السيرة النبوية مكتوبة للأطفال قصة مولد النور مكتوبة بالتشكيل ومصورة و Pdf
نبدأ من اليوم في عرض السيرة النبوية مكتوبة للأطفال قصة اليوم بعنوان مولد النور مكتوبة بالتشكيل ومصورة و Pdf سهلة التحميل من الموقع.قصة السيرة النبوية مولد النور مكتوبة
ظَلَّت الكَعْبَةُ المُشَرِّفَةُ التي بَنَاها إبْرَاهِيمُ» و«إسماعيل» عَلَيْهِمَا السلام - فِي مَكَّةَ»، هي بَيْتَ الله الحَرَامَ الذِي يَحُجُّ إِلَيهِ العَرَبُ مِنْ كَافَّةِ أَرجَاءِ جَزِيرَةِ العَرَب كُلَّ عَام.ولكنْ مَعَ مُرورِ الزَّمَانِ بَدَأَ النَّاسُ يَعْبُدُونَ الأصْنَامَ وَيَضَعُونَهَا حَوْلَ الكَعْبَةِ للتَّبَرُّكِ بِهَا .
وكانَ اهتِمَامُ العَرَب بالكَعْبَةِ وَتَعْظِيمُهم لَها يُثيرُ غَيْرَةَ وَحَسَدَ كَثِيرٍ مِنَ الملوك والحكام فى البلادِ المُجَاوِرَةِ، وَكَانَ «أَبْرَهَةُ الحَبَشِيُّ مَلِكُ اليَمَنِ» - مِنْ أشَدِّ هَؤُلاء غَيْظًا وحِمَّدًا مِنْ تِلْكَ المَكَانَةِ التِي تَحْظَى بهَا الكَعْبَةُ فِى قلوبِ العَرَبِ
بنى «أَبْرَهَةُ ، كَنيسَةٌ عَظيمةً سماها «القُلَّيْس»، كانَتْ أَكْبَرُ وأَجْمَلَ بناء شَهِدَهُ العَرَبُ ، وأَرَادَ أَبْرَهَةً أَنْ يَصْرِفَ النَّاسَ عَنِ الذَّهَابِ إِلَى الكَعْبَةِ ، وَيَحُجُوا إِلَى القُلَّيْس» بَدَلاً مِنْهَا، لَكِنَّ العَرَبَ لَمْ يَهْتَمُّوا بأَمْرِ تِلْكَ الكنيسة، وَلَمْ يَذْهَبْ أَحَدٌ لِزِيَارَتِهَا .
غَضِبَ «أبْرَهَة» غَضَبًا شَدِيدًا ، وَجَهَّز جَيْشًا كَبِيرًا ، جَعَلَ عَلى مُقَدِّمَته فيلاً ضَخْمًا ، وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ» يُرِيدُ هَدِّمَ الكَعْبَةِ، وَحِينَمَا عَلِمَ العَرَبُ بِذَلِكَ خَرَجَتْ بَعْضُ القَبَائِلِ لِقِتَالِهِ، وَلكِنَّه هَزَمَهم وانْتَصَرَ عَلَيْهِم.
سَارَ «أَبْرَهَةٌ» فِى طَرِيقِهِ حَتَّى وَصَلَ إِلَى مَشَارِفِ «مَكَّةَ»، واسْتَوْلَى جُنُودُه عَلَى كُلِّ مَا قَابَلَهُم فِي طَرِيقِهِم مِنْ أَمْوَالِ أَهْلِ «مَكّةَ وَأَغْنَامِهم وإبلهم ، وكانَ فِيمَا اسْتَولُوا عَلَيْهِ مِائَتا جَمَلِ لِعَبدِ المَطلِبِ بْنِ هَاشِمٍ سَيِّدِ «قرَيْشٍ».
أَرْسَلَ أَبْرَهَةً، أَحَدَ رِجَالِهِ إلَى مَكّةَ لِيُقَابِلَ زَعِيمَهَا «عَبْدَ المطَّلِبِ»، وَيَدْعُوهُ إِلَى لِقَائِهِ، فَلَمَّا دَخَلَ «عَبْدُ المُطَّلِب» عَلَى «أَبْرَهَةً، أَخَذَتْهُ الهَيْبَةُ مِنْهُ، فَزَادَ فى إكْرَامِهِ وَتَقْدِيرِهِ، ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْ حَاجَتِهِ، فَقَالَ عَبْدُ المُطلب» :
حَاجَتِى أَنْ يَرُدَّ عَلَيَّ المَلِكُ المائتي جَمَلِ التِي اسْتَوْلَى عَلَيْهَا جنوده .
نَظَرَ أبْرَمَةُ بِدَهْشَةِ إِلَى عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَقَالَ لَهُ وَقَدْ أَخَذَهُ العجب :
- لَقَدْ كُنْتَ أَعْجَبْتَني حينَ رَأَيْتُكَ، فَلمَّا كَلَّمْتَنِي عَجِبْتُ لأمرك !!
أَتُكَلِّمُنِي فِي أُمرِ مَائَتَيْ جَمَلٍ، وَتَتْرُكُ الكَعْبَةَ وَهِيَ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ، وَقَدْ جِئْتُ لأهْدِمَها ؟!..
قَالَ عَبْدُ المُطَّلب» وَهُوَ يَجْمَعُ ثَوْبَهُ وَيَهُمُّ بالانصراف :
- أيُّها المَلِكُ .
أمَّا الإِبلُ فَهِيَ لي، وَأَمَّا البَيتُ فَلَهُ رَبِّ سَيَحْـميه .
فَقَالَ «أَبْرَهَةُ بِغَضَبٍ: فَلْيَحْمِهِ مِنِّي إِذَنْ !
قَالَ « عَبْدُ المطل لِبِ» بِثِقَةٍ وَهُدُوء : سَتَرى ذَلِكَ بِنَفْسِكَ أَيُّهَا الملك!
عَادَ عَبْدُ المُطَّلِب» إلى «مَكّةَ» فَأَخْبَرٌ أَهْلَهَا بِمَا جَرَى مَعَ «أَبْرَهَةَ» وَأَمَرَهُم بِالخُرُوجِ مِنْ مَكَّةَ، وَالذَّهَابِ إِلَى الجِبَالِ القَرِيبَةِ مِنْها للاحْتِمَاءِ بِهَا ، فَخَرَجُوا يَنْتَظِرُونَ مَا يَفْعَلُهُ «أَبْرَهَةُ» بِمَكَّةَ وبالكعبة المشرفة .
أمَرَ : أَبْرَهَةً، جُنُودَهُ بالتَّقَدُّم نَحْوَ الكَعْبَة لِهَدْمِهَا ، ولكنَّ الفيل
بَرَكَ عَلَى الأَرْضِ وَرَفَضَ التَّحرُّكَ مِنْ مَكَانِهِ، وكان الجنودُ كُلَّما وَجَّهُوه نَحْوَ جهة أُخْرَى يَقُومُ مُسْرِعًا ، فَإِذَا مَا وَجَّهُوهُ نَحْوَ الكَعْبَةِ بَركَ مَرَّةً أُخْرَى ، ورَفَضَ التَّحرُّكَ.
وَفجأةً أَظْلَمَتِ السَّماءُ، وَغَطَّت المكانَ سَحَابَةٌ كَبيرةٌ سَوْدَاءُ، كانت السَّحابَةُ عِبارةً عَنْ مَجموعة ضَخْمَة من الطّيور الصَّغيرة.
رَاحَتِ الطيورُ تُلْقِي بِقِطَع صَغيرة من الحجارة على «أبْرَهَةً» وَجُنُوده، فكانَتْ هَذه الحجارَةُ لا تُصيبُ أحَدًا منهم إلا أَهْلَكَتْه .
وَأَسْرَعَ مَنْ نَجَا مِنْهُم بِالهَرَبِ، وَالعَوْدَةِ إِلى اليَمَنِ، وسَمَّى النَّاسُ هَذَا العام «عام الفيل»، وفيه وُلِدَ النبيُّ .
كان النَّبِيُّ «مُحَمَّدٌ » مَا يَزَالُ جَنِينًا في بَطْن أمه عندَما مَاتَ أبوه «عبد الله بن عَبْد المُطَّلب» وَهُوَ فِى طَرِيق عَوْدَتِهِ مِنْ رِحْلَةِ تَجَارِيَّةِ إلى «الشَّام، فَدُفِنَ فِي المَدِينَةِ عِنْدَ أَخْوَالِهِ من بنى النجار» .
وَحِينَمَا وَضَعَتِ السَّيِّدةُ «آمِنَةٌ بِنْتُ وَهْبٍ، مَوْلُودَها ، فَرِحَ بِهِ جَده «عَبْدُ المُطَّلب» فَرَحًا شَدِيدًا ، وَسَمَّاه «مُحَمَّدًا » .
وكَانَ مِنْ عَادَةِ العَرَبِ أنْ يُرْسِلُوا مَوَالِيدَهم إلى البَادِيَةِ مَعَ المرضعات، ليَنشئوا أقوياء الجسم فَصَحَاءَ اللسان .
وكان الوليدُ مُحَمَّدٌ » مِنْ نَصِيب السَّيِّدَةِ «حَلِيمةَ السَّعْدِيَّةِ»، فَأَخَذَتْهُ مَعَهَا إلَى ديار قَوْمها «بني سَعْدِ».
عاش «مُحَمَّدٌ» # في دِيَارِ «بَنِى سَعْدِ نَحْوَ أَرْبَعِ سَنَواتِ، وَكَانَ وَجُودُه بَيْنَهم سَبَبَ خَيْرٍ وَبَرَكَةِ كَثِيرة عليهمْ ، ثُمَّ عَادَ بَعْدَ ذَلِكَ إلى «مَكَّةَ لِيَعِيشَ في أَحْضَانِ أُمِّه شُهُورًا قَلِيلَةً، وكأَنَّه يُوَدِّعُها قَبْلَ أَنْ تَرْحَلَ عَنْ هَذه الدُّنْيَا .