حكايات اسلاميه مكتوبه صدقوا الله فصدقهم
نقدم لكم اليوم القصة الخامسة من حكايات اسلاميه مكتوبه وحكاية اليوم بعنوان صدقوا الله فصدقهم، اتمنى أن تنال رضاكم
حكايات اسلاميه مكتوبه صدقوا الله فصدقهم
عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ فَقَالَ ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ فَقَالَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا قَالَ فَأَتِنِي بِالْكَفِيلِ قَالَ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا قَالَ صَدَقَتْ فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّى فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ التَّمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقُدُّمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَلَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا فَأَخَذَ خَشَبَةٌ فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فِيهَا أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً مِنْهُ إِلَى صَاحِبِهِ ثُمَّ زَجَعَ (أي حشا) مَوْضِعَهَا ثُمَّ أَتَى بِهَا إِلَى الْبَحْرِ فَقَالَ اللَّهُ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفُتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فسَأَلَني كَفِيلاً فَقُلْتُ كَفِّي بِاللَّهِ كَفِيلاً فَرَضِيَ بِكَ وَسَأَلَني شَهِيداً فَقُلْتُ كَفِّي بِاللَّهِ شَهِيداً فَرَضِيَ بِكَ وَأَنِّي جَهَدْتُ (أي بذلت جهدي) أن أجد مَرْكَباً أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فَلَمْ أَقْدِرُ وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا فَرَمَى بِهَا فِي الْبَحْرِ حَتَّى وَلَجَتْ فِيهِ ثُمَّ انْصَرَفُ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَلْتَمِسُ مَرْكَباً يَخْرُجُ إِلَى بَلَدِهِ فَخَرَجُ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لِعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ فَإِذَا بِالْخَشَبَةِ الَّتِي فِيهَا الْمَالُ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا فَلَمَّا نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ ثُمَّ قَدْمَ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ فَقَالَ وَاللَّهُ مَا زَلَتْ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبِ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فَمَا وَجَدَتْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي أَتَيْتُهُ فِيهِ قالَ: أُخبِرُكَ أَنِّي لَمْ أَجِدْ مَرْكَبًا قَبْلَ الَّذِي جَئْتُ فِيهِ قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَدَّى عَنْكَ الَّذِي بَعَثْتَ فِي الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ الدِّينَارِ رَاشِدًا )
ماذا نتعلم من القصة؟
القصة تدل أن الخير في أمة بني اسرائيل والعدل في الناس قَالَ تَعَالَى : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيمِ وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّنَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران: ٥٧)
شهادة الله أعظم شهادة وكفالة الله أعظم كفالة وذلك من قول الرجل في الحديث : ( ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ فَقَالَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا قَالَ فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ قَالَ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا ) .
وفاء الدين في موعده من أعظم الحقوق والواجبات ، فكما في الحديث ( ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ ) .
الدعاء بيقين مع بذل الأسباب من أعظم الأمور لإجابة الدعوة . فكان الدعاء قول الرجل (اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلًا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا فَرَضِيَ بِكَ وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فَقُلْتُ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ )، وكان بذل الأسباب في ٦ مواقف
أ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ فَلَمْ يَجِدُ مَرْكَبًا
ب - قول الرجل ( وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إِلَيْهِ الَّذِي لَهُ فلم أقدر ) .
ج زجج موضع الخشبة .
د - لم ينصرف حتى ولجت الخشبة في البحر.
هـ - حتى بعد القاء الخشبة بدأ بالبحث عن مركب .
و - أحضر معه ألف دينار أخرى لسداد الدين
رحمن السماوات والأرض ورحيمهما استجاب لدعوة الرجل فإذا بالخشبة التي فيها المال يأخذها صاحبها حطباً لأهله فيجد ماله قال تعالى : ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ غافر ٦٠
بذل الأسباب لا يقف على محاولة واحدة كما قال الرجل لصاحبه ( وَاللَّهِ مَا زِلْتُ جَاهِدًا فِي طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ ) .
التخلص والحذر أخي الحبيب من موانع إجابة الدعاء ومنها المال الحرام كالسرقة والربا وتقصد عدم سداد الدين كما ذكر رسول الله الله ( الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ ) صحيح مسلم .
استشعر أخي الحبيب أن من أسلفك يحتاج دوماً سداد ماله ، فهذا يعينك على الحرص على السداد ويظهر ذلك من قوله الله : ( فَخَرَجَ الرَّجُلُ الَّذِي كَانَ أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قَدْ جَاءَ بِمَالِهِ ) .
جواز التِّجَارَةِ فِي الْبَحْرِ وَجَوَازِ رُكُوبه .
خشية الله تُيَسِرُ الأمور فالأول رد الله إليه ماله كاملاً بالخشبة والآخر جاء بألف أخرى فعاد بها راشداً ولسان حالهما قول الله تعالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) الطلاق: ٤.