فضائل الاخلاق قصة ارْضَ بنصيبك مهما يكن

فضائل الاخلاق قصة ارْضَ بنصيبك مهما يكن

فضائل الاخلاق قصة ارْضَ بنصيبك مهما يكن


فضائل الاخلاق قصة ارْضَ بنصيبك مهما يكن

ما زلنا مع سلسلة مكارم الأخلاق اليوم مع قصة بعنوان ارْضَ بنصيبك مهما يكن وهي قصة في فضائل 

الاخلاق والقصة مكتوبة نتمنى أن تنال رضاكم.

فضائل الاخلاق قصة ارْضَ بنصيبك مهما يكن مكتوبة

صارت غرفة الجلوس محفلا بعد وصول السيد عاكف، ولم تكن ابنتاه جميلة وفريدة تسمعان لكلام 

والدتهما: توقفا، اتركا والدكما ليستريح؛ على الأقل اتركاه يخلع معطفه .

قالت فريدة التي تبلغ من العمر خمسة أعوام: لقد اشتقت إليك كثيرًا يا أبي العزيز.

ثم أضافت شقيقتها الكبرى جميلة: وأنا أيضًا.

والدتهما وهي تنظر إلى زوجها : أعرف جيّدًا لم تشتاقان لأبيكما؛ تتشوقان للهدايا.

وكان زوجها السيد عاكف يخفي كلتا يديه خلفه كالعادة ، 
وينتظر انتهاء هذا الحوار الممتع ؛ ثم ابتسم قائلًا :

- لا، لا، فأنا أحبُّ ابنتي وهما أيضًا تحبّاني، أليستا تعانقاني عندما لا آتي بهدايا أيضًا؟

جميلة : بالطبع، نعانقك !

وركضت لتعانق والدها، ثم تعلّقت فريدة بقدمه؛ اعتادت والدتهما على هذا المشهد المتكرّر كل مساء، 

فقالت: يا لَكما من مُشَاكِسَتَيْن !

وتوجهت للمطبخ، كان السيد عاكف يعرف كيف يتخلّص من أيدي ابنتيه؛ أظهر هداياه المخفيّة قائلا:

- هيا، خذا، لكل منكما دمية !

عندما رأتا هذه الهدايا صاحتا فرحًا؛ وأخذت جميلة الدمية ذات الملابس الورديّة والشعر الأصفر الطويل، أما 

فريدة، فأخذت الدمية ذات الملابس الحمراء والشعر القصير؛ وسعدت كلتاهما بهديتها، لكنّ القلق كان 

يراود جميلة قليلا؛ فالتفتت لأختها قائلة:

- انظري، إذا أفسدت دميتك هذه المرة، فلن أعطيك دميتي، اتفقنا؟

- حسنًا، اتفقنا؛ دميتي أجمل من دميتك على أية حال!

ذهبت البنتان إلى غرفتهما وظنّ والداهما أنهما تلعبان بدميتيهما الجديدتين، ثم سُمع بكاء فريدة:

- دميتي، دميتي!

إن عين دميتي جاحظة !

فركض الوالدان نحو غرفة الطفلتين؛ سألت الأم: ماذا حدث يا ابنتي؟ لم تبكين؟

استمرّت في البكاء؛ وروت جميلة ما حدث : كما تعلمان عندما تميل الدمية تغمض عينيها، وعندما تُرفع 

تفتحهما...

الوالدة: أجل.

- هكذا أمالت فريدة دميتها، وعندما رفعتها ظلّـتْ إحدى عينيها مغمضة، فحاولت فتح تلك العين، 

فانقلعت من مكانها؛ فهي تبكي عليها !

ازداد بكاء فريدة، وقالت: أريد دمية أختي؛ لن ألعب بدمية بعين واحدة.

كانت جميلة قد حذرت شقيقتها من قبل لعلمها بما سيحدث وقالت لها : إذا فعلت شيئًا لدميتك، فلن 

أعطيك دميتي، لكنّها لم تتحمّل بكاء شقيقتها؛ فنظرت لوالدتها وقالت يائسةً:

- حسنًا، حسنًا؛ سأعطيك دميتي لتلعبي بها وتعيديها إليّ؛ اتفقنا ؟

- حسنًا اتفقنا بعد اللعب سأعطيك إياها.

ودخل والدهما الغرفة وأخذ الدمية ذات العين الواحدة، وذهب إلى غرفة الجلوس، وأعاد العين مكانها، ثم 

عاد قائلًا:  في الواقع، هي لن تلعب بدميتك طويلا، انظرا؛ أعدتُ العين مكانها الآن يمكن أن يأخذ كل دميته.

لكن فريدة لم تسعد كثيرًا بهذا؛ فقالت: لا، ما دامت الدمية قد عادت كما كانت، فلتأخذها شقيقتي

ولتصبح الأخرى لي.

قال السيد عاكف بأسلوب بين اللين والشدة: اسمعي يا ابنتي اختارت كلتاكما دميتها بنفسها، أليس كذلك؟

- فقالتا بلى.

ثم توجه إلى فريدة قائلا:  عندما أخذت دميتك قلت لأختك: دميتي أجمل من دميتك، أليس كذلك؟

- بلی.

- حسنًا، وبعد أن كسرت دميتك، لم تتحمّل شقيقتك بكاءك، وأعطتك دميتها، أليس كذلك يا ابنتي؟

- بلى.

واصل السيد عاكف حديثه: أتشكرين أختك على إحسانها بالاستيلاء على دميتها؟

صمتت فريدة، فكسرت جميلة جدار الصمت قائلة: أبي أريد أن أعطي دميتي لأختي؛ فنحن نلعب معا دائمًا،

وقد أصلحتم دميتها أيضًا.

عانقت فريدة أختها قائلةً:  شكرًا يا أختي العزيزة من الآن فصاعدا سأعتني بألعابي جيّدًا، وسأرضى بما قُسِم 

تعليقات