قصة جديدة من قصه قبل النوم جميله وقصة اليوم بعنوان نزهة وائل القصة مكتوبة ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع.
قصة نزهة وائل مكتوبة
إنه يوم مميز للذهاب إلى المنتزه وإطعام البط مع أختي الكبيرة تالة إلا أن أخي يريد المجيء معنا أيضا.
فقلت له : « آه، وائل ، لماذا لا تبقى هنا ؟ » لكن وائل لم يرد علي ، وذلك لأنه مصاب بحالة التوحد . وضرب أصابعه بقسوة على شباك النافذة وبدأ يئن وينتحب .
قلت له : « حسنا ، وائل » وسألت أمي : « هل يمكنه المجيء ؟ » فأجابت : « ولكن... تحتاجين إلى مراقبته جيدا طوال الوقت هل أنت متأكدة من أنك تريدين القيام بذلك ؟ »
أجبته ا: « بكل تأكيد . »
أحنت تالة رأسها قائلة : « سلوى ، أمسكي بيده . »
لا يعمل عقل وائل بطريقة طبيعية فهو يرى الأشياء بشكل
مختلف ....
عندما مررنا بمطعم « البستان » ، دخل وائل ليشاهد المروحة المعلقة بالسقف تدور بشكل دوائر بطيئة . لم يبال بالنادلات المستعجلات اللواتي يحملن جميع أنواع الشطائر والمثلجات .
فقلت له : « تعال نشرب المرطبات. » ولكنه استمر بتأمل المروحة حتى أخبرته على الخروج .
يسمع وائل الأشياء بشكل مختلف ....
فعندما مرت عربة الإطفاء مسرعة وعلت صفارات الإنذار ،
ودوت أصوات الأبواق ، لم يلاحظ وائل الأمر .
لكنه مال برأسه من جنب إلى جنب كأنه سمع شيئا لم أسمعه أنا . فقلت له وأنا أشد ذراعه : « أسرع . »
يشم وائل الأشياء بشكل مختلف ...
ففي مشتل زهور السيدة جميلة ، أمسكت بباقة من زهور الليلك الزكية الرائحة وقربتها من وجه وائل .
لكنه الزعج من الرائحة وابتعد .
عندما مررنا بمكتب البريد ، قرب أنفه من القرميد الرملي الدافي وشم رائحة الجدران .
فوبخته قبل أن يلاحظ أحد قائلة له : « توقف عن ذلك ! تبدو سخيفا ! »
يشعر وائل بالأشياء بشكل مختلف ...
عند البحيرة ، التقطت ريشة ناعمة ورحت أدغدغ بها ذقن وائل . فبدأ يصرخ ورماها جانبا .
لكن بينما كنا أنا وتالة نطعم البط رقائق الذرة ، استلقى وائل على الأرض وأخذ يشد خده على الأحجار القاسية .
أخذت يده قائلة : « انهض ، وائل . يمكن لأحدهم أن يدوس عليك .»
يتذوق وائل الأشياء بشكل مختلف ...
عندما مشينا بالقرب من عربات الطعام ، لم ينظر وائل إلى البيتزا والشطائر والكعك اللذيذ .
وراح يبحث في جيبي عن كيس رقائق الذرة المتبقية .
قلت له : « أنا وتالة لا نريد أن نأكل رقائق الذرة على الغداء . تعال معنا لكي نشتري البيتزا . » لم يتحرك وائل من مكانه . وراح يمضغ رقائق الذرة الواحدة تلو الأخرى بصوت طاحن .
أحيانا يشعرني وائل بالغضب .
قالت تالة : « سأذهب لإحضار البيتزا . سلوى ، إبقي هنا مع وائل . » فجلست على المقعد أنتظر. قلت له : « إجلس إلى جانبي يا وائل . »
لكنه كان يصفق بيديه غير مكترث .
وأخيرا عادت تالة وهي تحمل شريحتين من البيتزا اللذيذة . وسألتني : « أين وائل ؟ » نظرت إلى البقعة حيث كان وائل واقفا ... ولكن وائل اختفى ! شعرت بألم في معدتي ولم أستطع الحراك .
ركضت تالة نحو سيدة وصرخت : « هل رأيت صبيا صغيرا يرتدي قميصا أزرق » هزت السيدة برأسها قائلة : « ربما يشاهد مباراة الكرة الطائرة في الجهة المقابلة من المنتزه . »
لكن وائل لا يحب الكرة الطائرة .
مر رجل حاملا ابنته فوق كتفيه . فقلت له والغصة في حنجرتي : « هل رأيت صبيا تائها ؟ » أجاب الرجل : « كلا . ولكننا ذاهبان لنستمع إلى راوي القصص ربما هو هناك يستمع إلى القصص . » لكن وائل لا يحب القصص . ركضت تالة لتبحث عن وائل . أغمضت عيني وحاولت أن
أفكر مثل وائل .
يحب وائل محل البالونات لأن فيه آلة كبيرة تنفخ البالونات وتجعل منها أشكالا وألوانا مختلفة .
يحب وائل نافورة المياه حيث يقرب وجهه منها وينظر إلى تدفق المياه أمام عينيه . وفجأة بدأ الجرس القديم الذي في وسط المنتزه يدق . بونغ , بونغ , بونغ .
وتذكرت ... إن أكثر ما يحبه وائل هو الجرس .
ركضت مسرعة باتجاه الجرس . ها هو وائل . إنه مستلق تحت الجرس يمسك بمطرقة الجرس ويحركها إلى الأمام وإلى الوراء . عانقته بقوة مع أن وائل لا يحب العناق .
رأيت تالة بالقرب من الأراجيح فناديتها . ركضت مسرعة نحونا ، مقطوعة الأنفاس ، وعانقتنا .
قلت لوائل : « سنسير إلى المنزل بالطريقة التي تعجبك ! » توقفنا عند البحيرة وسمحنا لوائل أن يلعب بالحجارة .
أخذ يصفها بشكل مستقيم على حافة الممشى . فوقفت أمامه كي لا يدوس أحد أصابعه .
مررنا بالقرب من مشتل السيدة جميلة وتوقفنا عند مكتب البريد هذه المرة . كان وائل يشم بقدر ما يشاء رائحة القرميد ولم أهتم لمن ينظر إلينا .
عندما استراح وائل عند الزاوية ، بدا وكأنه يستمع إلى شيء ما لم أستطع سماعه . لكننا انتظرنا بصبر وحاولنا أن نستمع نحن أيضا .
في مقهى « البستان » ، نظرنا أنا ووائل إلى المروحة حتى شعرت بالدوار .
أخيرا عندما وصلنا إلى البيت قلت له : «قمنا بنزهة جميلة يا وائل . »
وللحظة ، نظر إلي وائل وابتسم .






