صالح عليه السلام قصة من سلسلة قصص الانبياء للاطفال
نقدم لكم اليوم قصة صالح عليه السلام و هي قصة من سلسلة قصص الانبياء للاطفال
(۲) الإسراف في العيش من أسباب هلاك قوم صالح .
(۳) الاعتراض على أمر الله وأمر الرسل سبب في الكفر .
(٤) لا يغتر الإنسان بماله وقوته .
(٥) نهاية أهل الفساد العذاب في الدنيا والآخرة .
قصة صالح عليه السلام
كانت قبيلة ثمود تسكن في منطقة تسمى ( الحجر ) ، وكانت هذه المنطقة تقع بين المدينة المنورة التي أنارت ببعثة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وبين منطقة تسمى تبوك ، وكانت هذه القبيلة من قبائل العرب البائدة من ولد سام بن نوح ، وقد كانوا خلفاء لقوم عاد بعد أن أهلكهم الله فورثوا أرضهم وديارهم ، وكانوا يسكنون في واد كله خير وبركة ، وزروع وبساتين فيها عيون يجرى منها الماء العذب ، وبها نخيل فيه ثمار طيبة ، وأعطاهم الله قوة عظيمة في أجسادهم ، فكانوا ينحتون من الجبال بيوتا ، وكان الواحد منهم من شدة قوته ينحت الصخرة العظيمة ويبني منها بيتا .
ومع هذه النعم العظيمة الوفيرة التي أنعم الله بها عليهم ، بدلا من أن يقابلوا النعمة بشكر الله الذي أنعم عليهم بهذه النعم الكثيرة ، قابلوا هذه النعمة بالكفر بالله وعبادة الأصنام والإفساد في الأرض ، فبعث الله فيهم نبيه صالحا عليه السلام - وكانت رسالته لهم ترك عبادة الأصنام ، وعبادة الله وحده لا شريك له ، وعدم الإفساد في الأرض .
صالح ينصح قومه
خرج نبي الله صالح إلى مجالس قومه يذكرهم بالله وينصح لهم قائلا : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله خلقكم ورزقكم غيره ، فردوا عليه في سفاهة وجهل قائلين : أتنهانا عن عبادة ما يعبده آباؤنا وإنا يا صالح لفي شك مما تدعونا إليه من عبادة الله وحده ، حقا إننا لفي شك وسوء ظن منك .
حاول صالح أن يذكرهم بنعم الله عليهم فقال لهم : واذكروا نعم الله عليكم إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم عاد في الحضارة والعمران وأورثكم أرضهم وديارهم وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا زاهية ، وتنحتون من الجبال بيوتا عالية ، فاذكروا آلاء الله ونعمه الجليلة عليكم ، واعبدوه حق العبادة ، ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها .
فما آمن لنبي الله صالح إلا الضعفاء من قومه ، وأمعن صالح في دعوة قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، فبدأوا يسخرون منه ويستهزئون به ، وقالوا له : لقد كنا نحبك ونحترمك لعلمك وعقلك وكنا نصدقك ، لكن خاب أملنا فيك وأصبحت مجنونا ، وقالوا لمن آمن لصالح : إن صالحا أصيب بالسحر والجنون .
الناقة تخرج من الصخرة
اجتمع قومه في مجالسهم ، فذهب إليهم نبي الله صالح ووعظهم وذكرهم بالله كعادته ، فقالوا له : يا صالح لــن نؤمن لك حتى تخرج لنا من هذه الصخرة ناقة عظيمة وجميلة ، وتكون طويلة وعشراء ، فإذا فعلت ذلك فسوف نؤمن بالله وحده .
(1) الناقة : هي أنثى الجمل .
ودعا صالح ربه - سبحانه وتعالى – وسأله أن يخرج من هذه الصخرة التي أشاروا إليها ناقة عظيمة تكون آية و معجزة دالة على صدقه ، وفجأة ... إذا بالصخرة تنشق فتخرج منها ناقة عشراء ، ثم رآها الجميع وهي تلد صغيرا لها .
فلما رأى قومه هذه المعجزة العظيمة أسلم منهم عدد قليل ، وبقى الآخرون على كفرهم وعنادهم ، فقال لهم نبي الله صالح : هذه ناقة الله لها شرب في يوم ، وأنتم تشربون في اليوم الثاني ، وطالبهم بأنهم لا يمسوها بسوء ، وحذرهم أنهم إن تعرضوا لها فسوف ينزل بهم العذاب الشديد ، كانت هذه الناقة تشرب الماء كله في يوم هي وولدها فيشربون هم من لبنها في اليوم الذي تشرب فيه ، ويشربون في اليوم الثاني من الماء ، وتأتي الناقة في اليوم الذي بعده فتقف على البئر فيرتفع الماء فيه فتشربه ، وكانت ثمود تـرى العجب من هذه الناقة وولدها ، وكان الأفضل لثمود أن يؤمنوا بهذه الآية الواضحة والمعجزة العظيمة ، ولكنهم أصروا على الكفر والعناد وعبادة الأصنام .
(۱) العشراء : هي الحامل التي على وشك الولادة .
المفسدون يقتلون الناقة
وكان في هذه القرية تسعة رجال هم أكثر أهل هذه القرية فسادا وإجراما ، وكان من بين هؤلاء التسعة المجرمين رجلان في غاية الفساد والكفر ، الأول : هو قدار بن سالف ، يقال إنه ابن زنا ، وكان هناك امرأة عجوز كافرة تسمى أم غنمه ، وكانت تكره صالحا - عليه السلام وتكره الناقة وولدها ، فعرضت هذه المرأة الكافرة بناتها الأربع على قدار بن سالف ، ووعدته أن بناتها الأربع له إن عقر الناقة وقتل ولدها ، والرجل الآخر يسمى مصرع بن مهرج ، وكان له ابنة عم تسمى صدوق ، وكانت ذات حسب ونسب ومال كثير ، عرضت عليه نفسها إن هو عقــر الناقة ، فاجتمع المفسدون التسعة واتفقوا على قتل الناقة وقتل صالح - عليه السلام - ، وذات يوم أخذ قـدار بــن سالف سهما ورماها به فوقعت ، واجتمع المفسدون الثمانية وقتلوا الناقة ، وقتلوا ولدها ، وقيل : إن ولدها صرخ صرخة عظيمة ثم دخل في صخرة وغاب فيها .. وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا به من العذاب إن كنت رسولا من عند الله ، وتدعى أن وعيدك تبليغ عنه ، إن كان هذا صحيحا فعجل ذلك لنا !!
نزول العذاب بثمود
وفي المساء هم هؤلاء القتلة الذين قتلوا الناقة وولدها ، هموا بقتل صالح في داره ، فأرسل الله عليهم حجارة قتلتهم قبل قومهم ، وأوحى الله إلى صالح - عليه السلام - أن العذاب سوف يأتيهم بعد ثلاثة أيام .
وبدأت علامات العذاب تظهر عليهم ، فاصفرت وجوههم في اليوم الأول ، ثم احمرت في اليوم الثاني ، ثم اسودت في اليوم الثالث ، فتيقنوا بالعذاب ، فلبسوا الأكفان وانتظروا العذاب ، فجاءت صيحة من السماء شديدة القوة فقطعت قلوبهم حتى ماتوا جميعا ، وأصبحوا في ديارهم جثثا هامدة لا حراك بها .
ونجا نبي الله صالح ومن آمن معه ، وسكنوا في بلاد الشام حتى توفى الله - عز وجل - نبيه صالحا - عليه السلام - .
الصيحة : صوت مرتفع شديد يقتل الناس من شدته .
فوائد القصة
(۱) العبادة لا تكون إلا لله وحده .(۲) الإسراف في العيش من أسباب هلاك قوم صالح .
(۳) الاعتراض على أمر الله وأمر الرسل سبب في الكفر .
(٤) لا يغتر الإنسان بماله وقوته .
(٥) نهاية أهل الفساد العذاب في الدنيا والآخرة .