قصص اطفال مكتوبة هادفه من قصة يوم فقدت قطتي عقلها القصه مكتوبة ومصورة و pdf
مع قصص اطفال مكتوبة هادفه وقصة اليوم بعنوان يوم فقدت قطتي عقلها القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع.
قصة يوم فقدت قطتي عقلها مكتوبة
سأحكي لكم حكاية يا أصدقائي : كان يومي أمس في المدرسة مرهقا جدا .
يحدث ذلك أحيانا ، ولا ريب أنكم ترون أياما مثله بين فينة وأخرى .
عدت إلى منزلي متعبا ومشتاقا لرؤية قطتي مشمشة .
ولكني لم أتوقع أبدا ما كان بانتظاري !
فأنا لم أجد قطتي ! بحثت عنها في كل الأماكن التي قد تخطر ببالكم ؛ بحثت هنا ، وبحثت هناك ، لكن بلا فائدة . ترى أخرجت من النافذة ؟
لكن النافذة كانت مغلقة ! أختطفها لصوص ؟!
كنت على وشك الاتصال بالشرطة ؛ لتساعدني في البحث عن قطتي . وفجأة ...
اقترب مني صندوق ! كان يدفع نفسه نحوي دفعا .
صرخت : "من يحرك هذا الصندوق ؟" ، ومن الداخل سمعته ؛ سمعت مواء قطتي الحبيبة !
جريت إلى الصندوق أفتحه وأنا أصيح : "قطتي مشمشة الحبيبة ، أخيرا وجدتك !".
لكن مشمشة لم تحيني بطريقتها المعتادة ، بل ردت في غموض : "من مشمشة هذه ؟!
أنا لست مشمشة ، بل أنا قطة (اشرودنجر)". ماذا ؟ لم أفهم شيئا مما قالته !
قلت لها : بل أنت مشمشة ، قطتي الحبيبة ! صديقتي الصغيرة ذات الفراء المشمشي . ألا تذكرين ؟". فنظرت إلي وهزت رأسها الصغير بالنفي .
أعترف لكم يا أصدقائي أني كنت على وشك البكاء لقد فقدت قطتي عقلها تماما لكن مشمشة لم تكن قد انتهت من إفزاعي بعد فقالت : " يبدو أنك لم تفهم ! أنا قطة (اشرودنجر) ، وأنا حية وميتة في الوقت نفسه !".
وأشارت بمخالبها الصغيرة وأكملت : " تعال !".
فتحت مشمشة صندوقها حتى تريني ما بداخله ، وشرحت لي كيف أن بهذا الصندوق نظام عمل دقيقا ، وزجاجة بها سم ! ثم أكملت شرحها بفخر : "إذا عمل الجهاز وانكسرت الزجاجة سأموت فورا.
أما إذا بقيت كما هي فسأظل حية !".
دخلت مشمشة في الصندوق وأغلقته على نفسها ، وجاء صوتها من الداخل يقول : "أرأيت ؟ أأنا حية أم ميتة؟
لن تعرف الإجابة أبدا ، لذلك أنا الاثنان معا !". فأجبت مغتاظا : أنت حية ؛ وإلا فكيف تتكلمين ؟!"، فخرج صوتها وقد احتد : "آه ! لن أتكلم ! ولتخبرني عندها كيف ستعرف إذا كنت حية ، أم ميتة أيها الذكي !".
أطبق الصمت حتى صرت لا أسمع سوى صوت أنفاسي . وبعد مرور بعض الوقت بدأ يراودني القلق ؛ ترى هل هذا السم حقيقي ؟!
وهل لديها ما يكفي من الهواء في الصندوق ؟ وماذا لو أصابها مكروه ؟
لم أطق انتظارا ، فقلت برفق : "مشمشة ! مشموشي ! هل أنت بخير ؟".
لم ترد ، بل ساد صمت مهيب . هنا قررت أن أجاريها ، حتى ينتهي الأمر على خير ، فأعدت سؤالي : "ا... يا قطة (فلوزندر) ؟
هل أنت حية ؟".
وهنا صاحت مشمشة : "(اشرودنجر) ! ألم تدرس أي شيء في المدرسة ؟". ضحكت ، وحمدت الله أنها بخير، لكن ضحكي لم يعجب مشمشة ، التي أطلت برأسها الصغير مجددا ، وقد قطبت حاجبيها ، وقالت : "لا بد أنك درست نظرية قطة (اشرودنجر) في المدرسة ، حاول أن تتذكر". حاولت أن أتذكر ، لكن دون جدوى . أردفت بخجل : "لا أعرف عنها شيئا".
هبت مشمشة قافزة ، وقالت : أنظر معي إلى هذا الصندوق الصغير، إن به مادة مشعة ، فإذا أطلقت المادة جسيما ، سيعمل الجهاز، وتنكسر الزجاجة ، وأموت فورا . أما إذا بقيت كما هي ، فسأظل حية".
ثم بدأت تصفف فراءها بلسانها ، وتابعت : "ولأن أحدا لا يشاهد ما يجري في الصندوق ، سأكون حية وميتة في الوقت نفسه".
ما الذي تقوله هذه القطة المسكينة ؟ أخبرتها أنني إذا كنت نائما في فراشي ، فأنا نائم في فراشي ، ولا يهمني إذا فتح أحدهم باب الغرفة أو لم يفتح .
ضحكت مشمشة وهزت رأسها كأنها تخاطب طفلا صغيرا ، وقالت : " ما تقوله صواب في الأشياء الكبيرة ، فما يحدث معها لا يتأثر بالمراقبة .
لكن على مستوى الأشياء الدقيقة كالذرات ، تطبق قواعد خاصة ، مثل فيزياء الكم". حاولت أن أفهم ، وأردت أن أقول شيئا ذكيا ، لكن لم يخرج من فمي سوى : " ا، ا، ا، ... أها ؟!".
ضيقت مشمشة عينيها ، فعرفت بأن صبرها بدأ ينفد .
استجمعت قواي العقلية لأفهم ؛ فأنا ولد كبير ، وهي مجرد قطة صغيرة فقدت عقلها ، وعلي أن أنقذها .
طلبت منها أن تكرر شرحها لي ، ففعلت .
ثم قالت: وحدها الملاحظة ستحسم نتيجة التجربة ! هل فهمت الآن ؟".
قلت في حماس : نعم ، فهمت يا (قطة اشرودنجر) !
ما رأيك أن أقوم أنا بالملاحظة حتى نعرف إذا كنت حية أم ميتة ؟".
اعترضت مشمشة بشدة ، فقد كانت سعيدة بحالتها المركبة تلك ، وودت لو تظل كذلك إلى الأبد .
لكني أردت عودة قطتي ، وأردت العودة لممارسة حياتي الطبيعية ، أي أنني كنت حقا في مأزق !
لكن اطمئنوا ، فبفضل مهارتي الإقناعية ، وافقت مشمشة على التجربة على مضض .
دخلت مشمشة إلى الصندوق وأغلقته .
انتظرت بضع دقائق ، ثم جاءت اللحظة الحاسمة أتظنون أن قطتي مشمشة ستعود إلي ؟
تمنيت ذلك من كل قلبي . فتحت الصندوق بحركة سريعة فوجدتها ، ويا ليتكم تعرفون كيف وجدتها !
كانت تنظر إلي ؛ صرخت دون تفكير : "قطة (اشرودنجر) ! أنت حية ! يا لها من معجزة !". قفزت إلى حضني قطة (اشرودنجر) ، بل مشمشة ، فهربت من عيني دمعة فرح ، ا... لأجاري قطتي كما تعلمون .
ثم جلست صامتا أنظر إليها وأنتظر لأرى إن كانت مشمشة أم قطة (اشرودنجر) .
قالت مشمشة : "حسنا ، ألن نلعب معا يا رامي ؟
وأين طعامي ؟". قفرت فرحا ؛ لقد عادت إلي مشمشتي .
أطعمتها ثم ركضت معها نلعب ونمرح حتى حل المساء، ثم نمنا ، وعلى وجهينا أعرض ابتسامتين .
وهكذا يا أصدقائي استعدت صديقتي الحبيبة مشمشة .
" أين صندوقي ؟
أنا قطة (اشرودنجر) !".
العالم (إروين شرودنجر) :
هو عالم فيزياء نمساوي ، ولد في عام سبعة وثمانين وثمانمئة وألف للميلاد .
له العديد من الإسهامات في فيزياء الكم .
حاز على جائزة (نوبل) عن معادلة (شرود نجر) .
ما هي فيزياء الكم ؟
هو فرع من الفيزياء يعنى بمحاولة تفسير وقياس سلوك الجسيمات الدقيقة جدا كالذرات وما هو أصغر .
واكتشف العلماء أن هذه الجسيمات طبيعتها جسيمات وموجات طاقة في نفس الوقت .
أي أنها تتصرف في بعض الأحيان كموجة وفي بعضها الآخر كجسيم .
ماذا يحدث عند القياس على مستوى الذرات ؟
إن أجهزة القياس والرصد الدقيقة تؤثر في نتيجة ما ترصده وتثبته عند حالة واحدة ، على مستوى الجسيمات ، أي تغير النتيجة أو جزءا منها دون أن نشعر .
تجربة قطة (شرود نجر) :
إنها تجربة ذهنية تم فيها حبس قطة داخل صندوق مزود بغطاء ، وكان مع القطة عداد (غايغر ) يقيس الإشعاع وكمية ضئيلة من مادة مشعة .
بحيث يكون احتمال تحلل ذرة واحدة خلال ساعة ممكنا .
إذا تحللت الذرة فإن عداد (غايغر) سوف يتحرك ويحرك مطرقة تكسر بدورها زجاجة تحتوي على حامض الهدروسيانيك الذي يسيل ويقتل القطة فورا .
والآن يقف المشاهد أمام الصندوق المغلق ويريد معرفة ، هل القطة حية أم ميتة ؟
(من وجهة نظر ميكانيكا الكم ، توجد القطة بعد مرور الساعة في حالة مركبة من الحياة والموت) .
وعندما يفتح المشاهد الصندوق يرى القطة إما ميتة أو حية وتنبت حالتها .
وهذا هو ما نتوقعه في حياتنا اليومية ، ولا نعرف حالة تراكب بين الحياة والموت .