قصص الأنبياء قصة سيدنا سليمان عليه السلام مكتوبة
نقدم لكم قصة من قصص الأنبياء و قصة اليوم عن سيدنا سليمان عليه السلام القصة مكتوبة للاطفال والكبار.
قصة سليمان عليه السلام
سليمان - عليه السلام - هو نبي من أنبياء بني إسرائيل ، تولى الملك بعد وفاة أبيه داود ، وكان حاكما عادلا بين الناس ، استجاب الله لدعائه لما قال : ﴿ رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ۖ إنك أنت الوهاب ﴾ [ ص : ٣٥ ] .
فسخر الله له الريح تحمله حيث يشاء ، وسخر له الجن والشياطين ، منهم من يغوص في أعماق البحار ، ومنهم من يبني له القصور والمحاريب .
سليمان - عليه السلام - والنملة
خرج سليمان - عليه السلام - يوما بجيشه ، وكان جيشا عظيما فيه الجن والإنس ، والحيوانات ، والطيور ، وكان سليمان في مقدمة هذا الجيش فاستمع إلى صوت ضعيف ينادي : يأيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده بأرجلهم وهم لا يشعرون بكم لصغر حجمكم وسيركم وسط الرمال ، وكان هذا الصوت صوت نملة لها حق الإمارة على النمل ، فتبسم سليمان عليه السلام - من قولها ، ورفع يده إلى السماء داعيا ربه وشاكرا له على هذه النعمة ، فقال : رب ألهمني ووجهني أن أشكر نعمتك التي أنعمت على وعلى والدى ، وألهمني يارب أن أعمل عملا صالحا ترضاه ، وأدخلني برحمتك وفضلك في عداد عبادك الصالحين ، ولا شك أن هذه النعم تقتضي منه الشكر والحمد لله رب العالمين .
سليمان - عليه السلام - والهدهد
قام نبي الله سليمان يبحث عن الهدهد حتى يدلـه عـلى الماء ، ولما لم يجده غضب غضبا شديدا ، وقال : ما لي لا أرى الهدهد ؟ بل أهو من الغائبين ؟ لأعذبنه عذابا شديدا وذلك بنتف ريشه أو لأذبحنه ، أو ليأتيني بعذر بين وحجة قوية تبرر سبب التخلف ، ولم يمض غير زمن قليل حتى جاء الهدهد .
عاد الهدهد ومعه خبر عظيم ، قال لنبي الله سليمان : لقد جئتك بنبأ مهم من بلاد سبأ ، وذلك أنه وجد امرأة ملكة عليهم ، وقد أوتيت من كل شيء يتعلق باستقرار الملك واستتباب النظام ، ولها عرش عظيم ، محلى بالجواهر وأفخر الزينات ، وهذه الملكة وقومها يعبدون الشمس ويسجدون لها من دون الله ، وقد زين لهم الشيطان أعمالهم السيئة فصدهم عن السبيل ؛ قال سليمان حينما سمع مقالة الهدهد : سننظر في أمرك لنعلم أصدقت في مقالتك أم كنت من الكاذبين .
ثم أرسل نبي الله سليمان - عليه السلام - بكتاب مع الهدهد " لبلقيس " ملكة سبأ .
سبأ : هي بلد من بلدان اليمن .
فأخذ الهدهد الكتاب وألقاه أمام بلقيس ، ففتحته وقرأته وعلمت ما فيه ، واستدعت الوزراء للتشاور في الأمر وقالت لهم : إني ألقي إلى كتاب كريم في عباراته إنه من سليمان ، وقد كتب فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، ألا تعلوا على وأتوني مسلمين طائعين منقادين ، فقالوا : نـحـن أقوياء فلنحاربهم والأمر إليك ، فانظري ماذا تأمرين ؟
فأرسلت لسليمان - عليه السلام - هدية مع وفد من قومها ، فغضب سليمان - عليه السلام - وأنكر عليهم هديتهم قائلا : أتمدونن بمال ؟ فما أتاني الله خير وأكثـر ممـا آتاكم بل أنتم أيها القوم بهديتكم تفرحون ، وخاطب زعيم الوفد قائلا : ارجع إلى قومك فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون مغلوبون .
وقررت بلقيس ملكة سبأ أن تذهب لسليمان بعد أن علمت قوة جنده ، وحقيقة ملكه ، واستعدت للذهاب إلى سليمان في (أورشيلم) بالشام .
ماذا قال العفريت ؟
عندما قررت بلقيس ملكة سبأ أن تذهب السليمان وعلم سليمان بذلك ، طلب من جنوده أن يأتوا له بعرشها ، قال عفريت من الجن : أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ، وإني على حمله وحفظه لقوي أمين ، قال الذي عنده علم من الكتاب : ( قيل : إنه عفريت ، وقيل إنه رجل صالح من جلساء سليمان - عليه السلام - والله أعلم به ) : أنا آتيك به قبل أن تغمض عينك وتفتحها ، وكان كما قال ، وأحضر العرش الذي هو كرسي الملك ، ورد سليمان الفضل إلى ربه ، وطلب من جنده أن يغيروا شيئا من أوصافه ، ففعلوا ، فلما حضرت قال لها سليمان ، أهكذا عرشك ؟ فلما رأته قالت : كأنه هو ، ثم دعاها سليمان - عليه السلام - للإيمان بالله وترك عبادة الشمس ، وبين لها أن الشمس من مخلوقات الله ، فدخل الإيمان قلبها ، وقالت : رب إني ظلمت نفسي بما كنت عليه من عبادة غيرك ، وأسلمت مع سليمان الله رب العالمين .
موت سليمان - عليه السلام -
وفي يوم من الأيام أمر نبي الله سليمان - عليه السلام - جنوده من الجن أن يبنوا له بناء ضخما ، وظل سليمان جالسا في محرابه وهو متكئ على عصاه وتوفي على ذلك الحال ، واستمر الجن يعملون ليل نهار وهم لا يعلمون بموته ، إلى أن أكلت دابة الأرض العصا التي كان متكئا عليها ، فسقط سليمان عليه السلام - على الأرض ، وعلمت الجن أنها لو كانت تعلم الغيب ما لبثت في هذا العذاب المهين وهذا العمل الشاق .
فوائد القصة
(1) أن الله يهب الملك لمن يشاء .
(۲) كل المخلوقات تسبح الله وتذكره .
(۳) كل مخلوق في هذا الكون له دور مثل الهدهد .
(٤) دعوة الناس لطاعة الله دور كل إنسان .
(٥) الجن عالم ثالث غير عالم الإنسان وعالم الملائكة .
(٦) الجن لا يعلم الغيب ولو كان يعلم الغيب لعلم بموت سليمان - عليه السلام - .
(۷) أن الابتلاء كما يكون بالنعم يكون بالنقم .