قصص اطفال مصورة pdf القصة بعنوان الجفاف القصة مكتوبة ومصورة
اليوم قصة جديدة من سلسلة قصص اطفال مصورة pdf وقصة اليوم بعنوان الجفاف القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع.قصة الجفاف مكتوبة
كانت هناك قرية جميلة تعود أهلها على العمل في حقولها بحبور وسرور ، وكانت السماء والأرض تبتسمان لهم ابتسامة ساحرة ، وترفرف الطيور فوقهم بأجنحتها ، وتنساب المياه في تلك الحقول مسبحة مع كل قطرة ، وتفوح الزهور بعطر كالمسك .
في ذلك المكان الجميل كان يعيش طفل طيب القلب ، يطلق عليه أصدقاؤه وأقاربه لقب « كل اوغلان » .
اعتاد " كل أوغلان " على مناداته بهذا الاسم ، وحينما كان يسأل عن اسمه الحقيقي كان لا يستطيع أن يجيب .
كان يعيش مع أمه الحبيبة في منزل صغير ، ولا يخلو بيتهما من الدعاء والسكينة... لا يصيبهما أذى ، ولا يتطرق إلى قلوبهما هم ولا غم ، كانت أمه تدلله قائلة : ولدي « كل »، ولدي الرقيق .
( ولدي الأقرع ، أنت الأروع )
( ولدي الأقرع ، لأمه أطوع ، ولربه يركع )
كان كل شيء يسير على ما يرام في بيت " كل أوغلان " مع أن القرية كانت مقبلة على خطر خفي ؛ إذ حل الجفاف موسمين متتاليين ، والناس لا تلقي له بالا ، وكانت المياه تسيل من الصنابير وتمتلئ بها الطرقات ....
تراجعت مياه البحيرات ، وجفت الجداول ، وشيئا فشيئا اصفرت الأشجار وذبلت الأزهار .
لقد أزعج الجميع بالمصيبة التي حلت بالقرية ، ولم يجد أصحاب المزارع التي بدأت تجف حلا ، فكل الكائنات حتى المسنين الضعفاء ، والنسوة ، والأطفال كانوا جميعا في حالة يرثى لها .
حتى " كل أوغلان " ووالدته نالا نصيبهما من هذا الجفاف ، فبستانهما الجميل الغناء قضى عليه الجفاف ، ولم يعد في القرية التي يعيشان فيها أثر لراحة البال ولا للسعادة ، ودب النزاع على الماء بين الناس ، كل إنسان يظن أنه صاحب حق في أكبر نصيب من الماء ، ولا يرضى بتقسيم الماء المتبقي .
تألم قلب « كل أوغلان » البريء لما آل إليه حال القرية ، وانشغل عقله ، فلابد أن يعثر على حل ، وأن يصلح بين الناس .
وكان يقول : لابد من عبور هذه الأزمة ، فمن المؤلم جدا أن يعامل الأهل والأصدقاء بعضهم بعضا معاملة سيئة .
أما أمه فقد كانت تحزن حزنا شديدا كلما رأت ابنها مهموما ، وتتألم كثيرا ، وتحاول أن تسري عنه قائلة : آه يا ولدي « كل » ولدي فراشتي ، ابني البريء اللطيف لا تحزن وكن صبورا ، إن شاء الله ستغمرنا الرحمة .
أما « كل اوغلان » فكان يرد قائلا : لا يقلقك حالي يا أمي الحبيبة ، فسأجد حلا بإذن الله .
قالت أمه بأسف : حينما كانت الأمطار تهطل ، ونترك الصنابير مفتوحة بلا داع ، لم يدر في خلدنا أنه سيأتي يوم كهذا .
" كل اوغلان " : نعم يا أمي الحبيبة ، لم نستطع أن نقدر نعمة المياه ، وقد أخطأنا خطأ فادحا ، والآن وقعت الفتنة بيننا ، ونسينا حقوق الجيرة .
وبينما كان « كل أوغلان » يتحدث مع أمه إذ نشب شجار جديد في القرية بسبب الماء ، فهرع " كل أوغلان " وأهالي القرية الذين سمعوا الضوضاء إلى هناك ، كان النزاع يدور بين فلاحين يريد كل منهما أن يسقي بستانه ، كانا يعملان معا منذ فترة طويلة ، ونشب الخلاف بينهما لأن كلا منهما يرفض أن يعطي الماء للآخر .
لم يستطع " كل أوغلان " أن يصبر على هذه الحال ، ووقف حيث يراه أهل القرية ، وبدأ يخاطبهم : أيها الأهالي ، كبيركم وصغيركم ، اسمعوني ، أنصتوا ل "كل أوغلان " البسيط .
توقف الشجار ، والتفوا حوله بسرعة ، وساد الصمت ؛ فهم جميعا يحبونه حبا جما ثم سألهم « كل أوغلان » قائلا : يا جيران الأمس ماذا أصابكم اليوم ! والله لقد أدهشني ما حدث ، واندهش كل شيء في حتى رأسي الأقرع . أحد الفلاحين : الجفاف أصابنا ، وفقدنا حيواناتنا ومزارعنا ، يكفي ما كابدناه !
" كل أوغلان " : فلنكف عن النزاع والعراك ، ولنبحث عن حل لهذه المشكلة قبل أن نفقد ما تبقى في أيدينا .
أهل القرية : فات الأوان ، لا فائدة مهما فعلنا ، ومن غير شك سيكون الخراب هو العاقبة .
" كل أوغلان ": الأمل موجود دائما ، ولا يكفي الناس شيء حتى الهواء إذا لم يعرف قدره ، من الآن فصاعدا علينا ألا نسرف فيما نحب ، ألا نسرف في مياهنا وخبزنا وطعامنا ، فلنتجنب الإسراف ولنحي مقتصدين .
كان " كل أوغلان " محقا في كل ما قاله ، فالنزاع والأنانية لا يأتيان بفائدة .
ومنذ ذلك اليوم قاد " كل اوغلان " أهل القرية ، فعملوا ليل نهار ، ونقبوا عن ينابيع جديدة للمياه ، وبدؤوا في تقسيم الماء الموجود بينهم ، ولم يضيعوا ولو قطرة ماء واحدة ، وكانوا كلما زاد الحب بينهم نقصت أوجاعهم أكثر فأكثر .
هطلت الأمطار واخضرت الأرض ، وحل الرخاء من جديد بعد الأيام العجاف .
وقد تعلم الجميع التوفير والاقتصاد من « كل أوغلان »، ولم يعرف أهالي القرية بعد ذلك معنى كلمة « العدم ».