قصة ليلى والذئب قصص خيالية مصوره و مكتوبه و pdf
اليوم مع قصة جديدة بعنوان ليلى والذئب وهي من قصص خيالية مصوره و مكتوبه و pdf.
قصة ليلى و الذئب مكتوبة
في إحدى الغابات الصغيرة كانت تعيش فتاة صغيرة تسمى « ليلى ». وكان أهل الغابة يطلقون على ليلى هذه الفتاة الصغيرة اسم : « ذات الرداء الأحمر ».
وذلك بسبب ارتدائها لرداء من الصوف الأحمر قد شغلته أمها لها ، فكانت ليلى تحب هذا الرداء ، ولا تخلعه أبدا .
وذات يوم أرسلتها أمها لزيارة جدتها المريضة التي تعيش في الطرف الآخر من الغابة ، وملأت لها سلة القش بشتى أنواع الفاكهة ، والطعام اللذيذ .
وقالت لها : هيا يا حبيبة قلبي ، خذي سلة الطعام هذه إلى جدتك المريضة ، ولكن إياك أن تتحدثي مع الغرباء .
كان الجو ربيعيا رائعا ، والطيور تزقزق ، وتشدو بأعذب الألحان ، فأخذت ليلى تخطو فوق العشب برشاقة مثل فراشة صغيرة ملونة ، وأخذت تشارك العصافير بغنائها العذب .
سمعها الذئب الشرير ، وفاجأها بوقوفه أمامها يلقي عليها التحية مظهرا البراءة والطيب ، فنسيت الطفلة البريئة نصيحة أمها وتحذيرها لها بعدم التحدث مع الغرباء وأخذت تتحدث معه ، وأخذ هو يخبرها عن أخبار الغابة .
وبعد قليل صرخت ليلى :
_ أوه ! .. أعتذر منك ، فأنا في عجلة من أمري .
_ ولم العجلة يا صغيرتي ؟
_ لقد حملتني والدتي سلة القش هذه وما فيها من طعام لأخذها إلى جدتي المسنة التي ترقد على فراش المرض .
_ وأين تعيش الجدة أيتها الصغيرة ؟
_ تعيش في كوخ من الطرف الآخر من الغابة .
_ حسنا .. حسنا ، انطلقي إليها ، ولترافقك السلامة .
وما إن تابعت ليلى سيرها حتى فكر الذئب الشرير في حيلة ماكرة ، حيث ركض من الجهة الأخرى ، وسبقها إلى كوخ الجدة ، فطرق الباب مقلدا صوت ذات الرداء الأحمر . وعندما فتحت الجدة له الباب هجم عليها ، وابتلعها بلقمة واحدة ، إذ كانت معدته خاوية من الجوع .
ثم فتح الخزانة ، ولبس ملابسها ، وغطى رأسه بقبعتها الحمراء المزركشة باللون الأبيض ، وأخيرا وضع نظارتها فوق عينيه ، ونام في سريرها ...
وبعد قليل وصلت ليلى إلى الكوخ ، وطرقت الباب ، فقلد الذئب الشرير صوت الجدة وطلب منها الدخول ، فدخلت ليلى ، وقبلت جدتها المستلقية على السرير ، وشعرت بخشونة وجهها ، فسألتها :
_ لماذا وجهك خشن يا جدة ؟
_ بسبب المرض يا عزيزتي .
أخرجت ليلى مرهما من جيبها لتدهن به وجه الجدة ، لكن الجدة أبعدت يد ليلى عن وجهها ، فاستغربت ليلى من تصرف جدتها وسألتها :
_ لماذا تعاملينني بقسوة يا جدتي ؟!!
فابتسم الذئب محاولا أن يرقق صوته :
_ أنا آسفة يا عزيزتي ، ولكن المرض جعل أخلاقي سيئة قليلا .
_ وصوتك أصبح خشنا أيضا يا جدة !!
_ إنه الزكام والبرد يا صغيرتي . والآن دعينا نشاهد ما أرسلته أمك لي هيا أخرجي الطعام من سلة القش هذه لأكل .
فجلست ليلى ذات الرداء الأحمر على مقعد خشبي صغير ، وأخرجت فطائر السبانخ والجبنة اللذيذة ، وقدمتها إلى جدتها ، وقالت لها :
_ تفضلي يا جدتي الحبيبة .
وما إن فتحت الجدة فمها الكبير لتأكل الفطائر حتى لمحت ليلى أنياب الذئب الطويلة . فصاحت :
_ أوه ! وكيف تحولت أسنانك الصغيرة إلى أنياب كبيرة يا جدتي ؟
ودخل الخوف والهلع إلى قلبها الصغير ، إذ عرفت أن هذه ليست بجدتها ، فركضت نحو الباب تريد الهروب .
وما إن فتحته وخطت خطوة واحدة حتى لحق بها الذئب بقفزة واحدة ، وأمسك بها ، وهي تصرخ وتستغيث ، ولكن الذئب الغدار لم يرحمها وابتلعها بلقمة واحدة كما ابتلع جدتها . فامتلأت بطنه امتلاء شديدا وانتفخت ، فلم يستطع المشي ولذلك رقد تحت الشجرة الكبيرة التي تسكنها العصافير والتي شهدت ابتلاع ليلى . لينعم بقليل من الراحة والنوم حتى يستطيع متابعة سيره .
وبينما هو نائم كان صوت شخيره يملأ المكان " خخخشششخخخ . . . .."
فسمع الصياد من بعيد هذا الصوت ، وجاء على الفور إلى كوخ الجدة ليطمئن عليها .
فوجد الباب مفتوحا ، ودخل لكنه لم يجد الجدة العجوز في سريرها فخرج ليبحث عنها وإذ به يشاهد الذئب النائم تحت الشجرة الكبيرة وقد انتفخ كرشه ، فوقف يتساءل :
أين الجدة ؟ أين الجدة ...
فخرجت العصافير من أو كارها وأخبرته بابتلاع الذئب لذات الرداء الأحمر ، فتناول على الفور خنجره من جيبه وشق بطن الذئب النائم .
وكم دهش عندما وجد الجدة وليلى في بطنه وهما متعانقتان مع بعضهما البعض ، فأخرجهما من بطنه سالمتين ، فحمدتا الله على إبقائهما حيتين .
كما قدمتا الشكر والامتنان للصياد الذي أنقذهما من بطن الذئب الشرير وأهدته الجدة المسنة لوحة فاخرة .
فقبل الصياد هدية الجدة ، وذهب وهو يجر الذئب المقتول معه ليعلقه على غصن شجرة في وسط الغابة ليكون عبرة لكل من يحاول الغدر والخيانة والاعتداء على حياة سكان الغابة المسالمين .
أما ليلى " ذات الرداء الأحمر" ، فقد تعلمت درسا لن تنساه مدى الحياة وهو أن لا تخالف وصايا أمها مهما كان الثمن ، وأن تستمع إلى جميع نصائحها لتحافظ على سلامتها وسعادتها في هذه الحياة .