قصص اطفال pdf بالصور بعنوان البستان المبارك القصة مكتوبة ومصورة
اليوم مع قصة من سلسلة قصص اطفال pdf بالصور مع القصة جميل تسعد الاطفال ، البستان المبارك ، القصة مصورة وكتوبة pdf.
قصة البستان المبارك مكتوبة
على حافة طرقات متربة في أحد البلدان البعيدة ، يقع جبلان بينهما بستانان ، تنمو في بستان منهما نباتات كثيرة متنوعة ، كانت مياهه صافية براقة ، وتربته خصبة ، تنساب البركة الغزيرة من كل شبر فيه ؛ ولهذا كان يطلق عليه " البستان المبارك ".
كان المارة على هذا البستان يتطلعون إليه بإعجاب ، ويدهشون الجمال الأشجار والفاكهة ، ولا يجد زواره نقصا به أبدا ، ولا يوجد في المنطقة من لا يعرف شهرته .
أما البستان الآخر فلم يكن يطرح لا فاكهة ناضجة ، ولا خضرة ، حتى إن الكائنات الحية كانت تنصرف عنه ، ولا تبني فيه بيوتها .
كان هذان البستانان ملكا لشقيقين ، وكانا يقتسمان بالعدل محاصيل البستان الخصب ، وكانا يعملان معا لإصلاح البستان المجدب .
كان لكل من الشقيقين ولد ، أحدهما فتى رشيق ، وهو بطلنا " كل أوغلان " قرة عين والدته ، أما ابن الأخ الآخر فاسمه « حسن » ، وكان رفيق « كل أوغلان » في اللعب ، كانا متفاهمين جدا ، يأكلان ويشربان معا ، ويساعد كل منهما الآخر في كل محنة ، وكل منهما كان عونا للآخر .
مرت الأيام ، ودارت الأرض ، ومر قطار الزمان بسرعة ، أنا أقول : عشرة أشهر مضت وأنتم تقولون : بل أحد عشر شهرا ، كبر " كل أوغلان " وحسن ابن عمه ، وتولى كلاهما رعاية الأسرة والممتلكات .
ولكن نسي الاثنان نصائح أبويهما المسنين ، وانكبا على الأموال والممتلكات ، ووقع العداء بينهما بسبب " البستان المبارك " أجمل البساتين ، « كل أوغلان » يظن أنه أحق بالبستان ، ويقول : والدي عمل أكثر ، أما حسن فكان يريد أن يأخذ " البستان المبارك " ويعطي البستان القاحل ل " كل أوغلان "، لقد فرق الطمع بين الصديقين الشقيقين ، ودهش أهل القرية لهذا الحال .
اجتمع الكبار ونصحوهما قائلين : فكرا مليا ، لا يخسر أحدكما الآخر من أجل متاع الدنيا الفانية .
وعلى الرغم من أنهم قالوا لهما : لقد عاش أبواكما في تحاب ، ولم يجنحا عن الحق مثقال ذرة ، فقد فشلوا في جعل ولدي العم يسمعان النصيحة .
كانت أم " كل أوغلان " حزينة جدا لهذا الأمر ، وصارحت ابنها مرات ومرات ، وتحدثت معه ، ولكنها لم تجن فائدة ، قالت له : متاع الدنيا فان .. الباقي هو الحب ، الصداقة ، الوفاء ... إن إيذاء القريب القريبه نقيصة .
نصحت ، ولكن لا مجيب ، كأنها تخاطب نفسها ، ولم يتراجع «
" كل أوغلان " وحسن عن عنادهما ، كلاهما يريد أن يمتلك أجمل بستان وأجمل حديقة ، وأعمى الطمع عيونهما ، فلم ينتبها للعمل ، وأصما آذانهما عن نداءات القلب .
بعد فترة طويلة ، أحيل الأمر إلى القضاء ، وتم تقسيم البستان إلى نصفين ، نصف لابننا " كل أوغلان " ، الولد الرقيق ، وأعطي القسم الآخر لحسن .
أما البستان القاحل فلم يلتفتا إليه قط وأهملاه ، مما زاد من جدبه .
عمل " كل أوغلان " وحسن كثيرا فيما خصص لهما من أجزاء البستان ، ولكن " البستان المبارك " كان يفقد بهاءه السابق يوما بعد يوم ، وبدأ في الجدب ، دهش " كل أوغلان " لهذا الوضع ، فكف عن العمل ، وذهب إلى أمه وبكى عند قدميها وقال : أماه ، لماذا يحدث هذا مع أني اشتغلت ، واجتهدت ، جمعت الأعشاب الجافة ، ورويت ؟!
الأم : آه يا ولدي شرحت لك يا بني ولكنك لم تفهم ، رجوتك ولكنك لم تسمع ، كان بهاء البستان ينبع من الأخوة التي بين أبيك وعمك ، ومن حب كليهما للآخر ، فلم يجرح أحد منهما الآخر ولو مرة واحدة في " البستان المبارك " ، كانا يعلمان أن النزاع نقيصة تقلل المحبة .
أدرك " كل أوغلان " خطأه ، وخجل جدا ، وقال : آه يا أمي ماذا فعلت ؟!
اتبعت ما يدور في رأسي ، فلم أفكر ، وغلبني طمعي ، وجرحت مشاعر صديقي وأخي .
الأم : إن تراجعك عن الخطأ مكسب ، ومهما شكرت على هدايتك فهو قليل .
أما حسن فقد أصابه مرض شديد في تلك الأيام ، ولم يكن بمقدوره مغادرة الفراش ، ومرت بخاطره الأيام القديمة عندما كان يجد " كل أوغلان " بجانبه إذا مرض ، ويظل يرافقه حتى يشفى ... وأدرك حسن أهمية الصداقة وهو يتذكر ما مضى ، ولم يعرف كيف سيتصرف من شدة ما يشعر به من الندم ، وملأ قلبه الحزن والشعور بالوحدة فتمتم قائلا : " الإنسان لا يحتاج إلى الثروة والممتلكات ، بل يحتاج إلى الود ، ولا حاجة به إلى المال الوفير ، بل يحتاج إلى الحب ".
عندما علم " كل أوغلان " بمرض حسن هرع إليه على الفور ، وطلب منه أن يسامحه ، ففرح حسن جدا ، وطلب هو أيضا من " كل أوغلان " أن يسامحه ، وقال : رجعت عن طريق الخطأ وفهمت الحقيقة أخيرا ، سنكون معا من الآن فصاعدا ، ولننقذ البستان والحديقة .
فهذه هي الكائنات الحية إلى " البستان المبارك " عادت .. وأحلامها تحققت ...
وهذه أيدينا تصافحت ...
وعادت الصداقة الجميلة من جديد .