قصة سيدنا ابراهيم من قصص الأنبياء القصة مكتوبة

قصة سيدنا ابراهيم من قصص الأنبياء القصة مكتوبة

قصة سيدنا ابراهيم من قصص الأنبياء القصة مكتوبة

قصة سيدنا ابراهيم من قصص الأنبياء القصة مكتوبة 

قصة جديدة من قصص الأنباء مكتوبة وقصة اليوم بعنوان سيدنا ابراهيم القصة مكتوبة.

قصة سيدنا ابراهيم مكتوبة

في العراق .. في أرض بابل.. في عهد ملك طاغية اسمه (نمرود) وفي بلدة »فدام آرام« ولد إبراهيم [.

وأبوه (تارح بن ناحور) ولقب تارح »آزر«.

ونشأ إبراهيم عليه السلام وسط فريقين ضالين، فريق كانوا يعبدون الأصنام، وفريق كانوا يعبدون الكواكب، ويصنعون لها الهياكل، ولكنه عليه السلام كان بمعزل عن هؤلاء، وهؤلاء.

مع أن أباه كان يصنع تلك الأصنام التي كان يعبدها قومه، ويبيعها لهم ويعبدها معهم!

ولقد دعته فطرته إلى مخالفة هذه العقائد الفاسدة، وأعانه عقله الرشيد وقلبه الكبير على معرفة ربه..

ولـما بلغ الأربعين بعثه الله رسولا إلى الناس مبشرا ونذيرا... فبدأ بدعوة أبيه بأسلوب هادئ مقنع فيه تلطف للأبوة، ولكنه كان للرحمن عصيا وللشيطان وليا.

فتبرأ منه، ثم اتجه إلى قومه ومعه أبوه يدعوهم إلى عبادة الله في حوار هادئ، وكرر حواره معهم مرات.

بعد ذلك كان حواره بشدة.. وأعلن الـحرب عليهم، وحان الوقت الـمناسب لذلك؛ فتسلل خفية إلى أصنامهم يوم عيدهم للنزهة.

فحطمها وعلق الفأس على كبيرهم، فلـما ذهبوا إلى أصنامههم فوجدوها مهشمة ملقاة على الأرض، ووجدوا الفأس معلقا على كبيرهم، فهاجوا.. وعرفوا أ الذي حطمها هو إبراهيم فسألوه على رؤوس الأشهاد عن تهشيمها؛ فأشار إلى كبيرهم وقال في سخرية:

{قَالَ بَلۡ فَعَلَهُۥ كَبِيرُهُمۡ هَٰذَا فَسۡـَٔلُوهُمۡ إِن كَانُواْ يَنطِقُونَ} (سورة الأنبياء، الآية، 63)،

وقال لهم: ( قَالَ أَفَتَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمۡ شَيۡـٔٗا وَلَا يَضُرُّكُمۡ ٦٦ أُفّٖ لَّكُمۡ وَلِمَا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ٦٧ قَالُواْ حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓاْ ءَالِهَتَكُمۡ إِن كُنتُمۡ فَٰعِلِينَ ) الأنبياء الآيات 66 - 68)

وقد أجمعوا على ذلك، وجمعوا الـحطب، وأعدوا العدة لإلقائه في النار، فاستسلم إبراهيم عليه السلام لله، واتجه إليه بقلبه يدعوه بخشوع وهو راض بقضائه.. صابر على بلائه.

فسلب الله النار قوة الإحراق، وجعلها عليه ظلا ظليلا؛ فبهت القوم وتعجبوا بعد أن ضل سعيهم، وخاب ظنهم بآلهتهم، وقد آمن به بعض القوم عندما رأوا معجزته الباهرة.. وأكثرهم قد ازدادوا كفرا.
ولوط هو ابن أخيه قد بعثه الله رسولا في قومه.

حوار إبراهيم عليه السلام مع النمروذ:

كان النمروذ بن كنعان ملكا جبارا يعبد الكواكب، ويصنع لها الهياكل، ويقيم لها الأعياد؛ فتوجه إليه إبراهيم يدعوه إلى عبادة الله وحده، فسأله النمروذ في غرور عن ربه، من هو؟ وما حدود ملكه؟ وما حدود قدرته؟ فأجاب إبراهيم عليه السلام : ربي الذي أعبده يحيي ويميت، وهو أمر لا يملكه أحد سواه.
فقال النمروذ في غرور وكبرياء: أنا أحيي وأميت، وحكم على اثنين بالقتل؛ فقتل واحدا وأبقى الآخر.
فقال له إبراهيم عليه السلام : فإن ربي يأتي بالشمس من الـمشرق، فأت بها أنت من الـمغرب، فبهت النمروذ ولم يرد، فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر..
ولم يجد إبراهيم عليه السلام من قومه في بابل إلا صدودا وإعراضا عن الـحق الذي جاءهم به من ربه - أعد العدة للرحيل عنهم إلى بلاد أخرى لعله يجد فيها من يؤمن..
فلما حان الوقت عزم على الهجرة صحب معه ابنة عمه (سارة) بنت هاران، وهاجر معه ابن أخيه لوط عليه السلام .. ولـما هاجر من بابل هو ومن معه مر بأرض الشام ثم مر بمصر، ثم استقر بعد ذلك في الشام، ومكث إبراهيم عليه السلام ومن معه ببيت الـمقدس إلى ما شاء الله، ثم ارتحلوا إلى مصر بسبب قحط نزل بهذه البلاد.
وتزوج إبراهيم عليه السلام بالسيدة هاجر الـمصرية جارية سارة بعد أن وهبتها لإبراهيم عليه السلام ، فولدت له إسماعيل على الكبر ومن بعده رزقه الله بإسحاق من زوجته سارة.
ثم أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يخرج بهاجر وولدها إلى مكة، ويتركها ليعمر بها هذا الوادي الـمبارك، فلبى إبراهيم عليه السلام أمر ربه عز وجل ، وخرج بهما إلى هناك حيث لا ماء، ولا زرع ثم تركها وانصرف بعد وداع مرير، وكلما خطا خطوة تبعده عنهما أحس بحنين إليهما..
فلـما أشرف على الوادي، وكاد ينفصل عنه راجعا إلى الشام دعا ربه بدعوات سجلها له القرآن في (سورة إبراهيم) ( وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ ٣٥ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣٦ رَّبَّنَآ إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ ٱلۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجۡعَلۡ أَفۡـِٔدَةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهۡوِيٓ إِلَيۡهِمۡ وَٱرۡزُقۡهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ ) الآيات: 35 - 37)
فلما نفد ما معها من ماء، عطش ابنها؛ فأخذت تبحث له عن ماء هنا وهناك فلم تجد، فصعدت على الصفا ثم صعدت على الـمروة، لتبحث عن ماء فلم تبصر إنسان يسعفها بماء لرضيعها، وكررت ذلك سبع مرات فلم تجد.
فلما ارتفعت على الـمروة سمعت صوتا، فقالت: صه.
فإذا بها ترى ملكا حرك جاحه حتى ظهر الـماء، فجعلت تغرف منه، وشربت وأرضعت ولدها، وظلت هاجر مع ولدها، حتى جاءت عليهم رفقة من قبيلة عربية، فطلبوا منها أن يعيشوا بجوارها لينتفعوا بهذا الـماء فأذنت لهم، وترعرع إسماعيل عليه السلام فيهم، وتزوج منهم وأنجب ذرية كثيرة.

بشراه بإسحاق:

رزق الله إبراهيم عليه السلام بإسماعيل وهو ابن ست وثمانين سنة، ففرح به، وفرحت به سارة أيضا؛ لشدة حبها لزوجها.
وسألت ربها أن يرزقها مثل ما رزق هاجر فاستجاب الله لها، ولزوجها.
فنزلت إليهما البشرى بمولود اسمه (إسحاق)، ومن بعد إسحاق يعقوب، وبذلك اطمأنت هي وزوجها على ابنها إسحاق فهو سيكبر ويتزوج وينجب يعقوب.
والذين بشروا إبراهيم والسيدة سارة كانوا ثلاثة من الـملائكة وهم: جبريل وميكائيل، وإسرافيل.
لـما دخلوا عليه سلموا عليه، فسلم عليهم بسلام أحسن من سلامه، وأحسن استقبالهم وقدم لهم عجلا مشويا وهو لا يعلم أنهم {فقربه إليهم قال ألا تأكلون} (سورة الذاريات، الآية 27)، وضحكت سارة تعجبا من أمرهم فقامت من الـمجلس، ولهذا أسرعت الـملائكة في إدخال السرور عليها، وبشروها بإسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، فتعجبت وهي في غاية من الفرح، والـخجل بسبب بلوغها التسعين من عمرها، وزوجها ناهز عمره الـمائة!

ابتلاء إبراهيم عليه السلام بذبح ولده:

كبر إسماعيل عليه السلام وصار قادرا على العمل، فيحمل عن والده بعض متاعب الـحياة.
فتعلق قلبه به، فأراد الله عز وجل أن يكون حب إبراهيم خالصا لربه، فأره في الـمنام أنه يذبح ولده »ورؤيا الأنبياء حق وصدق«، فأتى إلى إسماعيل وأخبره فوجده يسرع إلى أمر ربه إسراعا، ويشجع والده على تنفيذ أمر الله، ويخبره بأنه سيكون واحدا من الصابرين على البلاء ابتغاء وجه الله تعالى؛ فأنزل الله فداء في صورة (كبش) من السماء ليذبحه إبراهيم عليه السلام بدلا من ابنه.

بناء البيت:

كان البيت الـحرام ربوة حمراء تنزل السيول أحيانا عليها، ولـما كبر إسماعيل عليه السلام أمر الله إبراهيم عليه السلام أن يبني البيت الـحرام بعد أن عرفه مكانه ليكون محجة للناس وأمنا، ومقرا للطائفين والعاكفين والركع السجود، وأمره أن يصحب ابنه إسماعيل يناوله الـحجارة، فقاما معا ببناء البيت بالـحجارة، وهما يتضرعان إلى الله تعالى أن يجعلهما مسلمين، وأن يريهما مناسك الـحج والعمرة، وأن يبعث في أهل مكة ومن حولها رسولا يطهرهم من رجس الشرك والضلال.
وجعل الله في الـحج منافع كثيرة للناس من أعظمها غفران الذنوب، والتقاء الـمسلمين من أجل التشاور في أمور دينهم.
تعليقات