السيرة النبوية مكتوبة للأطفال قصة الهجرة المباركة مكتوبة بالتشكيل ومصورة و Pdf
نبدأ من اليوم في عرض السيرة النبوية مكتوبة للأطفال قصة اليوم بعنوان الهجرة المباركة مكتوبة بالتشكيل ومصورة و Pdf سهلة التحميل من الموقع.قصة السيرة النبوية الهجرة المباركة مكتوبة
الإذن بالهجرةلما علمت "قريش" بأمر بيعة العقبة الثانية وتحالف الرسول ﷺ مع أهل "يثرب" خافت على مكانتها وتجارتها من هذا التحالف الخطير الذي سوف يزيد من قوة المسلمين، فأخذت تعذب المؤمنين بكل قسوة وغلظة حتى تردهم عن دينهم، وترجعهم عن إيمانهم فلما وجد الرسول ﷺ ما يعانيه أصحابه من الاضطهاد والتنكيل، أذن لهم بالهجرة إلى "يثرب" فخرج المسلمون من "مكة" ، سرا، تاركين وراءهم كل ما يملكون من مال ومتاع.
أدرك زعماء "قريش"، أن النبي ﷺ سوف يلحق بأصحابه في "يثرب" فعقدوا اجتماعا كبيرا في دار الندوة ليتشاوروا جميعا في كيفية القضاء على النبي ﷺ ودعوته، واستقر رأيهم على أن يأخذوا من كل قبيلة شابا قويا ويعطوه سيفا صارما بتارا ، ثم يقوم كل هؤلاء بضرب النبي ﷺ ضربة رجل واحد ، فيقتلونه فيتفرق دمه بين القبائل فلا يستطيع أهله أن يأخذوا بثأره من القبائل كلها .
وفي اليوم الذي حدده الكفار لتنفيذ المؤامرة أرسل الله "جبريل"
- عليه السلام - فأخبر النبي بما دبرته ، "قريش"، وأمره ألا يبيت في داره في هذه الليلة، كما أخبره أن الله قد أذن له بالهجرة إلى "يثرب"، فبدأ النبي يعد العدة للهجرة، فذهب إلى دار صديقه "أبي بكر" في وقت الظهيرة وأخبره أن الله قد أذن له بالهجرة، وأنه سوف يصحبه في رحلته المباركة، فبكى "أبو بكر" من شدة الفرح وعاد النبي ﷺ إلى بيته ينتظر مجيء الليل.
أمر النبي ﷺ "علي بن أبي طالب" أن يبقى في "مكة" ليرد الأمانات التي كانت عنده ﷺ إلى أصحابها كما أمره أن ينام في فراشه ﷺ و في هذه الليلة .
وقبل أن يخرج النبي ﷺ من بيته أحاط الكفار بمنزله ليقتلوه وينفذوا ما دبروه ، لكن الله عصمه منهم فخرج من باب بيته ومر بين صفوفهم فأعمى الله أبصارهم فلم يروه ، قال تعالى : ((وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشينهم فهم لا يبصرون))
(يس: الآية (٩)
في غارثور
ذهب النبي ﷺ إلى دار "أبي بكر"، وخرجا معا في اتجاه الجنوب حتى وصلا إلى غار يسمى غار "ثور" فاختفيا فيه مدة ثلاثة أيام ، وكان "عبد الله بن أبي بكر الصديق"، ينقل إليهما أخبار"قريش" أولا بأول ، وكانت أخته "أسماء" تحمل إليهما الطعام والشراب، أما "عامر بن فهيرة" مولى "أبي بكر"، فقد كان يرعى أغنام سيده فوق آثار الأقدام حتى لا تترك أثرا يهدي الكفار إلى الغار.
جن جنون المشركين عندما علموا أن النبي ﷺ قد أفلت من ين أيديهم فأسرعوا خلفه يبحثون في كل مكان، فلما يئسوا من اللحاق به ﷺ واعلنوا عن مكافاة ضخمة قدرها مائه ناقة لمن يدل عليه ﷺ وعلى صاحبه "أبي بكر الصديق" رضي الله عنه .
انطلق المطاردون يفتشون عن رسول الله ﷺ بين السهول والهضاب والجبال والوديان، وبعد تعب وعناء وصلوا إلى فتحة الغار، فلما سمع "أبو بكر" أصواتهم قال في حزن : "يا رسول الله" لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدمه لرآنا فقال له رسول الله : "يا أبا بكر" ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، فلم يرهما المطاردون وارتدوا على أعقابهم إلى "مكة" خائبين خاسرين.
الهجرة المباركة
كان رسول الله ﷺ وصاحبه "أبو بكر" قد استأجرا "عبد الله ابن أريقط"، وكان مشركا لكن النبي ﷺ استعان به لخبرته بطرق الصحراء، فسلماه بعيرين لهما ، وواعداه أن يأتي إليهما عند الغار بعد مرور ثلاثة أيام، فلما مرت الأيام الثلاثة جاء "عبد الله بن أريقط" في الموعد المحدد بالراحلتين، وفي غرة شهر ربيع الأول من السنة الأولى للهجرة بدأ رسول الله ﷺ ، وصاحبه "أبو بكر الصديق" ومعهما ، "عامر بن فهيرة" "وعبد الله بن أريقط " رحلتهم الميمونة إلى "يثرب".
سار "عبد الله بن أريقط" بالنبي و"أبي بكر" في اتجاه الجنوب نحو "اليمن" حتى يضلل الكفار فلا يعرفون طريقهم، ثم اتجه بهم شمالا على مقربة من شاطي البحر الأحمر, وسلك بهم طريقا لم يكن يسلكه أحد إلا نادرا ، لكن المطاردين لم يهدأ لهم بال طمعا فى اللحاق برسول الله ﷺ والحصول على الجائزة التي رصدتها قريش لمن يصل إلى النبي ﷺ ويعرف مكانه.
وكان من هؤلاء الطامعين "سراقة بن مالك" الذي ما إن علم بمكان النبي ﷺ حتى طار بفرسه خلفه.
وما كاد "سراقة" يلحق بركب النبي ﷺ حتى غاصت قدما فرسه في الرمال فسقط من فوقه، ثم قام وكرر المحاولة، فغاصت قدما فرسه في الرمال مرة أخرى فخاف وارتعد، وعلم أن عناية الله تحفظ نبيه ﷺ فأخذ ينادي بأعلى صوته ليطلب الأمان من رسول الله ﷺ فأمنه النبي، وطلب منه أن يعمى أعين المشركين عنه ثم سار الركب بعد ذلك في أمان الله.
أول مسجد في الإسلام
وفي يوم الاثنين (۸) من ربيع الأول وصل النبي ﷺ إلى "قباء" (وهي مكان يقع على مشارف المدينة)، فأسرع المسلمون للقائه وهم يكبرون فرحا بقدومه ، فأقام الرسول بينهم أربعة أيام، أسس خلالها مسجد "قباء"، وهو أول مسجد بني فى الإسلام ، وأثناء وجود النبي ﷺ بقباء لحق به "على بن أبي طالب" بعد أن رد الودائع والأمانات التي كانت عند رسول الله ﷺ إلى أصحابها .
النبي ﷺ في المدينة
ومضى الركب المبارك فى طريقه حتى وصل إلى المدينة في يوم الجمعة (۱۲) من ربيع الأول فخرج أهل المدينة جميعهم , والبشر يعلو وجوههم والفرحة تملأ قلوبهم، وهم يرفعون أصواتهم بالتكبير فترتج لها أرجاء المدينة ، وأنشدت في ذلك اليوم المبارك أناشيد جميلة ترحب بالنبي وصاحبه .
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا جنت بالأمر المطاع
جنت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
والتف الأنصار حول ناقة رسول الله ﷺ وكل واحد منهم يتمنى أن ينزل النبي ﷺ ضيفا عليه، فكان ﷺ لا يمر بدار من دور الأنصار إلا ويتسابق أهلها ، كل يريد أن ينزل عليه رسول الله ضيفا عزيزا مكرما ، فيأخذون بزمام ناقته ﷺ وهو يقول لهم: "دعوها فإنها مأمورة"، فلم تزل ناقته ﷺ سائرة حتى بركت في أرض يتيمين من بني النجار أخوال جد النبي ﷺ بالقرب من داره "أبي أيوب الأنصاري" رضي الله عنه .
طار"أبو أيوب الأنصاري" فرحا عندما رأى ناقة النبي ﷺ أمام داره فأسرع وأخذ متاع النبي ﷺ ووضعه في داره فنزل النبي ﷺ ضيفا عليه.
وأطلق الأنصار منذ ذلك اليوم على بلدهم اسم مدينة الرسول، ابتهاجا بهجرته الميمونة ﷺ ، ثم صارت تعرف بعد ذلك باسم : "المدينة"، أو "المدينة المنورة" .