قصة قيمة التوقيع قصة عن فوائد حسن الخلق قصة تربوية للاطفال

قصة قيمة التوقيع قصة عن فوائد حسن الخلق قصة تربوية للاطفال

قصة قيمة التوقيع قصة عن فوائد حسن الخلق قصة تربوية للاطفال

قصة قيمة التوقيع قصة عن فوائد حسن الخلق قصة تربوية للاطفال 

قصة اليوم بعنوان قيمة التوقيع وهي قصة عن فوائد حسن الخلق كما أنها قصة تربوية مكتوبة 

للاطفال نتمنى أن تنال رضاكم.

قصة قيمة التوقيع قصة عن فوائد حسن الخلق

كانت تمر أسفل الشاشة هذه العبارة: «بكم بيعت لوحة الفنّان الشهير، فتسابق أفراد العائلة لمعرفة 

الجواب، قال الوالد:

- بعشرة آلاف ليرة على الأقل.

أما أنا فلم أذكر رقمًا خياليا لئلا أتعرّض للسخرية؛ فذكرتُ رقما قريبًا منه :

- أكثر شيء بخمسة عشر ألفا.

أما أخي فلم يكن يبالي فقال متظاهرا بذكاء اكثر ممن عنده:

- هي لوحة صغيرة جدا؛ فكم تكلّفت من ألوان؟ وإذا أضفنا ثمن النسيج أيضًا، فستساوي ألف ليرة على 

أكثر تقدير!

وبينما كدت أقول: سبحان الله - يا عثمان- لقد قلّلت الثمن جدا! لوحة قيمة كهذه لا تساوي سوى ألف 

ليرة؟

قالت والدتي:

- عندك حق يا عثمان إنّها تساوي هذا القدر؛ ربّما استخدم ألوانًا جيّدة إلى حد ما، فقد تساوي ألفًا وخمس 

مئة ليرة !

فتضاعفت دهشتي وانتهى وقت المسابقة التي استمرت خمسًا وأربعين دقيقة، وبدأت المذيعة بذكر 

الجواب الصحيح:

- مشاهدينا الأعزاء... بيعت لوحة الرسّام الشهير (وهي عبارة عن فلاحة تحلب بستين ألف ليرة كاملة!

فقلت:

- يا إلهي!

حقا بيعت اللوحة بستين ألف ليرة !

وقال والدي:

- حقا بيعت اللوحة بستين ألف ليرة !

ثم قالت والدتي بأسلوبها الخاص:

- يا تُرى، من دفع كل هذا المال ؟

أما أخي فقد كان مصرا على قوله:

- لو كنتُ مكانه لما دفعتُ قرشًا واحدا زيادة على الألف !

لم يستطع أي منا تخمين الثمن، وبعد أن زال ذهولنا قليلًا، أخذ والدي الحاكوم،

وسألنا قائلًا:

- انتهت الأخبار، هل نغلق التلفاز ؟

أي أراد أن يقول: «فلنتحدث معًا قليلًا)؛ فأجاب عثمان:

- بالطبع، يا أبي !

وفي هذه الأثناء قالت والدتي وهي في المطبخ:

- الشاي جاهز؛ هل أحضره؟

قلت في نفسي:

- أنا أحبّ هذه اللوحة أكثر ؛ إنها لوحة أسرة تتسامر وهي تشرب الشاي..

وبدأ والدي الحديث قائلا:

- في واقع الأمر، توقعت أنا ورمضان أن تُباع اللوحة بثمن مرتفع جدًّا، لكن يبدو أنّ المنافسة بين المشترين 

رفعت الأسعار، والحقيقة أن تقدير عثمان منطقي أيضًا.

قلت:

- كيف ذلك؟ كيف يكون تقدير لوحة شهيرة بألف ليرة فقط منطقا ؟

- يبدو منطقيا، إذا نظرنا له من حيث مقاييس تحديد الأسعار؛ فعثمان قدّر قيمة اللوحة ملاحظا الألوان 

والنسيج المستخدم فيها؛ في هذه الحالة يكون ثمن اللوحة ألف ليرة فقط، لكنّ هناك شيئًا لم يأخذه في 

الاعتبار.

اشترك عثمان في الحوار قائلًا:

- في الحقيقة فكرتُ في كلّ شيء؛ فما الذي أغفلته ؟

فقال والدي:

- التوقيع !

- التوقيع ؟!

أما أمي فلم تقل شيئًا، ونظرت إلى عثمان.

قال عثمان :

- ما التوقيع الذي تقصده يا أبي ؟

فواصل والدي حديثه :

- أقصد أن التوقيع هو الذي رفع قيمة اللوحة؛ ولا تعدّ ذات قيمة بدونها ؟

والخبراء وحدَهم هم الذين يفرّقون بين الحقيقية والمزيفة.

فقال عثمان بدهشة:

- بسبب التوقيع ؟

- بالطبع، فالتوقيع يذكرنا بصاحبه؛ مثال: هل تعلم: مم يتكون جسدك؟

- مِمَّ يا أبي ؟

أليس من لحم وعظام ؟

- حسنًا، إذا قدّرنا قيمة الإنسان وفقًا للحمه وعظامه، فكم يساوي؟

- أظن أنه لا يساوي كثيرًا.

- هذا الإنسان الذي لا يساوي شيئًا من هذه الناحية، له قيمة عظيمة جاءت من توقيع بارئه عليه؛ فالقيمة 

المادية لا توزن بها القيمة الفنية؛ أحيانًا ترتفع قيمة قطعة حديدية من خمسة قروش إلى خمس ليرات إذا 

كانت مصنوعة ببراعة؛ فأعضاء الإنسان أيضًا كالحاجب والعين واليد والقدم ومشاعره كالحب والحنان 

والرحمة تحمل توقيع من وهَبَه إيّاها من يؤمن بأنّ الله هو بارئ الإنسان، يرى إبداع صنعه في نفسه، إذا

أنكرنا خالقنا فسنقع في خطأ وقعنا فيه عندما قلّلنا من قيمة اللوحة المعروضة في الأخبار؛ إذ قدّرنا 

قيمتها بالنسيج والألوان.

قال عثمان بكلّ أسى:

- هكذا كنت أفكر، أليس كذلك يا أبي ؟

فقال والدي وهو يربت على ظهري، بينما كانت والدتي تصبّ لنا الشاي:

- أنت لوحة قيّمة جدا تحمل إبداع الخالق يا ولدي !

اقرأ ايضا

تعليقات