عيسى عليه السلام سلسلة قصص الانبياء للاطفال

عيسى عليه السلام سلسلة قصص الانبياء للاطفال

عيسى عليه السلام سلسلة قصص الانبياء للاطفال

عيسى عليه السلام سلسلة قصص الانبياء للاطفال

نقدم لكم اليوم قصة عيسى عليه السلام من سلسلة قصص الانبياء والقصة مكتوبة للاطفال، نتمنى أن تنال رضاكم.

قصة عيسى عليه السلام 

كانت ( حنة ) زوجة عمران عابدة من عباد بيت المقدس ، وهي أخت زوجة نبي الله زكريا - عليه السلام - ، ذهبت يوما تتعبد الله في بيت المقدس ، فرأت طائرا ومعه أولاده الصغار يمشون خلفه ، فاشتهت الولد ، وتمنت أن يرزقها الله ولدا صالحا تجعله خادما يخدم بيت المقدس ، فحملت حنة زوجة عمران ، وبدلا من أن تضع ولدا يخدم في بيت المقدس وضعت بنتا رائعة الحسن يشع النور من وجهها ، فقالت : رب إني وضعتها أنثى ، وإني سميتها مريم ، آمل أن تكون بأمرك من العابدات ، وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم وسلطانه عليهما ، فاستجاب الله دعاءها ، وكانت الزوجة قد نذرت الله إن رزقها بولد لتجعلنه في خدمة بيت المقدس ، وها هي مريم تولد لتكون أول أنثى تخدم المسجد ، وخرجت الأم بمريم المولودة الصغيرة إلى المسجد لتهديها إلى أحد العباد ، فتسابق العباد لكفالتها ، ثم قاموا بعمل قرعة فيما بينهم ، فألقى كل واحد منهم قلما وكتب عليه اسمه وكان من بين هؤلاء الرجال زكريا - عليه السلام - ، واختار صبي صغير قلم زكريا ، فأعادوا القرعة مرة ثانية بأن يلقوا الأقلام في الماء ، والقلم الذي يعود يكون صاحبه هو الذي يكفل مريم ، أي يرعاها ويربيها ، فوقعت القرعة على زكريا .

فأعادوها مرة ثالثة فكانت من نصيب نبي الله زكريا لتتربى مريم في ظلال محراب النبي زكريا - عليه السلام - .

نشأة مريم وعبادتها

عاشت مريم في كفالة نبي الله زكريا - عليه السلام - ، وكانت لا تخرج من المحراب إلا لحاجة شديدة ، وكان نبي الله زكريا إذا دخل عليها المحراب ليتفقد أحوالها وجد عندها طعاما غريبا وخيرا كثيرا ، إنه يرى عندها فاكهة الصيف في الشتاء ، وفاكهة الشتاء في الصيف ، فكان يتعجب ويقول : يا مريم أني لك هذا ؟ أي من أين لك هذا ؟ فكانت ترد عليه وتقول : هو من عند الله رازق الناس ، إن الله يرزق من يشاء من عباده بغير حساب .

فتعلم زكريا منها درسا رائعا ، فدعا ربه أن يرزقه ولدا طيبا طاهرا ، رغم أنه شيخ كبير ، وزوجته عاقر لا تلد .

كانت مريم مخلصة لله في عبادتها ، واشتهرت في بني إسرائيل بأنها ( البتول الطاهرة ) وكانوا يحبونها ، وذات يــوم نادت الملائكة مريم ، فقالوا : يا مريم إن الله اصطفاك ، أي : اختارك خالصة لخدمة البيت ، وطهرك من الأخلاق الرذيلة ، طهرك من كل دنس وعيب يمنع المكث في المسجد ، واصطفاك على نساء العالمين بولادة عيسى وخطاب الملائكة لك ، يا مريم اقتني لربك أي : أخلصي العبادة له والزمي الطاعة ، واسجدي واركعي مع الراكعين ولا تصلي وحدك ، فسعدت مريم ببشرى الله تعالى لها ، فزادت في الركوع والسجود ، والدعاء الله تعالى .

البشارة بعيسى - عليه السلام –

كانت مريم لا تخرج من محرابها إلا لحاجة شديدة ، وذات يوم بعث الله إليها جبريل - عليه السلام – أمين الوحي ، جاء إليها على صورة رجل تام الخلقة ، حسن الهيئة ، وجميل المنظر ، فلما رأته قد اخترق حجابها فزعت وخافت منه ، وقالت : إني أعوذ بالرحمن منك وألجأ إليه أن يقيني شرك ، ما كنت يا هذا رجلا تقيا ، وكان ظهوره بهذه الصورة ابتلاء من الله لها ، واختبارا لعفتها ، فقال لها جبريل وهو يهدئ من روعها : إنما أنا رسول ربك الذي تستعيذين به ، جئت لأهب لك غلاما زكيا طاهرا ، فتعجبت مريم من ذلك كيف تلد غلاما وهي التي لم تتزوج بعد وقالت : كيف يكون لي غلام ولم يمسسني بشر في زواج شرعي ، ولم أك بغيا من البغايا ، فرد عليها الملك قائلا : كذلك قال ربك هو على هين ، وقد خلقناه على هذا الوضع لنجعله آيــة للناس أي : معجزة حيث يستدلون بخلقه على كمال القدرة وتمام العظمة الله تعالى ، وكان رحمة منا للخلق ، وكان أمرا مقضيا ومقدرا من الله ، اطمأنت مريم إلى كلامه فدنا منها ، ونفخ جبريل - عليه السلام - في جيب درعها ، أي : في فتحة قميصها من أعلى ، وصلت النفخة إلى بطنها فحملت بإذن الله وعادت مريم إلى محرابها ، فرآها ابن عم لها يسمى ( يوسف النجار ) فلاحظ حملها .

فسألها : يا مريم هل ينبت زرع بغير ماء ؟

قالت : لا .

قال : فهل يولد مولود من غير ذكر وأنثى ؟

قالت مريم : إن الله الذي خلق الماء للزرع ، قادر على أن ينبت الزرع بغير ماء ، وقادر على خلق المولود من غير ذكر وأنثى ، كما خلق آدم وحواء من غير ذكر ولا أنثى ، فصدقها يوسف وعلم أنها صادقة طاهرة .

واقترب موعد الولادة ، فخرجت مريم بعيدا عن المحراب ، وجلست تحت نخلة يابسة لا تثمر ، وأحاطت بها الملائكة.

وكانت النخلة موجودة ببيت لحم في فلسطين ، فولدت عيسى – عليه السلام – .

فلما رأته حزنت وقالت : يا ليتني من قبل هذا الحادث وكنت نسيا منسيا خوفا من أن يظن بها السوء في دينها ، أو يقع أحد في البهتان بسببها ، فجاءها الرد من تحتها إذ كانت على مكان مرتفع ، قيل : إن عيسى رد عليها ، وقيل : جبريل - عليه السلام - ناداها : ألا تحزني ولا تتألمي ، قد جعل ربك تحتك سريا ، أي : نهرا صغيرا يفيض بالماء بعد أن كان جافا ، تشربين منه ، وهزي إليك بجذع النخلة اليابسة تتساقط عليك رطبا جنيا ، أي بلحا طريا صالحا للأكل ، فكلي من الرطب ، واشربي من النهر ، وقري عينا ، واهدئي بالا ، واطمأني نفسا ؛ فالله معك وحافظـك مــن الناس ، فإما ترين من البشر أحدا فيه أمارة الاعتراض عليك فلا تكلميه ، وقولي إني نذرت للرحمن صوما وسكوتا عن الكلام فلن أكلم اليوم إنسيا ، بل سأكلم الملائكة وأناجي ربي ، أي : أنها صامت عن الكلام ، كما يصوم الإنسان عن الطعام والشراب ، ولما اطمأنت مريم بما رأت من الآيات وفرغت من نفاسها حملت وليدها الجديد ، فدخلت على أهل بيتها ، فلما رأوا الولد معها حزنوا ، وكانوا أهل بيت صالحين ، فتعجبوا من مريم الطاهرة كيف تنجب غلاما كهذا .

وظنوا بها ظن السوء وسألوها عنه ، فلم تجب ولم تتكلم ، وأشارت إلى الوليد الصغير أن تكلم ، فتعجبوا قائلين : كيف تكلم من كان في المهد صبيا ؟ أي : كيف تكلم طفلا رضيعا لا ينطق ؟

اعتبروا هذا استهزاء بهم ، وجناية زيادة على جنايتها الأولى ، ولكن الوليد الصغير لم يكن كأمثاله نشأ من أب وأم ، بل خلقه الله آية عجيبة وخلقة غريبة ، يؤمن بسببه أناس ، ويكفر آخرون ، فحمله وولادته معجزة تدل على أن الله - عز وجل - على كل شيء قدير ، أنطق الله عيسى عليه السلام - وهو طفل رضيع ، وهذه معجزة من معجزات الله .

قال عيسى - عليه السلام - : إني عبد الله ولست ولد الله ولا جزءا منه ، بل أنا بشر آتاني الكتاب وهو الإنجيل وجعلني نبيا إليكم ، وجعلني مباركا أينما كنت وثابتا على دين الحق ، وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ، وجعلني بارا بوالدتي فقط حيث لم يكن له أب ، ولم يجعلني جبارا عنيدا وشقيا مطرودا ، والسلام من الله علي يوم ولدت من غير أب ، ويوم أموت ، ويوم أبعث حيا ، فسكت اليهود بعد أن رأوا هذه المعجزة الكبيرة ، وكانوا قد قرأوا في التوراة عن قرب ظهور نبي عظيم يتكلم رضيعا ، ذلك لم يؤمنوا بعيسى - عليه السلام - ، كما فعلوا مع أنبياء الله جميعا من قبل ، فهذه هي عادتهم : التكذيب والكفر بالله تعالى .

وكبر عيسى قليلا ، فخافت عليه مريم من اليهود أن يقتلوه كما قتلوا زكريا ويحيى - عليهما السلام - فعاشت به أمه في بيت رجل صالح كثير الإحسان على المساكين ، حتى شب عيسى - عليه السلام - واشتد عوده ، وآتاه الله الحكمة ، وكان علماء يهود لا هم لهم إلا جمع المال ، وبلوغ المكانة عند الملوك .

فكذبوا بالآخرة ، وكذبوا بعيسى - عليه السلام - وحرفوا التوراة ، ووصفوا الله بصفات كاذبة ، فأخذ عيسى عليه السلام - يدعوهم إلى عبادة الله وحده ، ويبحث عن الناس ويذهب إليهم ؛ ليهديهم إلى طريق الحق بإذن الله ، وتحمل منهم الأذى ، وصبر على البلاء ، وأمده الله بالآيات والمعجزات ، فكان يحيي الموتى بإذن الله ، ويعيد البصر للأعمى بإذن الله ، ويشفي المريض بالبرص بإذن الله ، ويخلق من الطين كهيئة الطير فينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله .

كل هذه الآيات والمعجزات ولم يؤمن اليهود بعيسى عليه السلام - ، بل كذبوه واتهموه بالسحر ، وشاء الله أن يكثر عدد المؤمنين بعيسى - عليه السلام - .

قصة المائدة

كان عيسى - عليه السلام - ينتقل من قرية إلى أخرى ليدعو الناس إلى الله ومعه ( الحواريون ) وهم الذين آمنوا به وساعدوه في دعوته إلى الله ، ووقفوا معه ضد اليهود .

وكانوا يحزنون لحزنه ، ويفرحون لفرحه ، ويتحملون معه الأذى والجوع والعطش ، وفي يوم من الأيام قالوا لعيسى - عليه السلام - ادع لنا ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء ، فخاف عليهم عيسى - عليه السلام – من عدم تحملهم شكر هذه المعجزة ، فوضحوا لعيسى أنهم يريدون زيادة إيمانهم ، ويكون هذا اليوم عيدا لهم ولمن جاء بعدهم من المؤمنين يجتمعون فيه للعبادة والشكر ، فدعا عيسى عليه السلام - ربه ، فنزلت المائدة من السماء استجابة لدعائه ، وكان عليها طعام كثير ولذيذ ، وقال لهم عيسى : هذه هي مائدة من عند الله ، فكلوا ، واشربوا ، واشكروا الله ، فأكلوا وشربوا حتى علم الناس بهذه المعجزة ، فآمن عدد كثير بعيسى - عليه السلام - ، وزاد إيمان الحواريين بعيسى وبقدرة الله - عز وجل - .

رفع عيسى إلى السماء

خاف اليهود على أنفسهم وأموالهم من عيسى ، كما خافوا من إيمان الناس به وبرسالته ، فقرروا قتله والتخلص منه كما هي عادتهم مع الأنبياء والرسل ؛ فقد قتلوا كثيرا من الأنبياء والرسل - عليهم السلام – ، فاتفقوا مع الملك على قتل عيسى ، ولما علم عيسى - عليه السلام - بهذه الخطة هرب منهم واختفى في دار من الدور ، فأخذ اليهود يبحثون عنه حتى وصلوا إلى مكانه ، وكان عيسى - عليه السلام - في أحد المنازل ومعه جماعة من أصحابه من الحواريين ، وكانوا اثنى عشر رجلا ، وقيل : ثلاثة عشر ، وقيل : سبعة عشر ، فحاصر اليهود البيت ، وعلم عيسى وتيقن أنهم سوف يدخلون عليه هذه الدار ، فقال لأصحابه من منكم يقبل أن يكون شبهي ويكون رفيقي وبجواري في الجنة ؟ فقام شاب صغير من الحواريين أصدقائه ، وقبل هذا الأمر ، ثم كرر عيسى - عليه السلام - هذا الكلام مرة ثانية وثالثة ، فقام هذا الشاب ، فألقى الله شبه عيسى على هذا الشاب ، ثم فتحت طاقة من سقف البيت ، ونــام عيسى – عـلـيـه السلام - وغلب عليه النوم ، ثم رفعه الله إلى السماء من هذه الفتحة ، فلما رفع الله عيسى - عليه السلام - إلى السماء خرج أصحابه ، فلما رأى اليهود هذا الشاب الذي ألقى الله شبه عیسی عليه ، ظنوا أن ذلك الشاب هو عيسى ، فأخذوه وقتلوه وصلبوه ، ووضعوا الشوك على رأسه ، وظنوا أنهم بذلك قتلوا عيسى وصلبوه وتخلصوا منه ، بل رفعه الله إليه .

نزول عيسى من السماء

رفع الله عيسى - عليه السلام - إلى السماء لينجيه من كيد اليهود ، وقد التقى به النبي : محمد - صلى الله عليه وسلم - وقابله في رحلة الإسراء والمعراج ، وصلى خلف النبي محمد صلى الله عليه وسلم - هو والأنبياء جميعا ، وسوف ينزل عيسى - عليه السلام - في آخر الزمان فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويقتل المسيح الدجال ، ويصلي خلف إمام من المسلمين ، ويتبع شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويكون في هذه الأمة حكما عدلا ثم يموت ويدفن في مقابر المسلمين .

فوائد القصة

(۱) إن الله واحد ، لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد .

(۲) عيسى - عليه السلام - خلقه الله بكلمة كن فيكون وهو روح من الأرواح التي خلقها الله ، خلقه الله من غير أب ، كما خلق آدم من غير أب ولا أم .

(۳) مريم البتول طاهرة عفيفة نشأت في بيت كـريـم ونسب شريف تحت عناية الله ورعايته .

(٤) اليهود من صفاتهم قتل الأنبياء .

(٥) عيسى لم يمت ، ولكنه رفع عند الله .

(٦) سوف ينزل عيسى في آخر الزمان ، ليرد على اليهود وعلى النصارى .
تعليقات