قصص مصورة للاطفال بعنوان يا مطرة ، رخي ! رخي القصة مكتوبة ومصورة pdf
اليوم مع قصة من سلسلة قصص مصورة للاطفال مع القصة الرائعة , يا مطرة ، رخي ! رخي كما اننا بحث عن متعة الطفل وسوف نروي لكم قصه جديده .
قصة يا مطرة ، رخي ! رخي ! مكتوبة
بدت السحب كأنها تلعب الغميضي في السماء ؛ فلا تظل الهضبة ألبتة ؛ فمالت الزهرة البنفسجية إلى ظل النخلة ، وأخذت تشكو لها الجفاف ، أما النخلة - وقد بدأت جذورها تشقق من شدة العطش - فرفعت أكفها للسماء ، وهمست بهذا الدعاء : " اللهم أمطرنا."؛ سمعت الزهور البرية دعاءها ، فأمنت جميعا على دعائها .
فقالت الزهرة البنفسجية :
- عزيزتي النخلة ، أنا أيضا أدعو معكم .
في تلك الأثناء اقتربت الفراشة الملونة ، وحاولت أن تطمئنهن قائلة :
- یا رفاق ، سمعت من غنم السيدة حليمة أن الناس سيجتمعون اليوم ليدعوا دعاء الاستسقاء ، فلنشاركهم نحن أيضا بدعائنا ، ما رأيكن ؟
فرحت النخلة والزهرة البنفسجية لما علمنا هذا ، وبدأ الناس يتوافدون على الهضبة حيث النخلة ، يعلو وجوههم الحزن والغم ، كان لسان حالهم يوحي بعجزهم وأنهم غلبوا على أمرهم ؛ إذ كانوا في حاجة شديدة إلى المطر .
فتجمعوا في الساحة جانب الزهرة البنفسجية ، ورفعوا أيديهم بالدعاء قائلين : " اللهم أنت الله لا إله إلا أنت ، أنت الغني ، ونحن الفقراء ، أنزل علينا الغيث ، ولا تجعلنا من القانطين اللهم أغثنا ... اللهم أغثنا ، اللهم اسقنا غيثا مغيثا ، هنيئا ، مريئا ، عاما ، نافعا ، غير ضار ، عاجلا ، غير آجل ، اللهم أحي البلاد ، وأغث العباد ، واجعله بلاغا للحاضر والبادي ، اللهم سقيا رحمة ، لا سقيا عذاب ، ولا بلاء ، ولا هدم ، ولا غرق ، اللهم اسق العباد والبلاد ، وأنزل علينا من بركاتك ، واجعل ما أنزلته قوة لنا على طاعتك ".
دعا كل بما يعرف من أدعية ، ولم تظهر أية سحابة ؛ فأشارت الزهرة البنفسجية إلى سيدة عجوز ، وقالت :
- استمعن لما تقول !
فأنصتت الفراشة الملونة ، والأعشاب للسيدة العجوز ، فإذ بها تقول :
- هناك طفل مبارك في بيت السيدة حليمة جاء من مكة ، اسمه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، يتميز عن الأطفال كلهم ، فلنأت به إلى هنا ، فربما يستجاب دعاؤنا إكراما له ؛ فوافقوا جميعا على هذا الاقتراح .
كانت السيدة حليمة بين الحضور للدعاء ؛ فذهبت إلى البيت مباشرة لإحضار الطفل النوراني ، فجاءت به تحمله في حجرها إلى الهضبة حيث الناس مجتمعون ، ولما رأته الزهرة البنفسجية في حجر السيدة حليمة ، كاد قلبها يطير فرحا ؛ إذ كان أزكى رائحة من الورود كلها ، ولم تكن هذه الرائحة غريبة عنهن ؛ إذ كانت الرياح تحملها للهضبة كل صباح ، فاحتضن أحد الحضور بالهضبة الطفل النوراني ، وأخذ يدعو قائلا :
" اللهم أمطرنا بفضل هذا الطفل النوراني المبارك ، فرفعوا جميعا أياديهم مؤمنين ؛ وأثناء ذلك لاحظت الزهرة البنفسجية أن هناك سحابة تظل الطفل النوراني ، فنادت صديقتيها النخلة والفراشة ، وقالت لهما :
- أتريان السحابة تظل الطفل النوراني ؟
أخذت السحابة تتسع ، وتتسع حتى ملأت السماء ، كأنها ستمطر ؛ أما الزهور البرية والفراشات فكن ينظرن إلى السماء بأمل وتفاؤل ، بينما اضطرب الناس كثيرا ، ثم أرعدت السماء ، وبدأت قطرات المطر تتساقط رويدا رويدا ؛ فتبسم الزرع كله ، وتعالت صيحات الناس فرحا قائلين :
- الله أكبر ، والله الحمد ، لقد أمطرت السماء ... أمطرت !
أخذت الحملان تلهو وتلعب تحت الأمطار ، وتحاول التقاط قطرات المطر بأفواهها ، تفرح وتمرح وتثغو كلما بلل المطر أصوافها ، وفرحت النخلة والزهرة البنفسجية لما تبللت أوراقهما ، أما الفراشة فوقفت تحت النخلة تشاهد سعادة الكائنات كلها وفرحتها ؛ إذ قبل الله – تعالى - الدعاء كرامة للطفل النوراني .
وكان الجميع يعرف أن المطر نزل كرامة لهذا الطفل ذي القلب الرقيق ؛ فشكروا الخالق - تبارك وتعالى - خالق هذا الطفل المبارك ؛ وزاد حبهم له ؛ حقا إن محمدا الطفل النوراني - صلى الله عليه وسلم - رحمة للعالمين ، للبشر والشجر والحجر ، يجلب السعادة والبركة أينما نزل ، وحيثما حل .