قصة جديدة من سلسلة قصص مفيدة للاطفال 10 سنوات pdf وقصة اليوم بعنوان حريق في الغابة القصة مكتوبة ومصورة سهلة التحميل من الموقع .
قصة حريق في الغابة مكتوبة
في يوم شديد الحر من أيام آب ، كانت الشمس تتوهج ككرة نار مشتعلة ، والطرق المعبدة تلتهب التهابا إلى درجة أن زفت الطريق كاد يلتصق بعجلات السيارات وأحذية المارة .
أخذت العائلات التي تعيش على السواحل تهرب من قيظ الحر إلى برد الجبل حيث الهواء العليل . من بين هذه العائلات أفراد عائلة فادي الذين أخذوا معهم ما لذ وطاب من أصناف المآكل والمشارب ، وأوقفوا السيارة عند غابة جميلة تحت أشجار الصنوبر .
لعب فادي مع أخته وأخيه ، ولعب الوالدان طاولة النرد . وبعد ذلك أخذت العائلة تحضر طعام الغداء . كانت الوالدة قد أحضرت معها وعاءين حافظين للحرارة : أحدهما للقهوة والآخر للشاي ، حتى لا تضطر إلى إشعال النار في الغابة .
وكان هناك الكثير من أوراق الأشجار الجافة التي غطت الأرض حيث جلسوا .
وكانت الأم تنبه أبا فادي بين حين وآخر إلى ضرورة إطفاء سجائره ببعض قطرات الماء الموضوعة في صحن السجائر .
وكان أبو فادي يمازحها قائلا : " لا تخافي يا زوجتي العزيزة ، فالجميع يتنزهون هنا ، وأكثرهم من المدخنين ، ولم يتسببوا بإشعال حرائق . إنك تبالغين في حرصك وقلقك على الغابة ".
أكل الجميع وشربوا الشاي والقهوة وتنزهوا . وأوصى الأب والأم أبناءهما بجمع القمامة كلها في كيس مخصص لها ، وشددا على عدم رمي أي من النفايات على الأرض .
أخذ فادي يتأفف ويقول : « يظنون أنهم سيحافظون على نظافة الغابة بهذه الطريقة . نحن ننظف ويأتي غيرنا غدا أو بعد غد ويوسخ ».
وقال لوالده : " أظنك ووالدتي تبالغان في حرصكما على ألا تتسخ الغابة ، ولا أرى أحدا غيرنا يلملم قمامته ويجمعها وينظف هنا وهناك ".
قال أبو فادي : « ما لنا وللآخرين . نحن نتمتع بوعي مدني ، وإنا مثقفون نعرف أن من الممكن أن يتلوث الجو بالقاذورات التي نرميها . وعلينا أن نعلم الصغار من إخوتك أن بلدهم مرأة لشعبهم ، فإذا كان البلد متسخا فسيظن الناس أننا نحن أيضا وسخون» .
وقالت أمه : " نعم يا فادي ، يجب أن تعلم إخوتك الصغار أن يقتدوا بك وألا يلقوا بالفضلات هنا وهناك . وعلينا جميعا أن نعمل معا لنترك لأولادنا وأحفادنا من بعدنا بلدا وبيئة صحيين وجميلين وغير ملوثين ".
أخذ فادي زجاجة مشروبات غازية وشربها ، ونظر فلم يجد والديه أو أحدا من إخوته ، فرمى بالزجاجة بسرعة من أعلى الجبل إلى أسفل الوادي الأخضر الجميل الملان بأشجار الصنوبر المعمرة ، فتناثرت القطع في أرجاء الوادي .
كنت قد ذكرت سابقا أننا كنا في شهر آب الذي يسميه بعضهم " شهر آب اللهاب " لشدة حره . والحرائق يمكن أن تحدث من احتكاك بعض أوراق الشجر ببعض ، فكيف إذا ألقيت زجاجة ؟ إن الزجاجة عندما تسخن بفعل أشعة الشمس وحرارتها تعكس ضوء الشمس وحرارتها على جذوع الأشجار وعروقها ، فتولد النار .
نسي فادي أمر الزجاجة التي رماها في قعر الوادي . ثم حان وقت الرحيل ، بعدما استبد به وبإخوته التعب إثر يوم طويل أمضوه في اللعب والركض والأكل .
نزلت العائلة إلى بيروت وقال فادي : " لقد كان يوما جميلا ولكنه شاق ". ووافق الوالدان على رأيه هذا .
وفي المساء فيما كان الجميع يشاهدون نشرة الأخبار ، طرق سمع العائلة قول المذيع : " شب حريق كبير في منطقة الشبانية والتهم مساحة خمسة آلاف متر من الصنوبر المعمر . ولولا فضل الله ورحمته لأدى الحريق إلى مقتل كثير من المتنزهين ".
سأل فادي : « ما اسم المنطقة التي شب فيها الحريق "؟
فقالت أم فادي : « الشبانية ! هذا يعني : في المكان الذي كنا نتنزه فيه بالضبط »!