قصة أيوب عليه السلام من سلسلة قصص الانبياء للاطفال القصة مكتوبة
نقدم لكم اليوم قصة أيوب عليه السلام من سلسلة قصص الانبياء للاطفال القصة مكتوبة
قصة أيوب - عليه السلام -
نبي الله أيوب - عليه السلام - من أنبياء بني إسرائيل ، من ذرية نبي الله إبراهيم - عليه السلام - ، كان يسكن في بلاد حوران في الشام ، وكان رجلا كثير المال والأولاد ، وكان يملك المزارع والمواشي والأراضي الواسعة ، وكان يعطف على الفقراء والمساكين والأيتام ، ويرعى الأرامل ، ويكرم الضيوف ، وكان يدعو أهله وأهل بلدته إلى عبادة الله وحده لا شريك له .
تزوج أيوب - عليه السلام - من امرأة صالحة ذات دين ونسب ، عاشت معه فترة طويلة من الزمن في رخاء ونعيم وسعادة .
ابتلاء أيوب
أراد الله - سبحانه وتعالى - أن يختبر أيوب ومن معه ، وأكثر الناس ابتلاء هم الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - .
فجفت الأرض ومات الزرع ، ثم بدأت تموت المواشي والأغنام أمام عينيه ، وبدأت أمواله تقل بعد أن كانت كثيرة ، وذهب كل ماله إلا القليل ، وبدأ أولاده يموتون : الواحد ، ثم الثاني ، ثم الثالث ، حتى مات أولاده جميعا ولم يبق لـه ولد واحد .
ثم مرض أيوب - عليه السلام - مرضا شديدا حتى إنه قيل في وصف مرضه : لم يبق عضو سليم من جسده إلا قلبه ولسانه ، وهو صابر محتسب ، يذكر الله – سبحانه وتعالى - في نهاره وليله ، وطال المرض بهذا النبي الصابر الشاكر ، حتى إنه عاش ثماني عشرة سنة في مرضه ، ولذلك يضرب به المثل في الصبر حتى اليوم .
وطال مرضه حتى بدأ الناس ينصرفون من حوله ، وانقطعوا عن زيارته ، ولم يبق أحد حوله ، وخاف الناس من العدوى ، فأخرجوه خارج المدينة .
زوجته الصالحة
لم يبق مع أيوب - عليه السلام - إلا زوجته الوفية التي كانت تحبه وتقوم على خدمته وهي صابرة راضية بمرض زوجها وفقره ، ولم تجد هذه المرأة المؤمنة سبيلا إلا أن تعمل خادمة للناس ؛ حتى تحصل على طعام لها ولزوجها ، وبدأ الناس يغلقون الأبواب في وجهها ؛ خوفا من انتقال العدوى إليهم ، فلما أغلقت الأبواب في وجهها ولم تجد عملا تتكسب منه وتطعم زوجها ، قصت ضفائر شعرها وباعتها لامرأة غنية وأحضرت بثمنها الطعام لزوجها أيوب - عليه السلام - .
فلما عادت بالطعام لأيوب ووجد الطعام كثيرا ، رفض أن يأكل حتى يعلم من أين جاءت بالمال والطعام ، وأقسم عليها أن تخبره ، فكشفت عن رأسها فرأى شعرها مقصوصا ، فبكى وقال شاكيا إلى ربه : رب إني مسني الضر ولحقني الهم والتعب وأنت يا رب أرحم الراحمين ، تجيب المضطر ، وتكشف السوء ، وتمن بالعافية .
كشف الله البلاء عن أيوب
لما شكى أيوب - عليه السلام - البلاء إلى ربه ، أوحى الله له أن يضرب الأرض برجله ، فاستجاب لأمر ربه فخرج من الأرض ينبوع ماء فاغتسل منه أيوب - عليــه السلام - ، فذهبت عنه كل الأمراض الخارجية التي كانت في جسده ، وشرب من هذا الماء فذهبت كل الأمراض الداخلية التي في بطنه ، وكان هذا هو العلاج الوحيد الذي هداه الله إليه فعاد سليما صحيحا كما كان ، بل أفضل ، ونزل عليه من عند الله جراد من ذهب ، فراح يجمع هذا الذهب الكثير الذي كله بركة من عند الله ، فرجع إلى أيوب ماله كله ، بل أكثر، وعاد إليه شبابه وعادت إليه صحته ، ورزقه الله أولادا كثيرة حتى قيل إن زوجته أنجبت له ستة وعشرين ولدا ذكرا ، وعاش بعد ذلك سبعين سنة .
أقسم أن يضرب زوجته
كانت زوجة أيوب - عليه السلام - في أثناء مرض زوجها قد تعرض لها الشيطان في صورة إنسان ، وأخبرها أنه طبيب ، وعرض عليها علاجا ودواء تعالج به زوجها - عليه السلام - فعرف أنه الشيطان ، فحلف أيوب - عليه السلام - ليضربنها مائة ، وقيل : إنه - عليه السلام - لما رآها قد قصت شعرها أقسم ليضربنها مائة ، فأراد الله أن يكافئها على صبرها وطاعتها وبرها بزوجها فأوحى إلى أيوب - عليه السلام - أن يأخذ حزمة صغيرة من الحشيش فيها مائة عود فيضرب بها زوجته ضربة واحدة حتى يبر قسمه ولا يحنث .
قال الله تعالى : ﴿ وَخُذۡ بِيَدِكَ ضِغۡثٗا فَٱضۡرِب بِّهِۦ وَلَا تَحۡنَثۡۗ إِنَّا وَجَدۡنَٰهُ صَابِرٗاۚ نِّعۡمَ ٱلۡعَبۡدُ إِنَّهُۥٓ أَوَّابٞ ﴾ [ ص : ٤٤] .
وكان هذا النبي الكريم أعظم مثل يضرب في الصبر على البلاء ، والشكر على النعماء إلى قيام الساعة ، ولذلك استحق المدح من ربه ، فقصة أيوب كلها بلاء ، وفتنة واختبار وصبر ، ثم نجاح ورفع مكانة ، ومنزلة عظيمة عند الله
فوائد القصة
(1) الصبر من صفات الأنبياء .
(۲) خير متاع الدنيا المرأة الصالحة .
(۳) أشد الناس ابتلاء الأنبياء .
(٤) الفرج يأتي بعد الشدة .
(٥) الدعاء هو العبادة .
(٦) شكر الله في السراء والضراء .