قصة جديدة من سلسلة قصص الاطفال وقصة اليوم بعنوان جدتي وأزهار الخزامي القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع .
قصة جدتي وأزهار الخزامي مكتوبة
كان عمري ثمانية أعوام ، وكنت أعيش مع أبي وأمي وإخوتي وجدتي لأبي .
كان بيتنا يتكون من طابق واحد ، وكان حجره أبيض ناصعا .
وكان - كمعظم منازل عمان القديمة - محاطا بحديقة صغيرة خلف المنزل فيها عريشة عنب وأشجار مختلفة الثمار من الفاكهة وورود وياسمين وخزامى ( لافندر ) تتوزع أمام البيت وعلى جنباته .
كان أبي وأمي - أطال الله عمرهما - يعشقان الورد والياسمين ، وكنت أرى أبي يمضي ساعات طويلة يسقي الورود من حمر وصفر وبيض وزهرية ويشذبها .
وبعد أن ينتهي من عمله في الحديقة قبل تناول الغداء كان يقطف بعض الفاكهة حتى نأكلها بعد الغداء .
وكم من مرة سمعت أمي تقول له : « إنك تتعب نفسك أكثر مما يلزم ، تعال ، لقد حان موعد الغداء »، فيأتي ونتناول الطعام معا ، ثم يتمدد نصف ساعة يساعدنا بعدها ، هو وأمي ، في دروسنا .
وهكذا كانت الأيام تمر بسرعة مذهلة .
وكان بيتنا محاطا بسور عال وباب حديدي له نافذة صغيرة ، يرى الصغار من خلالها القادم فلا يفتحون الباب لغريب أو متطفل .
أما الممر الطويل المؤدي إلى البيت فكان أبي قد زرع فيه أزهار الخزامى الملونة العطرة ، وضروبا من الورد البلدي .
وإلى يمين الممر وما وراء الخزامى كانت هناك بركة مستديرة لها نافورة أحاطتها أمي بقوارير ملأى بفم السمكة ، لأنها تزهر صيف شتاء .
وكانت هذه زاوية أمي الخاصة ؛ فهي التي تعتني بها ، وتبذر بذورها عندما تجف ، وتبذرها مرة أخرى في موسم تال حتى إذا تفتحت أعطتها ضيوفها .
أما الطرف الآخر من الممر فكانت فيه بركة أقل عمقا وأكثر اتساعا .
كنا نسبح فيها أيام العطل وأيام الحر .
وكنا نقضي بعد الظهر باللعب والصراخ إلى أن تبح أصواتنا .
أما ياسمينات أمي فكان أبي قد أحضر عاملا لينصب لها أعوادا تحمل أوراق الياسمين وتمتد بالقرب من نوافذ غرف النوم .
وربما كان هذا سبب ولعي بالياسمين ، فهو أول ما كنت أستنشقه عند الصباح .
من هذا الممر الجميل المزين بالألوان والروائح نصل إلى خمس درجات رخامية تؤدي إلى شرفة كبيرة رسمت جدرانها بمربعات خطوطها سود . وكنا نلعب أنا وأختي فايزة وفاتن في فناء البيت لعبة " الإكس "، وهي لعبة صارت شبه منقرضة اليوم .
ندخل البيت فنرى أمامنا مدخلا صغيرا على حائطه مرأة وفيه طاولة وكرسي أنيق ، وهو يؤدي إلى صالونين كبيرين تليهما غرفة الطعام .
أما غرف النوم فكانت خمسا يتوزعها أفراد العائلة .
فغرفة لأمي وأبي ، وغرفة لجدتي مع شرفة صغيرة كانت تحبها جدتي كثيرا ، وغرفة لفايز وفواز ، وغرفة لمحمد وكابد ، وغرفة كبيرة جدا لفايزة وفاتن ولي .
كنا نجتمع وقت الطعام فرحين مع جدتي التي كانت تعيش معنا تسعة أشهر في السنة ، وتمضي فصل الصيف عند عمتي ، وعندما تعود تكون في غاية الشوق إلينا وإلى بيتها .
ما كان أجمل حياتنا .
أما جدتي الأخرى فكانت تزورنا كثيرا ، فقد كان في غرفة جدتي لأبي سرير آخر لضيوفها :
أختها أو جدتي لأمي . وكان السريران جميلين محليين بناموسيتين ناصعتي البياض .
وإزاء كل سرير كان هناك طاولة صغيرة بها درجان كبيران فيهما ما لذ وطاب من أصناف الحلوى .
ففيها الملبس والشوكولاتة والبسكويت .
أما الدرج الثاني فكان يحتوي على أصناف المملحات على أنواعها من فستق ولوز وبزور .
وكنا - نحن الأحفاد - نسعى في خدمتها وإرضائها لكي تقدم لنا ما لذ وطاب من الحلوى والموالح . وكانت تصر على أن نتناول غداءنا وفاكهتنا أولا ، ثم تعطينا ما يكفينا من الأطايب .
لمتابعة قراءة القصة حمل ملف pdf من هنا