قصة جدي لا يحب الدواء طريقه لتعليم القراءه والكتابه القصه مكتوبة ومصورة و pdf
مع قصص للأطفال تصلح أن تكون طريقه لتعليم القراءة والكتاب للاطفال قصة اليوم بعنوان جدي لا يحب الدواء القصة مكتوبة بالتشكيل ومصورة و pdf سهلة التحميل من الموقع.قصة جدي لا يحب الدواء مكتوبة
ذهب جميع أهلي في زيارة، وبقيت وحدي مع جدي أبي عمارة.
تفحصت ورقة التعليمات التي كتبتها أمي:
لا تعلك علكة لا تنزع جواربك لا تلعب بالكرة، ولا بالسيارة، ولا بالجوال، لا تلعب بأي شيء فكلها تصدر أصواتا. اغسل يديك قبل الأكل وبعده وفي منتصفه، والأهم اغسلها قبل الدخول إلى غرفة جدك. أعطه جرع الدواء في أوقاتها المحددة.
لبست جوربي، وغسلت يدي، ومشيت على رؤوس أصابعي فجدي لا يحب الأقدام الحافية، ومهووس بالنظافة، ولا يحب الضوضاء، والأمر الأسوأ أنه لا يحب الدواء!
أخرجت حقيبة الدواء وابتسمت بحذر، وقلت: "هيا يا جدي الحبيب؛ هي ثلاث حبات فقط!
لن تشعر بشيء ابتلعها واجرع الماء بعدها فورا".
رفع حاجبا وأخفض آخر، وقال: "ومن قال إني مريضٌ ؟ أبعد عني هذه الأشياء!". "جدي يا جدي، ستشعر براحة كبيرة بعد تناول هذه الحبات الصغيرة، فهذه فيها الأنسولين الذي سينظم لك السكر في الدم وهذه فيها الكورتيزون الذي سيخفف آلام مفاصلك، وهذه فيها الأسبرين للوقاية من الجلطات القلبية".
أمسك جدي بيده الحبات الثلاث، فأردفت: "هيا يا جدي، ابتلعها الآن!"
.نظر إلى الحبات وقال: "لا يلزمني الأملسين ولا الكورسيلول ولا الأسبرنين". ثم فتح النافذة وقذفها في الهواء. شمرت عن ساعدي وقلت: "يبدو أن المعركة قد بدأت الآن؛ فجدي لا يحب الدواء!".
وضعت المتاريس في الممر، حملت ملعقتي البيضاء ، ألقمتها الحبات الثلاث، وانتظرته حتى يتثاءب، صوبت مقلاعي باتجاه فتحة فمه. وما إن تثاءب حتى أطلقت طلقاتي ! طاخ طاخ طاخ ! لكن ياه، لاااا!
أقفل جدي الحبيب فمه قبل أن تصل الحبات فواحدةٌ دخلت في أنفه، وواحدةٌ ارتطمت بجبينه، وحمدا لله أن الثالثة مرت فقط بمحاذاة أذنه ولم تدخلها. نظر جدي حوله رافعا سبابته مهددا ومتوعدا، فانحسرت وتكورت بسرعة خلف متاريسي. تنفست الصعداء؛ فقد ظن بأن أحد الأولاد في الساحة رماه بالحصى. أغلق نافذته وقال: "تنا لهؤلاء الأولاد الأشقياء!".
همممم لا بد من حل آخر، فجدي لا يحب الدواء دخلت المطبخ، ووضعت في الخلاط البيض والزبدة والعسل والطحين، ثم خبزت المزيج. نم نم ما أزكى الرائحة أخرجت الكعكة وزينتها بالقشدة المخفوقة والسكاكر الملونة، والحبات الثلاث.
ابتسمت وقلت: "جدي يا جدي ما رأيك بكعكة شهية نجلس ونأكلها معا؟"، ابتسم جدي وأكل الكعكة.
مرحى نجحت خطتي! لا، لم تنجح.
ناولني الصحن الذي كان فارغا من كل شيء إلا الحبات الثلاث.
جدي لا يحب الدواء! لا بد من طريقة أخرى.
خطر لي أمر فكتمت ضحكتي، وقلت لجدي: "ما رأيك يا جدي أن أنظف لك طقم الأسنان؟"،
فأعجبته الفكرة اختبأت ثم رحت أدس الحبات في تجاويف الأسنان، لكن ...
طاااااخ ! أطبق الطقم على يدي، فاختل توازني، وصرخت من الألم، المني رأسي، ثم دارت الدنيا من حولي!
أقبل جدي مسرعا، نظر إلي، ارتبك، وأسرع نحو الهاتف ليتصل بالطبيب، لكن نسبة السكر ارتفعت في جسمه؛ فتغبشت الرؤية عنده. لم يستطع تمييز الأرقام، ولا الاتصال فحاول أن يحملني بسرعة لكن مفاصله ...
تيبست ولم يقو على حملي؛ توقف في مكانه ثم وقع على الأرض. نظر إلي، فأوجعت قلبه النخزات؛ فأنا أصرخ من الألم، وهو عاجزٌ عن فعل أي شيء؛ "جدي، يا جدي!". بدأت عيناه تغمضان ببطء.
هرول إلينا الجيران، حملوني وحملوا جدي وأسرعوا بنا إلى أقرب مستشفى.
أعطوني مسكنا للألم، فشعرت بالارتياح, ووضعت الممرضة الحبات الثلاث في طبق، وقربتها من جدي.
نظر إلي جدي خجلا، وتناول الحبات الثلاث.
فجدي الآن يحب الدواء!