قصة جديدة من سلسلة قصص مفيدة للاطفال 10 سنوات وقصة اليوم بعنوان المكاري سليمان القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع .
قصة المكاري سليمان مكتوبة
قبل سنين عديدة ، وقبل وصول السيارات والقطارات إلى بلادنا كانت جداتنا يعتمدن على ما يشترينه من المكاري .
كان المكاري هو ممون القرى والمدن ؛ فهو يطلع الجبال وينزلها ، ويمشي في السهول طولا وعرضا .
كان دائما يركب حماره الأبرش ، جارا خلفه أربعة حمر صهب .
وكان يشتري من قرية شيئا ليبيعه في قرية أخرى ، فكل قرية تشتهر بأنواع مميزة من الماكل والمنسوجات .
وكان المكاري بذلك كله صديق الجميع .
كان المكاري سليمان شجاعا ، قوي الشكيمة ، وكان من يعرفه يقول : « إذا لم يستطع المكاري سليمان منازلة هذا الرجل فلا أحد يستطيع ذلك »، أو يقولون : " إذا لم
يستطع المكاري سليمان حمل هذا الكيس فلن يستطيع أحد أن يحمله ».
في إحدى الأمسيات كان المكاري سليمان في طريق عودته إلى قريته بعد أن اشترى بطتين ودجاجتين وخروفا ولم يوفق في بيعها . وكان يفكر في المقايات التي مرت يومذاك ، وفي ما اكتسب من النقود ، وفي الطريقة التي سيبيع بها البطتين والدجاجتين والخروف .
فجأة ، وفيما هو يفكر برز أمامه شيخ جليل وطلب منه إعطاءه البطتين لأنه جائع . ولأن المكاري سليمان تاجر ذكي طلب من الشيخ العجوز شيئا في المقابل ، فقال له العجوز : " أنت ترى حالي ، فثيابي ممزقة وأنا شيخ كبير لا أقوى على العمل ، فكيف سأعطيك المال وهو ليس بحوزتي "؟
فرق قلب المكاري سليمان وتوقف وذبح البطتين وشواهما وجعلهما عشاء للشيخ العجون ، وزوده ببعض الماء والحبوب وقال في نفسه : « الله يعطي ، أنا معي المال الوفير ولن أبخل على شيء ضعيف مثله ».
ودع المكاري سليمان الشيخ ، وفيما كان يهم بركوب حماره أعطاه العجوز حفنة حبوب وقال له : " هذه ستكون ثروة لك بإذن الله ".
شعر المكاري سليمان بالجوع والعطش فتوقف ليشرب بعض الماء فإذا بعجوز تبرز أمامه وكأنها طلعت من الأرض ، فقال : " مساء الخير يا سيدتي ، هل من خدمة أؤديها لك "؟
وما إن أنهى كلامه حتى غابت العجوز عن الوعي ، فسقاها المكاري سليمان بعض الماء وسألها إذا كانت جائعة ، فأجابته : " مضت ثلاثة أيام علي من دون طعام كنت فيها أقتات بالتوت البري ".
فقال لها المكاري سليمان : " سأذبح لك دجاجة وأشويها . ما رأيك "؟
فرحت العجوز كثيرا ، ودعت للمكاري سليمان بطول العمر ووفرة الرزق ، وأكلت بشهية بالغة .
وعندما فرغت من تناول طعامها شكرته وذهبت في حال سبيلها .
فامتطى المكاري حماره وقال : " حسنا فعلت ، ولكنني سأعطيها الدجاجة الثانية وبعض الماء ، فقد اقتربت من قريتي ولن أحتاج إليهما ".
ترجل سليمان عن حماره وسعى وراء العجوز وقال : « خذي يا سيدتي هذا الماء وهذه الدجاجة ، فلقد شارفت على الوصول إلى قريتي وأنت متجهة إلى ناحية أخرى . أرجو أن تقبليها مني ».
فرحت العجوز كثيرا وقالت له : " أتدري أيها الرجل الطيب : لقد وضعت بعض الحبوب في سرج حمارك ، وأرجو أن تفيدك في المستقبل ".
ثم شكرته وذهبت .
تابع المكاري سليمان سيره إلى أن وصل إلى كوخه ، فربط الحمار وأنزل البضاعة ووضع الخروف في الإسطبل ، وجلس ليرتاح بين زوجته وأطفاله من عناء سفر طويل ، وأخذ يخبر زوجته وأطفاله قصة الشيخ والعجوز .
فرحت زوجته وفرح أولاده بهذه القصة ودعوا له بدوام الرزق وطول العمر .