السيرة النبوية مكتوبة للأطفال قصة الهجر بالدعوة مكتوبة بالتشكيل ومصورة و Pdf
نبدأ من اليوم في عرض السيرة النبوية مكتوبة للأطفال قصة اليوم بعنوان الهجر بالدعوة مكتوبة بالتشكيل ومصورة و Pdf سهلة التحميل من الموقع.قصة السيرة النبوية الهجر بالدعوة مكتوبة
الهجرة بالدعوةظل النبي ﷺ يدعو لإسلام سراً ثلاث سنوات، وكان عدد المؤمنين بدعوته يزداد يوما بعد يوم، وفي يوم من الأيام نزل "جبريل" - عليه السلام - على النبي ﷺ بآية عظيمة من ربه يأمره فيها بالجهر بالدعوة إلى دين الإسلام ، قال تعالى:
{وأنذرعشيرتك الأقربين} (سورة الشعراء: الآية ٢١٤).
أطاع النبي ﷺ أمر ربه، وصعد على جبل الصفا القريب من الكعبة المشرفة، وأخذ ينادي أهل "مكة"، بأعلى صوته، فلما اجتمع الناس قال لهم: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً وراء هذا الجبل تريد أن تغير عليكم.
أكنتم مصدقى ؟!
فقالوا : نعم ... ما جرينا عليك كذبًا قط.
فأخبرهم النبي ﷺ أنه رسول الله إليهم ودعاهم إلى عبادة الله الواحد، وترك عبادة الأصنام، فقاطعه عمه "أبو لهب"، وسبه قائلاً : تبا لك سائر اليوم .. ألهذا جمعتنا؟!
وفد قريش إلى أبي طالب
استمر النبي ﷺ في دعوة الناس إلى عبادة الله الواحد. وترك عبادة الأوثان التي لا تنفع ولا تضر، فازداد عدد المؤمنين بالنبي ﷺ فغضبت "قريش" من ذلك غضبًا شديدًا، وأرسلت وفدًا من أشراف رجالها إلى "أبي طالب"، عم النبي ﷺ ، وطلبوا منه أن يمنع ابن أخيه من سب الهتهم وإلا تعرض لإيذائهم.
أرسل أبو طالب، إلى النبي ﷺ وأخبره بما قاله وقد "قريش"، فظن النبي أن عمه يريد أن يتخلى عنه فقال له: "يا عم ! والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يسارى على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه ما تركته" ثم بكى النبي ﷺ وخرج مهمومًا حزينًا، فشعر "أبو طالب"، أنه احزن ابن أخيه فناداه وقال له : "اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت فو الله لا أسلمك لشيء تكرمه أبدًا" . واستمر النبي في طريقه يدعو إلى دين الله .
محاربة الدعوة
تعاهد كفار "قريش"، جميعهم على محاربة النبي ﷺ ودعوته، فكانوا يسخرون منه ويستهزءون به، ويقولون عنه إنه مجنون وإنه ساحر ، وإنه كذاب إنه كاهن يدعي معرفة الغيب، وكان "أبو لهب" عم النبي يحذر الناس من مقابلته أو الاستماع إليه، لكن كل ذلك لم يضعف من عزم النبي على مواصلة دعوته، فاشتد الكفار في إيذائه ﷺ فكانوا يضعون الأشواك في طريقه، ويلقون عليه القاذورات وهو يصلى ويشتمونه بأقبح الشتائم .
ولم يسلم أحد من الذين آمنوا بالنبي ﷺ من الإيذاء أو التعذيب، فقد انقضت كل قبيلة على من فيها من المسلمين، وراحت تعذبهم بقسوة، وتكويهم بالنار، وتضربهم بالسياط حتى يردوهم عن دينهم فكان "أمية ابن خلف" يأخذ "عبده بلال بن رباح"، إلى الصحراء المحرقة في وقت الظهيرة، ويلقيه على الرمال الملتهبة، ويضع على صدره صخرة كبيرةً، ويتركه هكذا ساعات
طويلةً، وكان "بلال"، يتحمل كل هذا العذاب، ويقول في صبر وثبات أحد .. أحد وظل "بلال" صابرًا حتى اشتراه "أبو بكر" - رضي الله عنهما ۖ – واعتقه .
وعندما علم الكفار بإسلام "عمار بن ياسر"، وأمه وأبيه قاموا بتعذبيهم عذابًا شديدًا ، فكانوا يأخذونهم إلى الصحراء إذا اشتدت الشمس ويلقون على أجسادهم الحصى الملتهب فتتسلخ جلودهم، وعندما رآهم النبي ﷺ وهم يعذبون تأثر لذلك ويشرهم قائلاً لهم: "صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة"، ولم يتحمل "ياسر"، قسوة التعذيب فمات شهيدًا ، وطعن "أبو جهل" عليه لعنة الله "سمية"، والدة "عمار" بحرية فماتت هي الأخرى وكانت أول شهيدة في الإسلام.
الهجرة الأولى إلى الحبشة
اشتد إيذاء المشركين للمسلمين، فأشار عليهم النبي ﷺ بالهجرة
إلى "الحبشة" قائلاً :
"لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يظلم عنده أحد"، فهاجر اثنا عشر رجلاً وأربع نسوة، وكان في مقدمتهم "عثمان بن عفان" وزوجته السيدة "رقية" بنت رسول الله ﷺ وكان ذلك في السنة الخامسة من البعثة النبوية
لم تترك "قريش" المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة ينعمون بالأمن هناك فأرسلت اثنين من أذكى رجالها هما "عمرو من العاص" "وعبد الله ابن أبي ربيعة"، ومعهما هدايا ثمينة إلى ملك "الحبشة"، لإقناعه برد المسلمين إلى مكة، لكن النجاشي رفض طلبهما ، واستدعى المسلمين ليسألهم عن دينهم فحدثه "جعفر بن أبي طالب" وأوضح له عظمةً هذا الدين وسماحته، ثم قرأ عليه أول سورة "مريم" فبكى "النجاشي"، وقال "لعمرو ابن العاص"، وصاحبه:
"انطلقا فلا والله لا أسلمهم إليكما أبدًا"، فعاد وفد "قريش" خائبًا ذليلاً .
إسلام حمزة
مرت ثلاث سنوات على جهر النبي بالدعوة، ولم يتوقف خلالها إيذاء المشركين للنبي ﷺ وأصحابه، وذات يوم مرعدو الله "أبو جهل" بالنبي ﷺ عند الصفا فآذاه وشتمه وضربه بحجر حتى سال الدم من رأسه ﷺ.
فبلغ ذلك "حمزة بن عبد المطلب"، عم النبي فغضب غضبًا شديدًا، واتجه إلى الكعبة حيث كان يجلس أبو جهل يفتخر بين قومه بما صنع بمحمد فقال له "حمزة" في غضب:
"أتشتم ابن أخي وأن على دينه"، وضربه بقوسه ضربة شجت رأسه، ثم ذهب إلى النبي ﷺ ،وأعلن إسلامه ففرح المسلمون به فرحا عظيما .
إسلام عمر
خرج "عمر بن الخطاب" بعد إسلام "حمزة" بثلاثة أيام وفي يده
سيفه ليقتل النبي ﷺ ، فلقيه رجل في الطريق، وأخبره أن أخته "فاطمة" وزوجها قد أسلما ، فثار "عمر" ، وتوجه إلى بيت أخته، وعندما لقيها لطمها على وجهها فسال الدم منها ، لكنها صبرت وقالت له في شجاعة :
أولى لك أن تتبع الحق يا عمر، فتأثر "عمر" من قوة إيمانها وطلب أن يقرأ ما معها من القرآن، فلما قرأه انشرح صدره ، وقال : ما أحسن هذا الكلام وأكرمه وخرج مسرعًا إلى النبي ﷺ وأعلن إسلامه فكبر النبي ﷺ وكبر المسلمون معه.
المقاطعة الظالمة
فشلت سياسة الإيذاء والتعذيب التي اتبعتها "قريش" القضاء على دعوة النبي ﷺ ، فلجأت إلى مقاطعة "بني هاشم"، "ويني عبد المطلب", فلا يبيعون لهم شيئًا ولا يشترون منهم ، ولا يتزوجون منهم ولا يزوجونهم حتى يسلموا إليهم النبي ﷺ ليقتلوه، وكتبوا بذلك صحيفةً وعلقوها في جوف الكعبة.
ظل "بنو هاشم"، "وبنو عبد المطلب" محاصرين داخل شعب "أبي طالب"، ما يقرب من ثلاث سنوات، عانوا خلالها معاناةً شديدة حتى إنهم أكلوا أوراق الشجر وجلود الحيوانات من شدة الجوع، ولما وجد بعض أشراف "مكة" ما ألم بأهلهم من البلاء أشفقوا عليهم وقرروا
إنها تلك المقاطعة الظالمة فتجحوا في ذلك , وعاد النبي ﷺ ومن معه إلى بيوتهم سالمين.