حكايات عالمية حكاية القط ذو النعلين مصورة و مكتوبه و pdf
نقدم لكم الآن حكاية جديدة من حكايات عالمية و حكاية اليوم بعنوان القط ذو النعلين الحكاية مصورة و مكتوبه و pdf
قصة القط ذو النعلين مكتوبة
في قديم الزمان ، عاش طحان مع أولاده الثلاثة ، في بلدة صغيرة .
وذات يوم ، مات الطحان ، تاركا طاحونة وحمارا وقطا .
وحسب وصيته أخذ الابن الكبير الطاحونة ، والابن الأوسط الحمار ، وحصل الابن الصغير ، واسمه جابر ، على القط .
خاب أمل جابر بتركة أبيه ، وقال في نفسه : « إيه سيكسب أخواي من الطاحونة والحمار ، أما أنا فماذا سأكسب من القط ؟
على العكس ، سأخسر الطعام الذي سأقدمه له ».
سمع القط حديث جابر لنفسه ، وتقدم إليه وقال : « سيدي ! لا تبتيش ، سأكون أنفع لك من الطاحونة والحمار .
اشتر لي فقط حذاء وكيسا وقبعة ، وسترى ما سأفعل ».
دهش جابر لكلام القط ، واستغرب طلباته ، ولكنه ، مع ذلك ، أحضر له ما أراد ، ليرى كيف سيفيده ، كما يزعم .
فرح القط بما أحضره له جابر ؛ فارتدى القبعة ، وانتعل الحذاء ، ووضع الكيس على ظهره ، وأخذ يختال في مشيته ، مضحكا سيده بحركاته .
ثم استأذن من جابر ومضى لإنجاز عمل ما .
ذهب القط إلى السوق ، وحصل على بضع جزرات ، ثم اتجه إلى الغابة ، وفتح كيس الجزر ، وأرخى حباله ، ثم تظاهر أنه ميت ، وبدأ ينتظر .
وبعد ساعة ، ظهرت أرنب سمينة بين الشجيرات ، واتجهت إلى الكيس .
وبعد أن اطمأنت إلى موت القط ، أدخلت رأسها في الكيس ، وصارت تأكل الجزر .
وبسرعة ، سحب القط حبال الكيس ، واصطاد الأرنب ، وتوجه بها إلى قصر الملك في طرف الغابة .
وقف القط أمام حراس القصر وقال لهم : " احم ، احم ... أريد مقابلة جلالة الملك .. احم .. عندي هدية سأقدمها لجلالته ".
استغرب الحراس كلام القط ، وعجبوا من ثقته بنفسه ، فأخبروا عنه الملك ، فأذن له بالدخول .
دخل القط ذو النعلين على الملك ، وانحنى له ، وقال : " جلالة الملك ! إن سيدي النبيل ( كراباس ) قد أرسل لك هذه الأرنب ، عربون مودة وإخلاص ، راجيا أن تتفضل عليه بقبولها ، وتشرفه بأكلها ».
ضحك الملك من كلام القط وفصاحته ، وقال له : " اشكر سيدك على هديته ، وقل له : قد قبلناها ".
في اليوم التالي ، أمسك القط بطائري حجل ، وأهداهما إلى الملك ، مع تحيات وسلام سيده النبيل كراباس .
فسعد الملك بهدية النبيل كراباس ، وأنعم على القط بأشهى الأطعمة الموجودة في قصره .
وذات يوم ، سمع القط أن الملك سيقوم بنزهة مع ابنته الأميرة الجميلة ، على ضفاف النهر .
أسرع إلى سيده جابر ، وقال له : « سيدي ! لقد حان الوقت الذي يجب أن يرى فيه الملك النبيل كراباس .
اذهب إلى النهر ، وانزل فيه ، وحين ترى الملك قد أتى تظاهر بأنك تغرق .
وثق بأنك النبيل كراباس ».
تعجب جابر من كلام القط ، واسم النبيل كراباس ، ولكنه اتبع نصيحته ، إذ ليس لديه ما يخسره .
حين ظهرت العربة الملكية ، أخذ القط في الصراخ : " النجدة ! النجدة ! سيدي النبيل كراباس يغرق ".
وحين شاهد الملك القط أوقف العربة .
لما عرف الملك سبب صراخ القط ، أمر جنوده بمساعدة النبيل كراباس وإنقاذه ، ولكن القط صعد إلى الملك وهمس في أذنه : « جلالة الملك ! إن ثياب سيدي قد سرقت حين كان يسبح في النهر ، فلو أمرت له بثياب من عندك ليلبسها ، فإنه لن ينسى فضلك عليه ».
هز الملك رأسه ، وقال : « هذا خبر محزن ولكن لا عليك .
أيها الحارس اذهب إلى القصر ، وائت لي بأفخر ملابسي الملكية ».
فلما رجع الحارس ، وارتدى جابر لباس الملك ، بدا جابر شابا وسيما مشرقا ، فلما رأته الأميرة وقعت في حبه ، وأشارت على أبيها أن ينضم إليهم في نزهتهم .
تقدم القط موكب الملك ، فمر على فلاحين يحصدون الذرة ، فقال لهم : « أيها الفلاحون ! إني لكم ناصح ، سيمر بكم الملك بعد قليل ، وسيسألكم : لمن هذه الأرض ؟ فإذا أجبتم : إنها للنبيل كراباس ، سر بذلك وترككم، وإن قلتم : لنا ، قتلكم ».
فذعر الفلاحون من كلامه ، ووعدوه أن يقولوا كما علمهم .
ثم مر القط على رجال يقطعون العشب ، وقال لهم : " أصغوا إلي ، إن الملك قادم إلى هنا ، فإن سألكم : لمن هذه الأرض؟ فأجيبوا : إنها للنبيل كراباس .
فإذا قلتم ذلك سأحرركم من استغلال الغول المتوحش واستبداده ".
وصل الملك إلى حقل الذرة ، ورأى الفلاحين يجدون في حصادها ، فسألهم : « لمن هذه الأرض ؟ فقالوا على الفور : « للنبيل كراباس ، يا مولاي !».
فسر الملك بجوابهم .
ثم تابع تقدمه ، حتى وصل إلى قاطعي العشب ، وسألهم : « لمن هذه الأرض ؟» ، فقالوا بصوت واحد : "للنبيل كراباس يا مولاي !».
فعظم جابر في عين الملك ، وبالغ في إكرامه .
ذهب القط إلى قلعة الغول المتوحش ، ليحرر قاطعي العشب ، كما وعدهم .
فدخل عليه ، وقال : « سيدي العظيم ! سمعت أنك تستطيع أن تحول نفسك إلى أي مخلوق تريد ، فجئتك لأرى قدرتك ، وأحدث عنها الناس ، ليبالغوا في احترامك وتعظيمك ».
فضحك الغول ، وقال : « أجل ، أجل ، صحيح ما سمعت ».
ثم تحول الغول إلى أسد يزمجر ، ثم عاد إلى طبيعته .
فقال له القط : « كم أنت قوي وخارق .
ولكن هل تستطيع أن تتحول إلى فأر ، كما تحولت إلى أسد ؛ لأني سمعت أنك لا تستطيع ذلك ! ».
غضب الغول وقال : « هذا كذب ، طبعا أستطيع ذلك ، وسأريك ».
وما أن تحول إلى فأر حتى ضربه القط بمخلبه والتهمه .
وفي الوقت نفسه ، دخل الملك القلعة مع ابنته وجابر ، فاستقبلهم القط قائلا : « جلالة الملك ! أهلا بك في قلعة النبيل كراباس ».
نظر الملك إلى عظمة القلعة وحسن بنائها وقال لجابر بدهشة : « هل .. هل .. هذه القلعة العظيمة الجميلة ملك لك أيها النبيل ؟!».
فغمز القط جابرا ، فقال : « نعم ، يا جلالة الملك ! وإن سمحت لي فإني .. أرغب بالزواج من ابنتكم الأميرة ".
فسر الملك بطلبه ، وزوجه ابنته.
وشكر جابر القط على كل ما فعله لأجله ، وأمر له بخدم يقومون على راحته ، وترحم على والده الذي أوصى له بهذا القط المعجزة .