول بذلك عنهم الوحشة، فقد مر قريبا منهم رفقة من قبيلة جرهم، فنزلوا أسفل مكة، فرأوا طيورا تحوم في الفضاء، وكانوا يعلمون أن مثل هذا الحومان لا يكون من الطير إلا حيث يوجد ماء.

قطعوا الشك باليقين فأرسلوا من يأتيهم بالخبر، فعاد إليهم الرسول يخبرهم بما رأى، فانطلقوا إلى حيث أم إسماعيل، ورأوا بأعينهم الخير المتدفق من الصخر ، فأعجبهم ذلك، واستأذنوا أم إسماعيل في الإقامة معها، فأذنت لهم، واشترطت عليهم أنه لا حق لهم في الماء ... ولكن أصل العين لها ولابنها، فأرسلوا إلى أهليهم، وسكنوا بجوارها .

الذبيح

لما ترك إبراهيم عليه السلام زوجه هاجر وابنها إسماعيل .. عاد إلى زوجته سارة في فلسطين ... وكان يزور هاجر وإسماعيل من حين لآخر حتى يطمئن عليهما.

ومرت الأعوام تلو الأعوام وشب إسماعيل عليه السلام وبلغ مبلغ الشباب فكان له من العمر ثلاث عشرة سنة فاكتمل نموه وظهرت على محياه معالم الرجولة والفتوة ففرح به أبوه إبراهيم عليه السلام فقد أصبح الآن يرافقه ويأنس برؤيته .. وازداد تعلقه ومحبته لابنه إسماعيل وازداد شوقه وحنينه لرؤيته.

وذات يوم نام إبراهيم عليه السلام فرأى في المنام أنه يذبح إسماعيل .. و"رؤيا الأنبياء حق".

أدرك إبراهيم عليه السلام أنها إشارة من ربه للتضحية .. فماذا ؟ إنه لا يتردد .. ولا يخطر له إلا خاطر الإيمان والتسليم..

لم يسأل: لماذا يأمرني ربي بذبح ابني الوحيد ؟! ولم تراوده الظنون .. لقد تغلب - بفضل الله - على جميع الوساوس.

عرض إبراهيم رؤياه على إسماعيل ....﴿ قَالَ يَٰبُنَيَّ إِنِّيٓ أَرَىٰ فِي ٱلۡمَنَامِ أَنِّيٓ أَذۡبَحُكَ فَٱنظُرۡ مَاذَا تَرَىٰۚ  [الصافات : ١٠٢].

فما كان من إسماعيل عليه السلام إلا أن استسلم لأمر الله جل وعلا..

فقد كان صادق الوعد شديد الإيمان ثابت العزم واليقين، فقال لأبيه : ﴿ يَٰٓأَبَتِ ٱفۡعَلۡ مَا تُؤۡمَرُۖ سَتَجِدُنِيٓ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴾ [الصافات : ١٠٢].

وذهب إبراهيم عليه السلام وأحضر سكينا ليذبح ولده الوحيد ... وبينما هو في الطريق إذ لقيه إبليس في هيئة رجل فقال له: إلى أين أنت ذاهب أيها الشيخ ؟

قال إبراهيم: ذاهب إلى هذا الوادي لأذبح ولدي.

فقال إبليس : لعل الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذلك .. وهل هناك أحد يذبح ولده بسبب حلم رآه.

فعرفه إبراهيم عليه السلام وقال : إليك عني يا عدو الله .... ومد يده إلى الأرض وتناول حجرا ورماه به .. وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات.

وبعد أن انتصر إبراهيم عليه السلام على إبليس أخذ ولده ليذبحه وينفذ ما أمره الله به .. وهنا أحس إبراهيم عليه السلام بعاطفة الأبوة.

فهو أب قبل أي شيء .. ثم إنه سيذبح ولده الذي تمناه طوال عمره.

فقال إسماعيل لأبيه : يا أبت إن أردت ذبحي، فاشدد رباطي، واجعلني على وجهي حتى لا تنظر إلى فلا تطيع أمر الله، واخلع قميصي هذا حتى تكفني فيه.

فقال إبراهيم: نعم العون أنت يا ولدي على أمر الله.

وشحذ "إبراهيم" سكينه التي سيذبح بها ولده وثمرة فؤاده فلما رفع إبراهيم السكين وأهوى بها إلى رقبة ابنه جاء النداء العلوي من السماء ﴿ يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡيَآۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ . إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡبَلَٰٓؤُاْ ٱلۡمُبِينُ  [الصافات : ١٠٤ - ١٠٦].

والتفت إبراهيم فوجد كبشا أبيض أقرن، قد بعثه الله فداء لـ"إسماعيل".

كان الابتلاء قد تم . والامتحان قد وقع. ونتائجه قد ظهرت وغاياته قد تحققت. ولم يعد إلا الألم البدني، وإلا الدم المسفوح.

والجسد الذبيح ... والله لا يريد أن يعذب عباده بالابتلاء. ولا يريد دماءهم وأجسادهم في شيء.

فعند ذلك نودي من قبل الله عز وجل: ﴿ أَن يَٰٓإِبۡرَٰهِيمُ . قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡيَآۚ  [الصافات : ١٠٤ - ١٠٥]. أي: قد حصل المقصود من اختبارك وطاعتك، ومبادرتك إلى أمر ربك.

ومن أجل ذلك فلقد فدى الله سيدنا إسماعيل عليه السلام بكبش كبير رعى في الجنة أربعين سنة .. فأخذه إبراهيم عليه السلام وذبحه بدلا من ولده.

وصار هذا اليوم عيدا للمسلمين يذبحون فيه الذبائح قدوة بخليل الله إبراهيم عليه السلام .

﴿ وَفَدَيۡنَٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِيمٖ . وَتَرَكۡنَا عَلَيۡهِ فِي ٱلۡأٓخِرِينَ . سَلَٰمٌ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ  [الصافات : ۱۰۷ - ۱۰۹]

لقد أسلم إبراهيم عليه السلام أمره إلى الله تعالى في تنفيذ أشق وأصعب أمر على والد لم يرزق من البنين سوى واحد؛ وبعد طول انتظار. وأسلم إسماعيل عليه السلام أمره إلى الله في الخضوع لمشيئة الباري في تحقيق الإرادة الربانية؛ والتضحية بالروح، وهي أغلى ما يملك الإنسان، دون تردد أو خوف.

لهذا سمي أحفاد "إبراهيم"، و"إسماعيل" بالمسلمين؛ أي الذين يسلمون أمورهم كلها إلى الله تعالى ... وهذا الدين – كما ترى - هو دين الله في الأمم السابقة واللاحقة.

وعاد" إبراهيم"، و"إسماعيل" إلى البيت بنفس راضية وهمة عالية، وأخبر "إبراهيم" زوجته "هاجر" بما حدث، فدمعت عيناها خشية ومحبة وشكرا الله عز وجل.

الدروس المستفادة

تعليقات