قصة عقلة الاصبع قصة خيالية مكتوبة ومصورة و pdf
قصة عقلة الاصبع مكتوبة
يحكى في قديم الزمان أن حطابا فقيرا قرر هو وزوجته أخذ أولادهما السبعة إلى الغابة ، وتركهم يتيهون فيها ، لأنهم فقراء جدا ، ولا يملكون ثمن الطعام لإطعامهم ، فكاد الأولاد يموتون من شدة الجوع بسبب فقر العائلة الشديد . وكان أصغر الصبية سنا يدعى : " عقلة الإصبع " وقد سمي بهذا الاسم لأنه كان بحجم الإبهام عند ولادته ، ولقد سمع حديث والديه ، وكان كثير الذكاء والدهاء ، فقرر أن يملأ جيوبه بحصى صغيرة بيضاء أخذ يرميها طوال الطريق على أرض الغابة .
وعند المساء غافل الأب والأم أولادهما ، وعادا إلى المنزل ، لكن عقلة الإصبع قال لإخوته : لا تبكوا يا إخوتي سأدلكم على طريق العودة إلى المنزل .
وهكذا وبفضل الحصى رجع الأولاد سالمين إلى منزلهم . لكن موقف الأم والأب لم يتبدل ، إذ عزما على إضاعة الأولاد في الغابة للمرة الثانية . هذه المرة ملأ عقلة الإصبع جيوبه بقطع يابسة من الخبز أخذ يفتتها وينثرها طوال الطريق من أجل العودة مع إخوته إلى منزلهم .
وعندما حل المساء ، وأرادوا العودة إلى المنزل كانت الطيور ويا للأسف ، قد التهمت فتات الخبز ، فلم يتمكن الصبية من العودة إلى منزلهم ، وتسرب الحزن واليأس إلى قلوبهم الصغيرة ، وجلسوا يبكون ويبكون خوفا من الظلام ومن المجهول ، إلا عقلة الإصبع الذي لم يفقد الأمل والشجاعة .
أخذ يتسلق شجرة كبيرة ، وجلس على أعلى غصن فيها ليشاهد ما يحيط حولهم . فشاهد نورا ينبعث من كوخ بعيد . نزل وأخبر إخوته ، وساروا جميعا نحو الكوخ .
وعندما وصلوا إليه قرع عقلة الإصبع الباب ففتحت لهم امرأة مسنة الباب ، أخبروها أنهم قد ضلوا طريق العودة إلى منزلهم ، وطلبوا منها المبيت في منزلها .
فأجابتهم المرأة : كنت أتمنى ذلك أيها الصغار المساكين ، ولكن هذا الكوخ الخشبي لوحش كاسر يأكل الأطفال الصغار .
غير أن الأطفال ألحوا عليها وترجوها أن تدخلهم ، فأين سيذهبون ، ولا مأوى لهم إلا الغابة حيث الوحوش الضارية .
أدخلتهم المرأة بعد إصرارهم الشديد على أمل أن تخفيهم عن عيني الوحش .
وبعد وقت قصير رجع الوحش إلى منزله ، وفور دخوله صاح بصوت كالرعد : أشم رائحة لحم شهي في منزلي .
حاولت خادمته المطيعة أن تقنعه أن هذه الرائحة هي رائحة اللحم الذي تطهوه له ، ولكن الوحش لم يقتنع بذلك ، ولم يصدقها ، وأخذ يفتش أرجاء المنزل إلى أن عثر على الصبية السبع مختبئين في غرفتها تحت السرير .
وعلى الفور حضر نفسه لالتهامهم ، لكن الخادمة المسنة قالت له : من الأفضل أن تغذيهم بالطعام الشهي والشراب اللذيذ حتى يسمنوا قليلا ثم تأكلهم بعد ذلك فتحصل على لحم لذيذ جدا . أكل الصبية أكلا دسما وكثيرا ، ثم أدخلتهم المرأة المسنة إلى غرفة نوم الفتيات للنوم على السرير الثاني الكبير المقابل لسرير الفتيات .
استلقى الجميع على السرير وغرقوا في سبات عميق بعد هذا الطعام الشهي ما عدا عقلة الإصبع ، فهو الوحيد الذي لم ينم لأنه لم يكن واثقا من غدر الوحش بهم ، وظل يفكر لساعة كاملة إلى أن خطرت له فكرة ذكية ، نزل عقلة الإصبع من على السرير، واتجه نحو سرير الفتيات حيث قام بنزع التيجان الذهبية من رؤوسهن ، واستبدلها بقبعات إخوته ، ثم وضع التيجان فوق رؤوس إخوته .
إذ كان للوحش سبع فتيات صغار كن نائمات على سرير كبير بجوار بعضهن البعض ، وعلى رؤوسهن تيجان جميلة من الذهب الخالص .
وبالفعل لم يخب ظن عقلة الإصبع ، إذ هجم الوحش على الغرفة ، وأخذ يأكل بعض رؤوس الفتيات اللاتي يرتدين القبعات فوق رؤوسهن .
وعلى الفور أيقظ عقلة الإصبع إخوته ، ولاذوا بالفرار .
وعند الصباح أدرك الوحش الخطأ الذي ارتكبه ، فجن جنونه ، وأحضر حذاءه العجيب ليتمكن من الركض واللحاق بالفتية .
وأخذ يركض ويركض عبر الغابة بخطوات كبيرة وواسعة حتى نال منه التعب فاستلقى على صخرة عالية ليرتاح من تعبه ، وغط في سبات عميق .
وكان الصبية يختبئون خلف تلك الصخرة ، فتسلل عقلة الإصبع بحذر شديد نحو قدمي الوحش ، وخلع الحذاء العجيب من قدميه ولبسه هو في قدميه الصغيرتين . هذا الحذاء السحري يتلاءم مع أي قدم تلبسه .
وطلب من إخوته العودة بسرعة إلى المنزل دون توقف ، وأخبرهم أن عليه مهمة سوف ينجزها ثم سيلحق بهم على الفور .
وانطلق عقلة الإصبع إلى منزل الوحش يسابق الرياح وهو ينتعل هذا الحذاء السحري .
وعندما وصل قال للخادمة : لقد وقع الوحش أسيرا لدى عصابة من اللصوص ، وقد أرسلني إليك لإحضار كل الذهب والمال الذي يمتلكهما من أجل فك أسره من قبضتهم .
أجابته الخادمة : وما الدليل على صدق قولك يا بني ؟
رد عقلة الإصبع : انظري هذا هو الدليل ، لقد أعطاني الوحش حذاءه السحري من أجل كسب الوقت .
دلته الخادمة على خزانة كبيرة موجودة في غرفة نوم الوحش .
وهكذا فتح عقلة الإصبع الخزانة وأفرغ ما فيها من ذهب وأموال في كيسين كبيرين وانطلق بهما مع حذائه السحري إلى كوخ والديه .
وصل في نفس اللحظة التي وصل فيها إخوته إلى المنزل ، إذ التقى بهم أمام باب البيت وقام بطرق الباب ، وما هي إلا لحظة واحدة حتى فتحت والدته الباب ، وكانت فرحتها بعودتهم كبيرة جدا ، وأخذت تحتضنهم واحدا تلو الآخر وهي تبكي لشدة فرحها . ودخل الأولاد ليجدوا والدهم طريح الفراش والمرض من حزنه عليهم . وقص عقلة الإصبع لوالدته قصتهم مع الوحش كاملة ، وأفرغ محتوى الكيسين من الذهب والمال ، حيث فرحت الأسرة بكاملها لأنها ودعت الفقر والتعاسة وعاش الجميع بسعادة بالغة حتى آخر العمر .