قصص اطفال مكتوبة هادفة مع الصور بعنوان حب القراءة القصة مكتوبة ومصورة و pdf
اليوم قصة جديدة من سلسلة قصص اطفال مكتوبة هادفة مع الصور وقصة اليوم بعنوان حب القراءة القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع.
قصة حب القراءة مكتوبة
ذات صباح حلت ابتسامة الربيع على وجه الأرض ، كانت الأزهار تزين السهول ، والحملان الصغيرة ترتع في المراعي الخضراء ، وتعطر الثرى برائحة كالمسك ، وكانت الفراشات تطير بنشاط وحيوية ، ومثلها أنواع النحل والطيور كافة .
هذا هو الحال في الخارج ، أما في بيت القروي الفقير ، فقد كانت تنهمر دموع الفرح لقدوم مولود جديد ، توجه أبواه بالشكر إلى الله لأنه وهبهما طفلا معافى جميلا .
وأطلق عليه اسم « كل أُوغلان » أي : الولد الأقرع ؛ لأن رأسه لا شعر فيه .
نشأ " كل أوغلان " طفلا نشيطا طيب القلب ، يلعب مع أقرانه طوال اليوم ، يتنقل بين الجبال ويجوبها صعودا وهبوطا .
كان أكبر أحلام أمه الطيبة أن يتعلم ابنها ويصبح يوما ما من أهل العلم ، إلا أن ابنها « كل أوغلان » ولد لعوب ، ليس لديه أي اهتمام بالقراءة والكتابة ، وما إن تفتح والدته هذا الموضوع حتى يجد حجة يتهرب بها من الحديث عنه .
دارت الأيام وانقضت السنوات ، كبر " كل أوغلان " وحان وقت الذهاب إلى المدرسة ، فاشترت له أمه قلما وكراسة ، واختارت له زيا مدرسيًا مناسبًا، ولكن عقل " كل أوغلان " كان لا يزال مشغولا باللهو واللعب ، يقضي يومه كله كما يحلو له ، وأمه المسكينة ترقب هذا الإهمال وهي تشعر بالحزن ، وتقول : لن يتعلم هذا الطفل ولن يعقل أبدا .
أما " كل أُوغلان " نفسه ، فلم يكن يرى ضرورة في الذهاب إلى المدرسة ، بل كان سعيدا بما هو عليه ، وكان يخدع والدته ويمارس كل الحيل التي يعرفها لكي لا يمسك بالقلم .
فعلت أمه الطيبة كل ما بوسعها لتعليمه ، ولكن « كل أوغلان » لم يستجب .
وفي يوم من الأيام جاءت مكتبة متنقلة إلى القرية ، وطار أطفال المدرسة من الفرحة ، وأخذوا كتبا متنوعة وقرؤوها ، وكانوا كل يوم يقصون على بعضهم ما كانوا يقرؤونه في هذه الكتب .
كانوا كلما قرؤوا تعلموا ، وكلما تعلموا شعروا بالسعادة أكثر فأكثر ، وتدريجيا بدأ " كل أوغلان " يشعر بنفسه وحيدا بين أصدقائه ، فلا هو يفهم ما يتحدثون عنه ، ولا هو يعرف قصصا جديدة فيقصها عليهم .
هل يستوي من يقرأ ومن لا يقرأ !؟ هل من دواء لهذا الداء ؟
بقي الطفل " كل أُوغلان " جاهلا ومحبا للعب ، فلم يستطع أن يساعد أمه المسكينة عند مرضها ، ولا هو استطاع أن يبلي بلاء حسنا في البيع والشراء ، فأينما يذهب يعرف من يتعامل معه أنه أمي ؛ لأنه لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب ولو كلمتين .
تألم لأميته ، ونفد صبره ، وتذكر كلمات أمه الحنون :
سوف تندم يا قرة عيني ، لا تطع هواك ، ولا تجر خلف رغباتك .
ذات يوم أمسك " كل أوغلان " بيد والدته الطيبة وقال :
علميني يا أمي... أشعر بالخجل من أصدقائي ، وقد أصبحت سخرية لهم .
أني لقلب الأم أن يحتمل هذا الأمر ؟ جرت أمه بسرعة إلى المدرسة ، وتحدثت مع المعلمين ، والتحق " كل أوغلان " بالمدرسة على الرغم من تأخره ، وبدأ يذاكر دروسه ليل نهار ، وألف القراءة خلال فترة قصير ة، فكان أينما عثر على كتاب يقرؤه ، ويقص ما قرأه من الكتب على أصدقائه ... لقد أصبح درة أمه ، والأول في فصله .
أصبح كل أبناء القرية يحترمون « كل أُوغلان »، ويعجبون بهمته ، ويصطف عند بابه من لا يعرف القراءة والكتابة ، ويملون عليه رسائلهم وطلباتهم ليكتبها لهم .
ذات يوم ، حل فتى يافع ضيفا على منزل " كل أوغلان " ووالدته الطيبة ، ورجاه قائلا :
أنا أعمل في الشارع الجانبي ، وأريد أن أبعث إلى أمي برسالة ، ولكني لا أعرف القراءة والكتابة ، فهل تساعدني ؟
أبدى « كل أوغلان » ترحيبه بكتابة الرسالة ، وهو مندهش جدا لعدم معرفة الفتى بالقراءة .
قال الفتى : أشعر برغبة شديدة في التعلم ، ولكني لم أستطع أن أبوح بهذا لأحد ؛ فوالدي فقير جدا ، ولم يكن يرغب في تعليمي ، وقال لي : سوف تعمل لتعتني بالبيت .
بكيت طوال تلك الليلة ، وحاولت بعدها أن أتعلم بنفسي ولكني لم أستطع ، وها أنا ذا قد هرعت وجئت إليك .
حزن " كل أوغلان " كثيرا لأمر الفتى ، وتوجه بالشكر إلى الله أولا ثم إلى والدته ثانيا ، فالقراءة نعمة عظيمة ، ثم قال :
بالطبع سأبدأ بكتابة الرسالة إلى أمك الطيبة ، أساسا لن تأخذ الرسالة أكثر من ثلاثة أسطر إلى خمسة ، ولكن لا يصح أن تترك الأمر على ما هو عليه ، فالذي يريد أن يتعلم عليه ألا يبقى من دون حل .
في تلك الليلة هرب النوم من عيني " كل أُوغلان " لتأثره الشديد بحالة الفتى ، فخرج إلى الحديقة في منتصف الليل يتمشى فيها ويقدح فكره ، وظل يفكر ويفكر حتى الصباح .
عند الصباح توجهت أمه إليه ، وقالت : آه يا ولدي الحبيب ! بم أنت مهموم هذه المرة ؟ لقد أقلقتني .
أجاب " كل أُوغلان ": كوني صبورا يا أماه ! خطرت في بالي فكرة ...
لم يكمل قوله وانطلق إلى الشارع ، حتى فطوره لم يستطع أن يتناوله من شدة التأثر والانفعال ، هرع إلى المدرسة ولم يستطع أن يلتقط أنفاسه إلا عند بابها .
وما إن وصل حتى التقى معلمه وقال فورا : آه يا معلمي العزيز – معلمي المخلص الذي يعلمنا كل ما جهلنا - أحتاج إلى مساعدتك فلا تخذلني .
استغرب المعلم ، وقال : أقبل يا " كل اوغلان "! اهدأ وأخبرني عن مشكلتك ، وكن واثقا بأني سأساعدك .
أجاب " كل أوغلان " قائلا : كنت أميا فيما مضى ، ولا أستطيع أن أقرأ ولو كلمتين ، وكنت أشعر بالخجل الشديد ، ولا أستطيع الاختلاط بالناس ، والآن ما إن أرى إنسانا أميا حتى يصيبني غم شديد .
قال المعلم : وأنا أيضا أعرف أن العلم نور ، وأشعر مثلك بالأسف الشديد على الذين لا يستطيعون القراءة ، قال " كل أوغلان " : ما دام الأمر هكذا فلنتعاون ، ولنعمل معا على إنقاذ القرية من الأمية .
بدأت الدروس الليلية في المدرسة منذ ذلك اليوم ، ولم يبق في القرية عامل ولا طفل ، ولا امرأة ، ولا رجل إلا وتعلم القراءة والكتابة ، وحظي « كل أُوغلان » ومعلمه بدعوات كثيرة بالخير والبركة .
هيا يا أطفال تعلموا القراءة جميعًا ، واحرصوا على أن تكونوا متعلمين أصحاب قلوب طيبة ، فلربما تمرون يوما على قرية « كل أوغلان »، وتسمعون الكثير الكثير عن حكاياته .