قصص اطفال مصورة للقراءة pdf من قصة بقعة نسيها الزمان القصه مكتوبة ومصورة و pdf
مع قصص اطفال مصورة للقراءة pdf وقصة اليوم بعنوان بقعة نسيها الزمان القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع.قصة بقعة نسيها الزمان مكتوبة
عاشت ريم في قرية نائية لم يسمع بها أحد اسمها "ذاكرة السمكة" في بقعة نسيها الزمان.
كانت ريم فضولية، أكثر فضولا من القط تريد أن تعرف كل شيء.
قرأت ريم كل الكتب التي في منزلها، وعندما فرغت قرأت كل الكتب التي في مدرستها، وعندما فرغت قرأت كل الكتب التي في المكتبة العامة لكن لم يكن هناك عدد كاف من الكتب في قرية "ذاكرة السمكة" الصغيرة لإشباع فضولها إلى أن...
ركبت ريم العربة بصحبة أبيها في نهاية الأسبوع كما اعتادت إلى مدينة "بطن الفيل" المجاورة لهم لبيع محصولهم وبينما هي جالسة خلف صناديق الطماطم والخيار.
جاء رجل غريب الشكل، بشرته بيضاء كالدقيق أنفه ووجنتاه حمر كالطماطم، عيناه زرقاوان بزرقة السماء وشعره أبيض كالحليب، نظر إلى الطماطم وقال: "هاو ماتش فور ذا توماتوز؟".
رفعت ريم كتفيها حتى غاص رأسها بينهما، فهي لم تفهم ما قاله رفع إصبعه وطلب منها الانتظار، ودس يده في جيبه وأخرج جهارا صغيرا غريبا ضغط عليه بضع ضغطات ثم قال بكلمات مكسورة: "كم سئر التماتم؟".
رفعت ريم حاجبيها واتسعت عيناها ... كيف تعلم الرجل الكلمات من نظرة واحدة في جهازه؟
ابتسم الرجل وأشار إلى جواله وقال : "هنا... يوجد ... كاموس .... وكتب ... كثيرة".
لملمت ريم بقايا الخضار في نهاية اليوم، بينما تربعت فكرة واحدة في رأسها؛ ذلك الجهاز العجيب ذو القاموس والكتب الكثيرة، حتى وقع نظرها على إعلان بطن صندوق الخيار الفارغ.
صورة لنفس ذلك الجهاز الصغير، كتب تحتها بالخط العريض: عرض محدود حتى نهاية الشهر المقبل، هاتف ذكي يتيح لك الوصول إلى معارف العالم أجمع عبر (الإنترنت) بمئة جنيه فقط".
في طريق العودة، وضعت ريم الإعلان أمام أبيها وسألته بحماسة: "هل نشتريه؟".
فأجابها: "كل ما ادخرناه سننفقه على إصلاح السقف الشتاء قريب".
لن يستطيع أبوها المساعدة، لكن، لا بد أن تجد حلا.
في صباح اليوم التالي، ذهبت ريم عند جارهم محمود، قالت له : "سأرعى خرافك وتدفع لي، محمود يمقت رعي الخراف، فوافق فورا.
صحبت ريم الخراف إلى المرعى وجلست تراقبهم وكي لا تمل أخرجت كتابا تقرؤه لكنها غاصت في الكتاب ولم تنتبه للخراف وهي تتفرق كل في إتجاه، يا للمصيبة!
جاء محمود عند الغروب ليطمئن على خرافه، فلم يجد سوى خروفين اثنين فاحمرت وجنتاه ورمقها بنظرة غاضبة ولأنهما أمضيا طيلة المساء في جمع الخراف المتفرقة، رفض أن يدفع لها فلسا أحمر.
بقي خمسة أسابيع على العرض شمرت ريم عن ساعديها وقررت أن تزرع خضارا سريعة النمو فزرعت الفجل والبصل والخس، هل سينمو في الوقت المناسب؟
وبعد شهر من الحراثة والبذر والحفر والسقاية وقفت ريم تراقب محصولها الوفير، جمعته وحملته معها إلى مدينة "بطن الفيل"، وكلها حماسة.
نادت ريم على الزبائن، وباعت الخضار وجمعت النقود لم يتبق سوى فجلتين التصقتا ببعضهما سألها رجل كهل عن سر التصاقهما.
لمعت عينا ريم، وقالت: "أم الفجلتين راحت عند خالتهما ولم تعد.
أبوهما راح ليتزوج من فجلة جميلة عروقها خضر طويلة فانشغل بها ولم يعد هو الآخر، ومن يومها قررت الفجلتان ألا تفترقا".
ضحك الكهل وأعطاها جنيها للفجل، وخمسة جنيهات مقابل القصة الممتعة.
في طريق العودة، ملأت الدموع وجه ريم حين اكتشفت أنها لم تجن سوى خمسين جنيها داعبها أبوها قائلا: "أنا ألوم الفجل ألم تسمعي بالمثل الذي يقول: أرخص من الفجل؟"، فانفجر الإثنان بالضحك.
لم يتبق سوى أسبوع واحد، ولم تجن ريم سوى نصف المبلغ ولن يتسع الوقت لزراعة محصول آخر، فماذا يمكن أن تفعل؟ تذكرت ريم، قصة الكهل والفجلات الصغيرة، فخطرت لها فكرة.
بعد انتهاء المدرسة في اليوم التالي أحضرت كرسيا في منتصف الساحة ووقفت عليه وأعلنت بأعلى صوتها: "سأروي لكم القصص كل يوم بعد المدرسة ومن يريد أن يستمع إليها، عليه أن يدفع نصف جنيه".
في اليوم الأول، ساد الهدوء، ولم يحضر سوى سلوى وفدوى ومروة صديقاتها... وفي اليوم الثاني أيضا، ساد الهدوء... وكذلك في اليوم الثالث... حتى... لم يتبق سوى ثلاثة أيام، انتشرت أخبار قصصها الرائعة بسرعة أكبر من سرعة الضوء وفي اليوم الرابع تدافع الناس بالعشرات كبارا وصغارا، من قريتها والقرى المجاورة ليستمعوا لقصصها.
في نهاية ذلك الأسبوع، ذهبت ريم مع أبيها إلى مدينة "بطن الفيل" ناولت البائع مئة جنيه بعد أن عدتها جيدا، واشترت الهاتف الذي الذي أصبح رفيقها الدائم، لكن هل عرفت ريم كل شيء؟!
ربما لم تعرف ريم كل شيء إلا أنها تعرف الآن كيف تبحث وتجد الإجابات عن أسئلتها التي لا تنتهي..
قصة بقعة نسيها الزمان مصورة
