السيرة النبوية مكتوبة للأطفال قصة الزواج المبارك مكتوبة ومصورة و Pdf
ومازلنا مع عرض السيرة النبوية مكتوبة للأطفال قصة اليوم بعنوان الزواج المبارك مكتوبة ومصورة و Pdf سهلة التحميل من الموقع.قصة السيرة النبوية الزواج المبارك مكتوبة
اقتربت الشمس من الغروب، وامنزجت أشعتها الحمراء برمال الصحراء الصفراء على مرمى الأفق، وتلونت السماء بحمرة الشفق الداكنة، ومن بعيد بدت أشباح وخيالات تتحرك في الأفق البعيد على مرمى البصر ، بدأت تقترب رويدا رويدا حتى ظهرت معالم القافلة العائدة من "الشام"، وهى تتخذ طريقها المعهود عائدة إلى "مكة".تسابق أهل "مكة" لاستقبال القافلة المحملة ببضائع "الشام" التي طالما انتظروا قدومها ، والتي اعتادوا أن تجلب إليهم ما يحتاجونه من الزيت والدقيق وغير ذلك من أصناف الطعام وأنواع الثياب والملابس الفاخرة التي اشتهرت بها بلاد "الشام".
وأسرع العائدون من رجال القافلة نحو الكعبة. ليطوفوا حول تلك التماثيل التي تناثرت من حولها ويقدموا إليها الهدايا والقرابين التي أحضروها لآلهتهم من بلاد "الشام".
وبرغم التعب والإعياء اللذين أصابا "أبا طالب" طوال تلك الرحلة الشاقة، فإنه أسرع مع بقية رجال القافلة، ليؤدوا تلك المناسك التي اعتادوا القيام بها بعد كل رحلة.
لم تكن دهشة "أبي طالب"، كبيرة حينما اعتذر "محمد"، عن الذهاب معه للتبرك بآلهة "قريش"، وتقديم الهدايا لها، فلطالما ألح عليه قومه في زيارتها والتقرب إليها ، لكنه كان دائما يعرض عنهم ويسخر من تلك الأصنام، ويتندر بجهل أولئك الذين يصنعونها بأيديهم يعبدونها من دون الله !...
مرت سنوات وسنوات وأصبح "محمد"، شابا في العشرين من عمره.
وذات يوم حدث أمر خطير بدل سكون "مكة" وهدوءها إلى حرب طاحنة وأحدث دامية راح ضحيتها عدد كبير من أبناء "مكة"؛
فقد دارت حرب شديدة بين بعض القبائل سميت "حرب الفجار" لأن تلك القبائل المتحاربة اعتدت على أمن "مكة". واستباحت حرماتها التي كانت مقدسة عند العرب.
وأسرع العقلاء من أهل "مكة"، لتدارك الأمر، وإنقاذ الناس من تلك الحرب التي اشتعلت نيرانها بسرعة، وكانت تنتشر بين جميع قبائل العرب.
ودعت "قريش" إلى حلف جديد بين العرب ليصلح بين المتحاربين
ويقضي بين المتخاصمين، وسموا ذلك الحلف "خلف الفضول".
اجتمع زعماء "مكة"، ورؤساء القبائل المتحاربة في دار رجل من أشراف "مكة" اسمه "عبد الله بن جدعان"، وتعاهد الحاضرون من قبائل العرب على ألا يجدوا بمكة مظلوما من أهلها أو من غيرهم إلا نصروه، وردوا الظلم عنه، وأخذوا الحق من الظالم .
فرح أهل "مكة"، بما توصل إليه زعماء "فريش" من إقرار هذا الحلف الجديد، الذي يحقق الأمن والسلام لأهل "مكة" والمقيمين بها من قبائل العرب، وكان "محمد"، قد حضر هذا الحلف مع أعمامه، وظل يعتز به طوال حياته لما فيه من مظاهر التعاون والبر والسلام.
وهكذا عاد الأمن والسلام يرفرفان فوق ربوع "مكة" من جديد.
كانت "مكة" مركزا لقوافل تجارة العرب سواء القادمة من "اليمن" . أو الراحلة إلى "الشام"، كما كانت محط أنظار القبائل بما تمثله من مكانة دينية لوجود "الكعبة"، بها ، وبما اشتهرت به من أسواق عظيمة يتبارى .
فيها التجار بتقديم أنفس البضائع، ويتنافس الشعراء والخطباء بعرض أشعارهم وإظهار مواهبهم.
وكان اهتمام أهل "مكة" كبيرا بمجالس اللهو والطرب التي يحرص على حضورها كثير من الشباب والشيوخ.
ولكن "محمدا" كان يختلف كثيرا عن أقرانه ورفاقه، فلم تكن تلك المجالس والأندية تستهويه كما تستهوي غيره من السباب وقد عرف بين الناس بكثير من الصفات والأخلاق الحميدة حتى أطلقوا عليه ، "الصادق الأمين".
أراد "محمد" أن يساعد عمه "أبا طالب"، فعمل بالرعي، وهي الحرفة التي كان يعتمد عليها كثير من أهل "مكة" في حياتهم ومعاشهم .
وحينما بلغ الخامسة والعشرين عرض عليه عمه أن يعمل في التجارة، ورشح له سيدة تاجرة من أشراف "مكة" وأثريائهم ليتاجر لها في مالها، وهي السيدة "خديجة بنت خويلد" .
خرج "محمد" إلى "الشام" مرة أخرى فى قافلة كبيرة للسيدة "خديجة"، وسافر معه غلام لها اسمه، "ميسرة"، وتعلقت نفس "ميسرة" بمحمد منذ أن راه، وازداد أعجابه به وتعلقه به بعد أن . شاهد بنفسه مظاهر صدقه وأمانته وحسن خلقه .
واستطاع "محمد" أن يحقق ربحا عظيما في تلك الرحلة .
عاد "ميسرة" ليحدث سيدته "خديجة" بما سمعه ورآه من أخلاق "محمد" وأمانته، وكان لكلمات "ميسرة" أثر كبير في نفس السيدة "خديجة" فقد ازدادت مكانة "محمد" في نفسها، وشعرت .
بمزيد من التقدير له، وفكرت في الزواج منه، فلم تتردد طويلا. وقررت أن ترسل إليه لتتأكد من رغبته في الزواج منها .
كانت فرحة السيدة "خديجة" ، عظيمة حينما علمت برغبة "محمد" في الزواج منها . وجاء "محمد"، مع أعمامه إلى دار "خديجة" لخطبتها .
وسرعان ما تم الزواج، واحتفل أهل "مكة"جميعا بزواجهما .