قصة السيرة النبوية وفاة النبي مكتوبة
وفاة النبي ﷺفي شهر شعبان من السنة الثامنة من الهجرة بعد غزوة مؤتة بثلاثة
أشهر نقضت قريش عهدها مع رسول الله ﷺ فساندت بني بكر في قتل
عشرين رجلا من خزاعة، فاستنجدت خزاعة بالنبي ﷺ ، وكان بينهم وبين النبي ﷺ عهد فوعدهم الرسول ﷺ بالنصرة، فأمر المسلمين بالتجهز للحرب ثم توجه بهم إلى مكة وكان عددهم عشرة آلاف مقاتل .
ولما اقترب النبى ﷺ من مكة أمر أصحابه أن ينزلوا ويوقدوا النيران الإظهار قوتهم أمام الأعداء، وكانت قريش قد خافت على نفسها، فأرسلت أبو سفيان يتحسس الأخبار فلقيه العباس بن عبد المطلب فأخذه إلى رسول الله ﷺ فتأكدت لأبي سفيان قوة المسلمين أكثر من ذي قبل ثم عاد إلى مكة وأخبر أهلها بما رأى هناك وبتأمين رسول الله ﷺ كل من دخل داره أو المسجد أو دار أبي سفيان.
ودخل النبي ﷺ وصحابه مكة مطأطئ الرأس تواضعا لله وشكرا له على نصره وتأييده. وأمر أصحابه ألا يقاتلوا إلا من قاتلهم، وقد دخل مكة من أعلاها وأمر خالد بن الوليد أن يدخلها من أسفلها وهكذا استسلمت قريش ونصر الله المسلمين نصرا عزيزا.
وأول ما فعله النبي ﷺ داخل مكة أن اتجه إلى المسجد الحرام وطاف بالكمية وكسر الأصنام، ثم قال لأهل مكة : ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا : خيرا. أخ كريم وابن أج كريم، قال: "اذهبوا فانتم الطلقاء" فأسلم في هذا اليوم الكثير وبايعوا النبي على السمي الطاعة حتى النساء .
غزوة حنين
علم النبي ﷺ أن قبيلتى هوازن وثقيف تستعد لقتال النبي ﷺ وقد جمعوا لذلك أعدادا كبيرة فخرج إليهم ﷺ في جيش عدده اثنا عشر ألف مقاتل من الذين فتح بهم مكة ممن أسلموا بعد الفتح وقد أدخلت كثرة الجيش بعض العجب في نفوس أفراده.
كان جيش الأعداء من هوازن وثقيف قد وصلوا إلى وادي حنين وكمنوا على جانبيه في انتظار المسلمين، ولما دخل المسلمون مضيق ذلك الوادي عند الفجر أمطرهم أعداؤهم بوابل من النبال فولوا مدبرين إلا النبي ﷺ مع عدد قليل من أصحابه حيث ثبت وأخذ يحث المسلمين قائلا: "إلى أيها الناس أنا النبي لا كذب. أنا ابن عبد المطلب".
فلما سمع المسلمون ذلك عادوا للقتال بحماس وحول الله هزيمتهم إلى نصر وفر المشركون تاركين نساءهم وأولادهم وأموالهم .
غزوة تبوك
علم النبي ﷺ أن الروم ونصارى العرب يستعدون لغزو المدينة فنادى ﷺ في أصحابه للخروج إلى تبوك لمفاجأة الروم في ديارهم قبل غزوهم للمدينة، فأخذت القبائل تهبط من كل مكان استجابة لأمر رسول الله ﷺ وتسابق المسلمون في إنفاق الأموال، أمثال عثمان وعبد الرحمن ابن عوف وأبي بكر الصديق رضى الله عنهم جميعا.
تجهز الجيش وتحرك النبي ﷺ في شهر رجب سنة (9هـ) إلى تبوك في (۳۰) ألف مقاتل، لكن الزاد كان قليلاو مايحملون عليه من بعير وخيل قليل، فكان كل ثمانية عشر رجلا يتبادلون بعيرا واحدا، مع شدة حرارة الجو وقت تلك الغزوة، وبعد المسافة بين المدينة وتبوك من أجل هذه الأمور سمى بجيش العسرة. فلما وصل النبي ﷺ إلى تبوك لم يجد أحدا من الأعداء فلقد تفرقوا وألقى الله الرعب في قلوبهم.
مكث النبي ﷺ في تبوك حوالي عشرين يوما عقد خلالها معاهدات مع أمراء تلك الجهات على أن يدفعوا الجزية مقابل أمانهم وحرية دينهم وبعدها رجع النبي ﷺ إلى المدينة منصورا وكفى الله المؤمنين شر القتال.
وكانت هذه الغزوة آخر غزوات النبي ﷺ وكان لها أعظم أثر في بسط نفوذ المسلمين وتقوية شوكتهم في جزيرة العرب.
عام الوفود
بعد أن عاد النبي ﷺ من غزوة تبوك بدأت القبائل المختلفة ترسل وفودها معلنة الإسلام مثل : ثقيف، وبني تميم، وبنى عامر ، وغيرهم ثم تتابعت الوفود من سائر أنحاء الجزيرة العربية في أواخر العام التاسع من الهجرة ، ولكثرة الوقود في ذلك العام سمى عام الوفود.
حجة الوداع
وفي العام العاشر من الهجرة خرج النبى ﷺ الحج في حوالي مائة ألف ترتفع أصواتهم بالتابية : لبيك اللهم لبيك. وكانت هذه هي الحجة الأولى والأخيرة لرسول الله ﷺ لذلك سميت بحجة الوداع، وخطب النبي ﷺ في ذلك اليوم خطبة الوداع الشهيرة ، والذي دعا فيها إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسول الله ﷺ وبين فيها الحلال والحرام وأوصى فيها بالنساء والعبيد وغيرهم
وكان النبي ﷺ كلما انتهى من مسألة قال : ألا هل بلغت؟
اللهم فاشهد. وفي ذلك اليوم نزل عليه قوله تعالى:
{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } فلما سمع عمر بن الخطاب ذلك بكى فقيل ما يبكيك يا عمر ؟ قال : إنه ليس بعد الكمال إلا النقصان . ثم تتابعت الوفود بعد ذلك على النبي ﷺ تعلن إسلامها .
وفاة الرسول
بعد أن رجع النبي ﷺ إلى المدينة اصطحب أحد أصحابه، يسمى "أبا مويهبة" لزيارة مقابر البقيع في شهر ربيع الأول سنة (١١هـ) فزارها النبي ﷺ واستغفر لمن فيها كما زار شهداء أحد ، وكأنه يودعهم عليه السلام ، ثم رجع إلى المدينة ومرض ، ولما اشتد عليه المرض استأذن زوجاته في أن يمرض عند زوجه عائشة فأذن له.
وقبل وفاته بيوم واحد خرج النبي ﷺ على الصحابة وهم يصلون ، ففرحوا لذلك فرحا شديدا ، وقالوا : برئ . رسول الله ﷺ من مرضه ، ثم رجع النبي ﷺ إلى غرفته. وقام في حجر عائشة رضي الله عنها فوجدت أن رأس رسول الله ﷺ تتقل في حجرها فنظرت في وجهه ﷺ على فوجدت أن بصره ﷺ لا يتحرك.
وسمعته السيدة عائشة وهو يقول ﷺ : بل الرفيق الأعلى في الجنة.
فقالت عائشة : خيرت يا رسول الله فأخترت.
وانتقل ﷺ و إلى جوار ربه وكان آخر كلامه ﷺ: الصلاة وما ملكت أيمانكم . وكان ذلك يوم الاثنين (۱۲) من ربيع الأول وعمره حينئذ ثلاثة وستون عاما، فجزاه الله عن أمته خير الجزاء.
قصة السيرة النبويه وفاة النبي مصورة
